جريدة الجرائد

حقائق عن الإيديولوجية الثورية لإيران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 عبدالحق عزوزي

 بمتابعة الشأن الإيراني الداخلي، ومطالعة ما تسطره إستراتيجيتهم، نفهم جليا أن الإيرانيين يفرقون بين الجيوبوليتيك الشيعي والهلال الشيعي، مصفقين للأول، رافضين للثاني، باعتباره شيطنة من نتاج ما يسمى بأعداء الثورة الإيرانية؛ فتصدير الثورة عندهم لا يجب أن تتوقف في مصر أو قطر بل هي عالمية، فهي في نظرهم يجب أن تجمع دول العالم الإسلامي كافة وأن يكون لها أتباع ومريدون وموالون حتى النخاع، حتى لو أن هؤلاء لا يؤمنون في البداية بإيديولوجيتهم، المهم أنهم مستضعفون في نظرهم وسيوالونهم بفضل دعمهم المالي والعسكري والتدريب طال الزمان أم قصر؛ ولذلك نرى مثلا أنها تدعم جماعات سنية مثل حماس «التي تعارض الظلم والاستبداد... وما فعلته إيران عبر أداتها تنظيم حزب الله، بتدريب ما يسمى بجبهة البولسياريو الانفصالية، وإمدادها بالسلاح وتدريبها على عمليات حرب الشوارع لزعزعة الأمن في المملكة المغربية خير مثال لذلك، وهو ما جعل المغرب يقطع في الأيام الأخيرة علاقاته الدبلوماسية مع إيران للمرة الثانية.

ولا غرو أنه لم يعد يخفى على أي متتبع للشأن الإيراني أن «الحرس الثوري» المنبثق من «اللجان الثورية» هو جهاز عسكري خطير لا يخضع للقواعد العسكرية المتعارف عليها دوليا؛ فهو مواز للجيش ويخضع خضوعا مطلقا لإيديولوجية الثورة والتوجيهات العليا للدفاع عن خط القائد داخل إيران وخارجها والدفاع عن المستضعفين في الأرض أينما كانوا عبر عملية تصدير الثورة التي تتيح كل شيء بما فيها خلق الفتنة والسهر على تقويض مؤسسات الدول ومساعدة كل ما يمكن أن يمكنهم من ذلك أو يحمل رايتهم في كل أنحاء المعمور... والحرس الثوري إضافة إلى الباسيج وأنصار حزب الله هي ركائز النظام، وهي المتشبعة بدرجة كبيرة من الالتزام الإيديولوجي، والمدججة بقوات بحرية وبرية وجوية وترسانة عسكرية ضخمة من الصواريخ والدبابات والطائرات المقاتلة والغواصات...

ويجب أن يفهم الجميع أن قاعدة «مبدأ تصدير الثورة» هي قاعدة مقدسة عند حامي الثورة الإيرانية منذ قيامها، ويقصد بذلك نشر المذهب الشيعي خارج حدود الدولة الإيرانية والعمل على القيام بثورات مشابهة هنا وهناك. ففي إحدى خطبه، نتذكر ما كان قد قاله المرشد الإيراني السابق الخميني أشهرا بعد قيام الثورة «سنصدر ثورتنا إلى كل دول العالم» مطالبا بتكرارها في البلدان الإسلامية الأخرى كخطوة أولى نحو التوحد مع إيران في دولة واحدة، وهذا ما نقرأه جليا في المادة 154 من الدستور الإيراني الذي يؤكد «على التزام إيران العمل على إقامة حكومة الحق في أرجاء الأرض وحماية الكفاح الشرعي للمستضعفين في أي مكان.»

ولقد عرف التأثير الشيعي بثلاث مراحل أساسية. 1) ضعفه منذ القرن التاسع عشر حتى الثورة الإيرانية لسنة 1979؛ 2) محاولة إحيائه (من الثورة الإيرانية 1979 حتى 2003 تاريخ سقوط العراق)؛ 3) صعوده عقب سقوط نظام صدام ورفع المراقبة عن شيعة العراق الذين يشكلون ثلثي سكانها، مما مكن الإيرانيين من الحصول على أطباق من ذهب ومنافذ سهلة، سمحت لهم بتوسعة نفوذهم في كل المنطقة ونشر الفوضى.

