جريدة الجرائد

العبادي أول زعيم شيعي يروج لقائمته الانتخابية في محافظة سنية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 رغم أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، حيدر العبادي، كان قد أطلق العنان لحملته الانتخابية من محافظة صلاح الدين (180 كم شمال بغداد) ذات الغالبية السنية، فإنه أول زعيم شيعي يروج لحملة قائمته في محافظة سنية بالكامل هي محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد).

وكان العبادي افتتح خلال زيارته إلى محافظة الأنبار أمس مقر مديرية شرطة عامرية الفلوجة. وأشاد خلال حفل الافتتاح «بصمود أبناء وعشائر العامرية أمام هجمات عصابات (داعش) الإرهابية التي حاولت بالمدفعية والهجمات أن تزعزع صمود هذه المدينة لكنها لم تفلح». وأضاف أن «العراقيين حققوا الانتصار ولم يستسلموا، وأمامنا النصر الثاني، وهو نصر الإعمار والبناء والاستثمار، وتوفير فرص العمل، ومثلما حققنا بوحدتنا الانتصار العسكري سنحقق بوحدتنا نصر الإعمار». وأوضح العبادي أن «أمام النصر الثاني تحدياً يتمثل بالفساد، فالفساد شقيق لـ(داعش) وسننتصر عليه مثلما انتصرنا على (داعش)». وتابع أن «العراق عاد أقوى من السابق بتكاتف أبنائه»، مشيراً إلى أن «هناك من يريد أن يعيشنا في أجواء الصراعات والخلافات، ولكنهم لن يستطيعوا، لأن العراق الآن أقوى والعالم ينظر إليه باحترام وقوة».

وفي جامعة الفلوجة، أكد العبادي على أهمية أن «تكون الجامعة محطة لتنوير الشباب وتمارس دورها في توحيد أبناء البلد وإشاعة التنوع»، داعياً في الوقت نفسه «الجامعات إلى بذل دور أكبر والاهتمام أيضاً بالجانب التربوي، وإبعاد الشباب عن الأفكار الهدّامة المنحرفة». وأوضح العبادي أن «الإنجاز الذي تحقق كان أكبر من التوقعات. فالعالم كان يقول إن الحرب ستطول، ولكننا أثبتنا للعالم أن العراقيين يصنعون المستحيل والمعجزات، وأن انتصارنا قد تحقق بالوحدة، ويجب أن يتم ترسيخ هذا المفهوم في فكر الشباب»، مبيناً أن «العراقيين كانوا أقوى من مخططات التقسيم. ونفتخر كثيراً بتنوعنا. وعلى الجامعات أن تمارس دورها الكبير في تعزيز هذه المفاهيم».

إلى ذلك، اعتبر عدد من قادة وشيوخ المكون السني في محافظة الأنبار، في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، زيارة العبادي بمثابة محاولة جادة لتخطي البعد الطائفي من خلال تشكيل قائمة باسم «النصر»، وهو الائتلاف الذي يتزعمه العبادي، لكن بقيادات سنية في المحافظات ذات الغالبية السنية مثل الأنبار وصلاح الدين ونينوى. وفي هذا السياق، يقول رئيس مجلس «إنقاذ العراق» حميد الهايس إن «زيارة العبادي إلى الرمادي لا تخلو من الترويج الانتخابي لقائمته في المحافظة، التي تضم شخصيات سنية، لكنه في الوقت نفسه، وكونه رئيساً للوزراء جعلها مناسبة لتفقد عدد من المشاريع الخدمية، أو افتتاح بعض المشاريع والدوائر». وأضاف الهايس، الذي يتزعم قائمة منافسة للعبادي في الأنبار، أن «الجانب الآخر المهم في هذه الزيارة هو أنها ألغت مشروع الطائفية والمناطقية التي روج لها، ولا يزال يروج لها الكثيرون، لأن دخول زعيم شيعي في محافظة سنية وله وزن فيها، ومن خلال شخصيات من المحافظة نفسها، نحن نعده بادرة إيجابية نتمنى أن تتكرر في المحافظات الأخرى حتى لا تحسب شخصيات هذه المحافظة على تلك الشخصية»، في إشارة إلى المصطلحات التي يتم تداولها في الأوساط السنية حيال الشخصيات التي عملت مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وأطلق عليها «سنة المالكي»، والشخصيات السنية التي تعمل مع العبادي، ويطلق عليها «سنة العبادي». وأوضح الهايس: «في الواقع ليس العبادي وحده من طرح قائمة في الأنبار يتزعمها شيعي، ومعظم المنتمين لها من الشيعة، بل (الفتح) التي تمثل (الحشد الشعبي) لديها قائمة في الأنبار، ويترأسها سني من أبناء المحافظة».

