لا حرب بين ايران واسرائيل في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فاتح عبد السلام
كثر الحديث في غضون تطورات الحرب في سوريا على مواجهة عسكرية مباشرة بين ايران واسرائيل يكون ميدانها ارض سوريا . وذهب كتاب بارزون في صحف امريكية يروجون لهذ الاحتمال ووصفه بالوشيك او المرتقب وربما الحتمي أحياناً .
ما مبررات الحرب فيما لو وقعت . هناك سببان الاول وجود عسكري ايراني تراقبه اسرائيل ، كما تراقبه روسيا ، وان هذا الوجود له ما يبرره في وجهة النظر الروسية التي لا تخالفها ولا تؤيدها اسرائيل ، واذا ازداد الوجود الايراني بما يشكل خطراً على اسرائيل فإنها ستشن حرباً ضده . وهذا احتمال في غاية الضعف ، ذلك ان روسيا تحكم الايقاع في سوريا بفعل قواتها الجوية وتفوقها التكنولوجي ، ولا يوجد اي عامل ايراني يشكل تهديداً لاسرائيل من داخل سوريا أبداً ، لأنّ ايران لا تمتلك سوى امكانية أن يكون بحوزتها صواريخ بعيدة المدى تسربت الى سوريا في سنوات الحرب المدعومة من قوى في العراق أيضاً ، وهذه الصواريخ غير قابلة للانطلاق من ارض سورية لأنّ دمشق الجزء المتماسك حتى اللحظة بعد الانهيارات العظمى في أغلبية المدن السورية لايمكن أن تضع خيار الحرب الذي يعني تدميرها ، بيد دولة اخرى حتى لو كانت الحليفة الأثيرة ايران . كما إن روسيا تنسق قواعد اللعبتين السياسية والعسكرية معا ، ولن تسمح بخروقات داخل الرقعة التي تمثل نفوذها الاستراتيجي الجديد من دون علمها وقرارها .
السبب الثاني انّ اندلاع هذه الحرب يعني فتح جبهة حزب الله اللبناني في جنوب لبنان حتماً ، وهذا الاحتمال لم يعد وارداً، لأسباب كثيرة منها ان الداعم الشعبي العربي لم يعد موجوداً لحزب الله بعد تدخله واستنزافه في سوريا ، كما إنّ نزوح اللبنانيين هذه المرة لن يكون الى سوريا التي تغرق في الحرب وتداعياتها، وإنّما نزوح الى البحر ليس إلاّ .
اسرائيل ذاتها اليوم قالت انّها ردّت بالقصف على قذيفة سورية ضلّت طريقها نحو الجولان ، وهي تعرف جهة تصويب القذائف السورية الأخرى الراشدة هذه الايام .