هل ننتظر خمسة عشر عاماً؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فاتح عبدالسلام
تراكمت خبرات عراقية عديدة ومختلفة الانواع في الخارج، لاسيما في مجالات التخطيط العمراني والهندسة والجامعات والصناعات الحيوية واستثمار الارض في الزراعة والبناء ومجالات علمية تفصيلية كثيرة. في حين نجد البلد يسير بخبرات منتجة سياسياً في دهاليز مغلقة وأطر ضيقة ، ترى التغيير حاصلاً في الخارج من دون أن تتقدم خطوة الى أمام استقطاب الخبرات التي ما عادت تفكر أصلاً بالعودة للعراق، بعد أن عاد عدد ضئيل في البداية وصُدم بما وجد فغادر محبطاً.
أسمع دائماً أنّ نواباً سافروا الى بلدان مختلفة للإفادة من تجاربها البرلمانية أو السياسية أو الاقتصادية، ويعودون من دون ترجمة أيّ شيء على أرض البلد ، بل إنّ أغلبهم لم يفهموا في بضعة أيام مرتكزات تجارب الآخرين التي تحتاج الى دراسات معمقة وليس الى زيارات تشبه السياحية.
بلدنا المحطم به حاجة أكيدة لخبرات الدول المتقدمة في البناء الاساسي، ويجب أن تتوافق قوانيينا مع افكار التغيير والاصلاح.
العراق يحتاج الى الخروج من مفهوم ان التعاون الدولي هو ارسال قوات لمساندة البلد عسكرياً ، أو ارسال الأموال للاستثمار فيه ، وهما مجالان يحتاجهما العراق حتماً لكن ليس بطريقة (الفزعة) والهبة المؤقتة التي تنتهي من دون ترك أثر بنائي في البلد.
العراق يدخل هذه الأيام السنة السادسة عشرة من عهد جديد، أليس هذا الذي أعلنوه للشعب والعالم معاً . وانظروا الى حال الأمور أين وصلت في عقد ونصف من الزمان ، كان ينبغي طي الصفحة السياسية بانفتاح وطني عظيم متسام عن الشوائب واحتضان الجميع مهما كانوا في انتماءاتهم ، والشروع بالافادة من ثروة العراق النفطية لتأسيس صندوق سيادي مهما كان حجمه في البداية ، والتحول الى بلد منتج في أي حقل صناعي او زراعي، وأن لايكون للبلد سوى جهاز شرطة واحد وجهاز مخابرات مقنن وجيش مهني، وكان ذلك سيجنبنا الكثير من الوحول التي نخوض فيها من دون أمل للخلاص .
خمسة عشر عاماً مدة كافية لنهضة الأمم مهما كانت كبوتها قاسية.
قد ننتظرعقداً ونصف العقد، إذا كان هناك أمل في التغيير . ما أصبرك أيها العراقي .. (معقولة تسويها وتنتظر ؟)