من جهته، يقول الشيخ أحمد أبو ريشة رئيس مؤتمر «صحوة العراق» إن «العبادي استخدم بذكاء النصر الذي تحقق على تنظيم داعش في محافظاتنا من أجل ترسيخ أقدامه هناك، وهو الآن يتنقل عبر هذا العنوان لأن (داعش) أوغل دماراً في هذه المحافظات».

في السياق نفسه أكد عضو مجلس الأنبار صباح كرحوت أن «زيارة العبادي للمحافظة تتضمن جانبين، أحدهما انتخابي والآخر خدمي، للاطلاع على الآثار والدمار الذي لحق بالمحافظة». وأضاف أن «رئيس الوزراء اطلع على حجم الدمار والمشاكل التي تعانيها المحافظة على خلفية احتلال (داعش) لها بغية إيجاد المعالجات المناسبة للواقع الخدمي الذي تمر به المحافظة، وإعادة إعمار جميع ما دمرته الحرب وإعادة النازحين».

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يمكن الثقة في العبادي
عادل محمد - البحرين -

أقدم للقراء الكرام ملخص مقال الكاتب العراقي ماجد السمرائي "هل يمكن المراهنة على العبادي" المنشور في صحيفة العرب (31 أكتوبر 2017) والذي كان ضمن مقالي "العبادي والمالكي وجهان لعملة العمالة والخيانة!" الذي نشر العام الماضي ذو صلة بالموضوع... العبادي أراد تحويل النصر العسكري إلى قاعدة سياسية تخدم حلمه بدورة جديدة، رغم جسامة هذه المهمة وتعقيداتها، وهو المحاط بدوائر ضغط حزبية ومذهبية هائلة ومتعددة الأطراف... صناعة الحاكم في العراق منذ عـام 2003 لم تعد محلية عراقية لأن النظام السياسي قد تم تأسيسه من قبل المحتل الأميركي حتى ويتم إخراج هذه الصناعة عبر اللعبة الانتخابية... هناك فرص تعطى للأحزاب “النافذة” قبل القرار النهائي لصناعة الحاكم لكنها ليست صاحبة القرار، فالكلمة الأخيرة هي لدى كل من الإيرانيين والأميركان بمساندة الإنكليز... المعطيات المحلية مهمة، قدرات المرشح وحجم مكانته ومدى قبوله من بين رفاقه ونجاحاته في الميدان التنفيذي ومدى قدرته في التغلب على المشكلات الكبرى، وهذا ما يحصل اليوم في العراق منذ عام 2014، بعد انهيار خمس فرق عسكرية عراقية أمام شلة عصابات “داعش” التي احتلت بصورة كاملة ثلاث محافظات عراقية... تمت تنحية نوري المالكي ووضع حيدر العبادي بديلا عنه، وهو الحامل لتاريخ حزبه حزب الدعوة، لكن مواصفاته الشخصية المنفتحة والمعتدلة رجحته على غيره من رفاقه، وتركت له فرصة الحكم أمام تلك التحديات، حيث تغلب على مشكلة احتلال “داعش” بمعاونة التحالف الدولي الكبير بقيادة الولايات المتحدة ودعم طهران المترددة في دعمه أمام مراهنتها على المالكي، رغم ما واجهه من مشاكل خلال ثماني سنوات من حكمه، بسبب سياساته المتطرفة، وتخليه عن آرائه ومواقفه العروبية، ومعارضته لولاية الفقيه خلال فترة المعارضة قبل عام 2003 اختلف فيها عن غيره من القيادات الدعوية الأخرى كإبراهيم الجعفري مثلا... وكان من الطبيعي أن يهمل قضيتي الفساد والخلل المركزي في طبيعة النظام السياسي، ثم برزت أمامه الأزمة الكردية بكل ثقلها التاريخي والسياسي، وما حملته من تراكم دعم أميركي وأوروبي الذي تبخر أمام قضية الانفصال عن العراق... أراد العبادي تحويل النصر العسكري إلى قاعدة سياسية تخدم حلمه بدورة جديدة، رغم جسامة هذه المهمة وتعقيداتها، وهو المحاط بدوائر ضغط حزبية ومذهبية هائلة ومتعددة الأطراف لا تريد تفكيك قوى