جريدة الجرائد

هل تقضي الأوبرا والسينما على التطرف؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بينة الملحم

إن المسار الفكري لأي مجتمع يشكل صورة يمكن من خلالها تحقيق قراءة دقيقة لواقع المجتمع فكرياً؛ فالمجتمع إنما يحقق انعكاساً واقعياً للثقافة التي تسوده، فكل المعطيات الثقافية إنما هي تعبير دقيق الوضوح لما تؤمن به الثقافة السائدة. إن الأحداث الإرهابية التي اجتاحت العالم وشكلت خطراً يهدد الكثير من المجتمعات،

وخصوصاً تلك التي ارتبطت بالمقومات الفكرية للمجتمع، وبالتالي خلفت ضرورة قصوى لمراجعة البنية الفكرية في المجتمعات ومنها مجتمعنا! خبرة المملكة الممتدة في محاربة الإرهاب لما يقارب من عقدين من الزمان أثبتت أن محاربة الفكر المتطرف ليس بسن قوانين وتجريم الأفعال بعد وقوعها، إنما من خلال زرع بيئات ثقافية متنوعة وتعددية فكرية وتأصيل للفنون الراقية. إن الترحيب بتأسيس دار للأوبرا أو أوركسترا في المملكة تتجاوز بعدها الترف الترفيهي إلى أبعاد فكرية ملزمة في عملية إعادة تشكيل هوية المجتمع السعودي الفكرية المواكبة لرؤية المملكة 2030، كان مشهدنا الثقافي يموج بصراعات حادة وشديدة بين تيارات تدعو إلى الانفتاح مع ثقافات العالم والتشارك معها بلغة عالمية واحدة هي لغة الفنون، وبين تيارات تدعو إلى الانغلاق حاملة شعار الانغلاق والتعصب والتطرف. فعانى مجتمعنا وعانينا من مشروع الصحوة الكثير والكثير من الويلات التي مكنت الإرهاب بسبب تلك التيارات المنغلقة والمتطرفة أو الجماعات التي كانت تمرر مشروعها السياسي بارتداء عباءة الدين، كجماعة الإخوان والتي تتركز على التبعية للشخص الواحد، والأيدولوجيا الواحدة، ولقد كان من آثار هذه المواجهة، حوادث التطرف والتكفير والإرهاب والتي لم يكن لها وجود حقيقي قبل هذه السنوات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم بالتوعية والارشاد
عادل محمد - البحرين -

لاشك أن الأوبرا، والسينما وحتى الموسيقى لها دور في القضاء على التطرف. لكن في وقت ذاته المسؤولية تقع على وزارة التربية والثقافة والإعلام في توجيه الشباب وتحذيرهم من خطورة الأفكار الإرهابية والمتطرفة، ومراقبة شيوخ الدين والمنابر الخطابة الدينية ومراقبة شيوخ الدين المتطرفين للحيلولة دون نشر أفكار الترويج للعنف أو التحريض عليه، ومنع المنظمات الإرهابية من استغلال الفضاء الإلكتروني لنشر الأفكار المتطرفة، حيث عدد كبير من الإسلاميين المتطرفين يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي!... أدعو القراء الأحباء إلى قراءة ملخص مقال "دور الرياضة والفن والموسيقى والأدب في مقاومة الاٍرهاب" للكاتب سامي البحيري المنشور في موقع إيلاف في 10 أكتوبر 2015، ذو صلة بالموضوع... "احذروه فهو يكره الموسيقى" هي مقولة خالدة لفولتير قالها ليهاجم متطرفي الكنيسة في عهده وفي كل العهود، وانا اتعجب لماذا يكره الارهابيون والمتطرفون الفن والموسيقى والأدب والرياضة ويعتبرون ان تلك الأنشطة تفتح أبواب الشيطان وتحرض على الرذيلة علاوة على انها مضيعة للوقت... قد رأيت مرة احد فقهاء الاٍرهاب على التليفزيون وهو يقول بمنتهى الثقة :"وكما تعلمون بالطبع فان الموسيقى حرام باجماع الفقهاء" فقلت له الله يخرب بيتك والبيت اللي جنب بيتك.... لذلك فاني ارى تطبيق المثل العربي على المتطرفين والارهابيين على طريقة :"دواني بالتي كانت هي الداء" فما داموا يكرهون الفن والموسيقى والرياضة والأدب لذا فاني اعتقد ان هذه الأنشطة جميعا او منفردة قد تكون من أفضل الوسائل لمقاومة المتطرفين والارهابيين... اما من انخرط في الاٍرهاب سواء ارهاب فردي ام ارهاب جماعي وتلوثت يديه بالدماء فان هذا مصيره يكون اما السجن او القبر حيث ان فرص علاجه بالموسيقى تكاد تكون منعدمة حتى فرص علاجه بالصدمات الكهربائية تكاد تكون منعدمة ، مثل هولاء لا يصلح معهم الا عمليات غسيل مخ ومن الأفضل عمليات "نقل مخ"... والامل هو علاج بعض المتطرفين والذي لم يتم تلوث افكارهم تماما، كما انه ام يتم تلوث أيديهم بالدماء، وايضاً من الأفضل يتم التركيز على الأطفال والمراهقين والشباب... الموسيقي والفن هما غذاء الروح والهام المحبين، وللاسف فان العديد من المدارس الحكومية في العالم العربي والإسلامي قد تجاهلوا وأهملوا تدريس الموسيقى حتى ان بعض المدرسين ا