وتستثمر إيران خاصة إيديولوجيتها في دول «البدر الشيعي» أي القريبة جغرافيا وذات المكونات المذهبية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن فالخليج العربي؛ وفي بعضها نجد تجمعات شيعية يدين بعضها بالولاء التام للمرشد الإيراني، وتشير التقديرات إلى أنهم يمثلون 55-60 في المائة في العراق، و20 في المائة في سوريا، و30 في المائة في اليمن، و25-35 في المائة في لبنان و55-60 في المائة البحرين. وتعتبر الإثنا عشرية هي الطائفة الكبرى، وتليها الإسماعيلية ثم الزيدية بنسب صغيرة، ويتراوح عدد الشيعة في العالم بين 150-200 مليون نسمة، بنسبة 10-13 في المائة من إجمالي عدد المسلمين في دول المعمور، ويعيش منهم ما بين 115-135 مليونا في قارة آسيا بما يعادل نحو ثلاثة أرباع عدد الشيعة الكلي، ويتركز معظم الشيعة نحو 68-80 في المائة في أربع دول: إيران (66-70 مليون)، وباكستان والهند والعراق (قرابة 90 مليون نسمة)، ويتركز وجود الشيعة الإثنا عشرية بنسبة كبيرة في إيران والعراق وأذربيجان والبحرين، وبنسبة لا يستهان بها في كل من الكويت ولبنان، وفي مناطق عدة كمسقط والباطنة في سلطنة عمان، وباقي دول الخليج العربي وباكستان والهند وفي دول آسيا الوسطى، ويعيش الشيعة الإسماعيلية في نجران في السعودية والهند، أما الشيعة الزيدية فيتمركزون في اليمن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليست إيديولوجية ثورية
عادل محمد - البحرين -

العصابة التي تسيطر على إيران ليس لديها إيديولوجية ثورية، ولا يمكن أن نسميها "نظام" بل هي "عصابة ولاية الفقيه الإرهابية" التي تشبه "عصابات المافيا". فهذه العصابة المجرمة بالإضافة إلى امتلاكها الثروة والترسانة العسكرية الضخمة، وعملاء ومرتزقة، وتتدخل في شؤون الدول، تنشط في تهريب وتجارة المخدرات والرقيق الأبيض (تهريب البنات إلى الخارج للدعارة)، وغسيل الأموال... للتعرف أكثر على عصابة ولاية الفقيه الإرهابية أدعو القراء الأعزاء إلى مراجعة بحثي "دور الاستعمار البريطاني في توطين سلالة خميني في إيران" المنشور في بعض المواقع الإلكترونية... كما أقدم لكم "حكايتي مع الثورة الإيرانية" التي تجدونها في الجزء الأول من "مذكرات بحريني عجمي" المنشور في 14 أغسطس 2011... حكايتي مع الثورة الإيرانية: هنا لابد أن أشرح للقراء الأعزاء حكايتي مع الثورة الإيرانية التي تحولت فيما بعد إلى الفتنة الخمينية وكانت الشرارة الأولى للفتنة الطائفية والمذهبية في المنطقة. لقد كنت من البحرينيين القلائل الذين تابعوا الأحداث الإيرانية من بداية ظهور الخميني وإلقاء خطاباته الرنانة والنارية ضد نظام الشاه البائد حتى عودته من منفى في 1979 وجلوسه على عرش السلطة. لأني كنت ذو ميول يسارية وضد النظام السابق، أيدت الخميني وثورته حتى نحو سنة بعد الثورة... ثم اكتشفت فيما بعد بأن الخميني ماهو إلاّ دجّال وأن إدعاءاته ووعوده بالديمقراطية وحرية الأحزاب وعدم إجبار النساء على لبس الحجاب، كانت خطابات ووعود كاذبة وهدفها السيطرة على الحكم في ايران، وكانت مبنية على الغدر والخيانة والقتل ونهب ثروات الشعب الإيراني وتقسيمه على الملالي اللصوص والقتلة وأعوانهم في الجيش وقوات الأمن وثم مساعدة المنظمات الإرهابية وخلق الأزمات في المنطقة من أجل تأسيس دويلات إسلامية شيعية تابعة لنظام ولاية الفقيه الديكتاتوري والإستبدادي... مقارنة الأوضاع المعيشية والسياسية بين مملكة البحرين ونظام ولاية الفقيه في ايران: أتمنى من بعض الذين كانوا يحلمون بأن تصبح البحرين جمهورية إسلامية وتسببوا في خلق القلاقل والتخريب والأحداث الدامية وكادت البحرين أن تنجرف نحو كارثة، أن يراجعوا أنفسهم وضميرهم والابتعاد عن الأوهام والأحلام الوردية وأن يفكروا في مستقبل وطنهم والقيام بالخطوات الإيجابية والبناءة من أجل بناء

