جريدة الجرائد

ماذا فعل جونغ أون بخامنئي؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 عبد الرحمن الراشد

 لا بد أن المرشد الأعلى في طهران وقياداته يمرون بامتحان صعب. عدا عن تهديد الحكومة الأميركية بإعادة العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني فإن انهيار الحليف النووي الرئيسي لها، كوريا الشمالية، خسارة بمثابة الكارثة.

صحيح، حتى الآن، لم أسمع معلقاً جاداً يستبشر باللقاء والمصالحة التاريخية بين زعيمي الكوريتين، ولا من يصدق بأنها ستحقق نهاية الحرب والتوتر، كما أعلن الاثنان.
ومع أن الشك لا يزال سيد الموقف تبقى التطورات في شبه الجزيرة الكورية محل حسابات النظام الإيراني. ماذا لو قرر الرئيس الشمالي فعلاً إنهاء حالة الحرب، مع أننا لا نفهم حتى هذا اليوم لماذا بدل سياسته، هذا إن كان قد فعل؟
لنفترض أن ما سمعناه منه يعبر عن سياسة جديدة، وأن كوريا الشمالية حسمت أمرها وقررت التحول إلى بلد مسالم بلا سلاح نووي ويتصالح مع شقيقته كوريا الجنوبية، ماذا سيحل بإيران؟
ما يحدث هو بمثابة انقلاب سياسي ضخم وشأن دولي عظيم، وتأثيراته ستصل إلى مناطق بعيدة بما فيها منطقتنا.
ففي العالم بلدان أشغلا المجتمع الدولي ويهددان السلم؛ كوريا الشمالية وإيران. بانسحاب بيونغ يانغ تبقى طهران وحيدة، وسيسهل الضغط عليها، وإجبارها على أن تتوقف عن مشروعها النووي وتعدل سلوكها الإقليمي السيئ. على وقع الأخبار وحدها ستضعف إيران، وستقوى الولايات المتحدة وحليفاتها.
لكن المشكلة التي تواجه الجميع نوايا الزعيم الشمالي التي يشكك فيها الكثيرون.
في السياسة، الثقة والمصداقية عملتان نادرتان، وثمينتان مثل الأحجار الكريمة. ولأن الشمالية كذبت في تعهداتها السابقة التي قطعتها على نفسها مقابل رفع الحصار الاقتصادي الغربي عليها، فإننا ربما نخشى من أن تكون تكراراً للمسرحية نفسها بأداء أكثر إثارة.


ثلاثة أسباب تجعل الرئيس كيم جونغ أون في نظر خصومه كذاباً، فقد وعدهم في المرة الماضية بوقف مشروعه النووي مقابل إنهاء الحصار الاقتصادي ولم يفعل. ولأنه نجح بعيداً في تطوير قدراته العسكرية صعب أن نتخيل أنه قرر التخلي عنها. وأخيراً لأنه يعتمد على التقنية والقدرة العسكرية المتفوقة لضمان بقاء حكمه أيضاً صعب أن يعرض حكمه للزوال بالتخلي عنها.
فتش عن الصين، حيث يعتقد البعض أنها خلف التغيير. وقد أشار إليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب معترفاً بأنه ما كان ليحدث الاختراق الكبير لولا دعم القيادة الصينية. بكين تستطيع أن تمنحه الضمانات المطلوبة، لكنه يدرك أن الصين ليست ضامناً مضموناً. وبالتالي مع غياب المعلومات، حول مبررات الانقلاب الكوري الشمالي الأبيض، نحن في حيرة وفي تشكيك ونرجو أن يكون الحلم حقيقة ويتخلص العالم من خطر آخر، القوة النووية الكورية الشمالية. وعسى أن تتعظ القيادة الإيرانية وتتعلم من جونغ أون فتتخلص من سلاحها النووي، وتتخلى عن مغامراتها العسكرية، وتتحول إلى قوة اقتصادية مدنية كبرى في المنطقة، تنافسنا في التعليم والعمران والصناعة والترفيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل يتجرع خامنئي كأس السم؟
عادل محمد - البحرين -

"ويلٌ لي.. أنا أتجرّع كأس السُّم.. كم أشعر بالخجل لموافقتي على اتفاقية وقف إطلاق النار مع العراق"... هكذا عبّر الدجال والجلاد خميني، (في خطاب إذاعي) عن هزيمة عصابات الملالي المذلة عام 1988، بعد قبولها بقرار مجلس الأمن (رقم 598) الداعي لوقف الحرب مع العراق!... فهل يتجرع السفاح خامنئي كأس السم قبل الذهاب إلى مزبلة التاريخ؟... أقدم للقراء الكرام ملخص مقالي "كوريا الشمالية وإيران.. الترسانة العسكرية على حساب تجويع الشعب!؟" المنشور في إحدى المواقع المعتبرة في 19 أبريل 2017 ذو صلة بالموضوع: نظام كوريا الشمالية الديكتاتوري، ونظام عصابة ولاية الفقيه الشمولي الإرهابي يهدران مليارات الدولارات سنوياً على الترسانة العسكرية من أجل البقاء والسيطرة على الشعبين الكوري والإيراني اللذين يعيشان في الفقر والقهر والمذلة. في حين آلاف من الشعب الكوري يموتون بسبب الجوع، يصارع الشعب الإيراني الفقر والحرمان، بسبب البطالة، التضخم، الفساد، الغلاء، التشرد والنوم في الكراتين والمقابر... "كوريا الشمالية الدولة الأكثر بؤسًا في العالم"... نشرت صحيفة “تليجراف” تقريرًا مصورًا، يوضح بالرسوم البيانية كيف أصبحت كوريا الشمالية الدولة الأكثر بؤسًا في العالم، إذ من المقرر أن يصدر مجلس الأمن قراره هذا الشهر إذا ما كان سيحيل تلك الدولة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بسبب إرتكابها جرائم ضد الإنسانية، وجاء التقرير على النحو التالي: تبين المؤشرات أن سكان كوريا الشمالية أفقر 40 مرة من جيرانهم في كوريا الجنوبية، فعلى الرغم من أن الفرق بين الازدهار الإقتصادي في الدولتين كان ضئيلاً خلال أول عقدين بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنه حدث فرق في دخل الفرد بين البلدين مطلع السبعينات، بعدما اتخذت كوريا الجنوبية سلسلة من الإصلاحات الإقتصادية، أدت إلى ارتفاع مستوى المعيشة، بينما صار الناتج المحلي للفرد في كوريا الشمالية من بين أدنى المعدلات في العالم، حيث يعيش 12 مليون كوري في فقر مدقع... يبلغ متوسط عمر سكان كوريا الشمالية حوالي 69 عامًا، مقارنة بسكان كوريا الجنوبية، التي يزيد متوسط عمر أفرادها عن 81 عامًا، ولم يتحسن متوسط عمر الأشخاص في الأولى على مدار الـ25 عامًا الماضية... يرتبط انخفاض متوسط العمر في كوريا الشمالية، بالأزمات الغذائية الحادة التي تعاني منها، فقد شهدت التسعينات مجاعة مدمر

كوريا الشمالية
د. ليث نعمان -

لن تتخلى عن اسلحتها. بعد تفكك الاتحاد السوفييتي ورثت اوكرانيا عدداً من الصواريخ و الرؤوس النووية . في اواسط التسعينات اقنعتها الدول بالتخلي عن هذه الاسلحة مقابل ضمانات دولية و وافقت. بعد اقل عشرين سنة فقدت القرم في غربها و اقليم في شرقها فما فائدة الضمانات الدولية؟