ناخبو أوباما المفقودون!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شون ماكلوي* وجيسي رودس** وبريان وشافنر*** برنارد فراجا****
ركزت أكثر التعليقات السياسية منذ الانتخابات الرئاسية على مجموعتين من المؤشرات الحزبية: هؤلاء الذين صوتوا لأوباما في 2012 ولترامب في 2016، وأولئك الذين صوتوا لمت رومني في 2012 ولهيلاري كلينتون في 2016.
بالنسبة لناخبي ترامب الذين كانوا قد صوتوا من قبل لأوباما، فهم عرضة لافتتان شديد لأنهم ينُظر إليهم على أنهم يقدمون رؤى نقدية للديناميكيات العنصرية والطبقية التي ساعدت على تحديد نتيجة الانتخابات. وعلى الجانب الآخر، يرى العديد من المحللين ناخبي رومني الذين انقلبوا لانتخاب كلينتون كمثال على الكيفية التي بقي بها الحزب «الديمقراطي» في جزء كبير من خلال مناشدة ناخبين أكثر رقياً. ولكن من المثير للإحباط أن وجهات النظر هذه تقلل من أهمية مجموعة حاسمة من الناخبين الساخطين: هؤلاء الذين صوتوا لأوباما في 2012، لكنهم تخلفوا عن الذهاب إلى الانتخابات في 2016. ولأن هذه المجموعة من السود والشباب على نحو غير متناسب، فإن عدم الالتفات إليها يتسم بالعنصرية. ويوضح تحليلنا أنه بينما ذهب 9% من ناخبي أوباما إلى ترامب في 2016، ظل 7% -أي أكثر من 4 ملايين ناخب مفقود -في المنزل. وصوت 3% لمرشح من حزب ثالث.
ومن غير المرجح أن نحث الاستراتيجيين من «الديمقراطيين» على التخلي عن ناخبي أوباما الذين صوتوا لترامب. ومع ذلك، فإن ناخبي أوباما الذين لم يصوتوا لترامب هم جزء ليبرالي نسبياً من البلاد والذين تم تجاهلهم إلى حد كبير. فهم في أغلبهم من الشباب ومن غير البيض، وهم يمثلون جزءاً مهماً من المستقبل الديموغرافي للحزب «الديمقراطي»، ونظراً لاحتمال بقاء العديد من ناخبي أوباما الذين صوتوا لترامب في صفوف «الجمهوريين»، فمن الصعب أن نتخيل كيف يمكن لـ«الديمقراطيين» الفوز في الانتخابات إذا ظلت هذه المجموعة على الهامش. ولاستكشاف خصائص وتوجهات هؤلاء الناخبين، استخدمنا بيانات من الدراسة التعاونية لانتخابات الكونجرس، وهي دراسة استقصائية لعينة تضم أكثر من 64 ألف بالغ. وجمعنا جميع الناخبين في 2012 في واحدة من خمس فئات، نركز على ثلاث منها في هذا المقال: الذين صوتوا لأوباما ثم لترامب، والذين صوتوا لأوباما ولم يذهبوا لانتخابات 2016، والذين صوتوا لأوباما ثم لكلينتون.
إذن فمن هم ناخبو أوباما الذين لم يذهبوا لانتخاب ترامب؟ 51 % منهم كانوا من الملونين مقارنة بـ 16 % ممن انتخبوا أوباما ثم انتخبوا ترامب و34 % ممن انتخبوا أوباما ثم انتخبوا كلينتون. فما الذي يفضله ناخبو أوباما الذين لم يذهبوا لانتخابات 2016، من حيث السياسة؟ هل هم أكثر شبها بناخبي أوباما ومن بعده كلينتون أم لناخبي أوباما الذين انتخبوا ترامب؟ إن إجابات هذه الأسئلة لها آثار مهمة بالنسبة لمستقبل سياسات الحزب «الديمقراطي»، لذا فقد قمنا بتحليل تفضيلات المجموعات الثلاث من الناخبين عبر مجموعة واسعة من مجالات السياسة الداخلية، بما في ذلك دعم الطريق إلى المواطنة بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين، وحقوق الإجهاض، ولوائح وكالة حماية البيئة الأميركية بالنسبة لانبعاثات الكربون، وخفض الإنفاق المحلي، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وإنهاء الحد الأدنى الإلزامي في الأحكام الجنائية، علاوة على معارضة إلغاء قانون الرعاية بأسعار معقولة.
وقد ظهر نمطان واضحان: أولا، لن يكون من المستغرب أن يتبنى ناخبو أوباما ومن بعده ترامب المواقف الأكثر تحفظا. ثانيا، أن تفضيلات ناخبي أوباما الذين لم يذهبوا لانتخابات 2016 دائما تقريبا ما تكون أقرب لتفضيلات ناخبي أوباما ومن بعده كلينتون أكثر منها بالنسبة لناخبي أوباما ومن بعده ترامب.
وينبغي أن يدرك الاستراتيجيون الديمقراطيون أن ناخبي أوباما ومن بعده ترامب لا يمثلون مستقبل حزبهم، حيث إن هؤلاء يتباعدون عن الحزب بالنسبة للعديد من القضايا الأساسية، وهم على أي حال ليسوا مخلصين للحزب بشكل خاص.
*المؤسس المشارك لمنظمة «داتا فور بورجريس» **أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماساتشوستس *** أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماساتشوستس **** أستاذ العلوم السياسية بجامعة انديانا
*ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»