عصابات الملالي المجرمة!
عادل محمد - البحرين -

على سبيل المثال سعر الرغيف الواحد في العام الماضي كان 70 تومان وفي هذا العام إرتفع إلى 170 تومان وسعر خبز "سنكك" 500 تومان (الدولار الأميركي = 1800 تومان, في حين قبل الثورة الدولار كان يساوى نحو ثمان تومان). كما تم إلغاء الدعم المالي لبعض المواد الإستهلاكية في حين أن مساعدة الحكومات الشمولية والمستبدة والمنظمات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة بالمال والسلاح مستمرة، كما أن هناك أزمة وتلوّث مياه الشرب في بعض المدن ومعظم القرى والأرياف الإيرانية... سنوياً أكثر من 300 ألف طالب جامعي متخرّج يهاجرون إلى أوروبا وأميركا واستراليا من أجل إكمال دراساتهم الأكاديمية والحصول على وظائف مرموقة في هذه الدول. على سبيل المثال نحو 40 % من موظفي وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) من الإيرانيين، و"الدكتور فيروز نادري" الإيراني الأصل، نجح في إنزال المسبار على سطح المريخ بعد تعيينه في منصب مدير برامج إكتشاف كوكب المريخ في عام 2000 (موقع غوغل + موسوعة ويكيبيديا الحرة)... في حين المواطن الإيراني يضطر إلى بيع كليته من شدّة الفقر والأطفال يعملون ويعرضون البضائع الرخيصة للبيع في الشوارع والفتيات يبيعون أجسادهن من أجل مساعدة عائلاتهن بالإضافة إلى شبكات الدعارة التي تستغل هذه الفتيات للمتاجرة بهن في الخارج، كما تزايد معدّل الطلاق، ومدينة قم المقدسة تقع في المرتبة الثانية من حيث عدد المطلقات، وجرائم القتل والاغتصاب الجماعي في تزايد مستمر وبشكل خطير ومقلق، وبالإضافة إلى إغتيال أساتذة الجامعات وعلماء الذرة، وهناك جرائم قتل بحق الفتيات والرياضيين، في حين المسؤولين الأمنيين الإيرانيين بكل وقاحة يدّعون بأن الغرب وراء انتشار هذه الجرائم؟!... وعصابات المافيا ذات صلة بالحرس الثوري يقومون بتهريب المخدرات من أفغانستان إلى إيران والدول المجاورة لإيران (لقد تم سجن فتاة إيرانية لمدة عشرون سنة في افغانستان بتهمة تهريب المخدرات، وفي ماليزيا عشرات الإيرانيين يقبعون في السجون بتهمة الإتجار بالمخدرات) (حسب الإحصائيات الصادرة من الأمم المتحدة، ايران تقع في المرتبة الثانية في إستهلاك المخدرات وأفغانستان في المرتبة الأولى وباكستان في المرتبة الثالثة)... قوات الأمن الإيرانية تمارس أبشع أساليب البطش والقمع ضد المواطنين الذين يناضلون من أجل الحرية وحقوقهم المدنية والسياسية، وفي السجون يواجهون الإهانات والت