قتل الصماد بداية نهاية حربنا في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد آل الشيخ
نفوق الحوثي «صالح الصماد» رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في اليمن، هو في تقديري بمثابة بداية نهاية الحوثيين في اليمن، فمقتل هذا العميل سيفتُّ من عَضد مقاتلي الحوثيين في جبهات القتال المشتعلة هناك، خاصة وأن ساحة الحرب اليمنية الأهلية تشهد في الآونة الأخيرة انتصارات في كل الجبهات تقريبا، لمصلحة جيوش الشرعية، والمتحالفين معها.
كنت أعرف منذ بداية الحرب أن مصير الحوثيين الحتمي هو هزيمة كاسحة، وسقوط مريع، لأن كل المؤشرات الموضوعية والعقلانية تقول ذلك؛ ولا يعني طول أمد الحرب أنها تصب في مصلحة الحوثيين كما يعتقد البعض، بقدر ما كانت تستنزف صمودهم وتحد من قدرتهم على مقاومة السقوط وتحدي الشرعية؛ سيما وان الشرعية تملك كل أسباب ومبررات الانتصار السياسية والعسكرية، لأن القوة معهم، والمجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة تساندهم، وليس مع الحوثيين سوى ملالي الفرس، الذين يمرون الآن بظروف سلبية عالمية تكالبت عليهم، وأنهكتهم خاصة الظروف الاقتصادية، بعد نية الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاقية النووية مع طهران، وعودة أوضاعهم الاقتصادية المهترئة إلى ما كانت عليه قبل توقيع الاتفاقية؛ فالملالي يعرفون أنهم في النهاية لا يستطيعون تحدي أمريكا وكل دول الخليج، وعلى رأسها المملكة، لذلك فهم يوظفون دعم الحوثيين والوقوف معهم كورقة ضغط سياسية سيتخلون عنها متى ما وجدوا أنها استنفذت أغراضها، وأهم أغراضها اليوم أن تكون ثمنا لإبقاء الاتفاقية النووية كما هي عليه.
ويبدوا أن الرياح لم تأت كما تشتهيها سفن الابتزاز الإيرانية، فالحوثيون يمرون اليوم بأيام كالحة السواد، وتتراجع ميليشياتهم، ويضعفون في كل يوم جديد، ليأتي مقتل الصماد مؤشرا قويا ومعبرا عن هزائمهم المتواصلة في أغلب جبهات القتال، ومثل هذا الوضع المتهالك للحوثيين سيجعل رهان الإيرانيين على الحوثيين كورقة ضغط في التجاذبات الأقليمية ليست كما كانوا يأملون.
وغني عن القول إن الحوثيين ليسوا في الصراع الإقليمي إلا بيدقا على رقعة شطرنج الصراع، ولن يتردد الإيرانيون بالتضحية بهم متى ما حققوا ولو جزءا يسيرا في معاركهم ورهاناتهم والقذف بهم إلى مزبلة التاريخ متى ما وجدوا أن التضحية بهم تصب في مصلحة معاركهم الإقليمية، خاصة وأن هناك بيادق أخرى هي أهم من الحوثيين، كحزب الله في لبنان، أو ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، فهي تأتي في سلم الأولويات الإيرانية أهم من الحوثيين.
فلذلك كله فإن الرهان على الحوثيين ودعمهم بعد مقتل الصماد، وتضعضع أوضاعهم، وكثرت الأنباء التي تتحدث عن انشقاقات في معسكراتهم، إضافة إلى أن الإيرانيين لن يقفوا معهم إلى الأبد، بسبب الضغوط التي تواجهها إيران من المجتمع الدولي بسبب توسعاتهم، كل ذلك سيكون بمثابة العوامل التي ستتضافر في نهاية المطاف، وتضطر الحوثيين إلى البحث عن مخرج لهم، يحفظ لهم ولو جزءاً يسيراً مما حققوه على الساحة السياسية.
إلى اللقاء