جريدة الجرائد

السعودية أولا وعرب الشمال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صفوق الشمري    

لدينا شباب خريجون من أفضل الجامعات في العالم، ولديهم مهارات عديدة وحماس للعمل، السعودية أولا ليست شعارا، بل عمل وأفعال في كل المجالات

«اللي ما ياكل بيده يجوع» مثل بدوي.


عادة ما أبدأ المقالات بمقولات عالمية، لكن أردت هذه المرة أن أبدأ بمقولة بدوية، لسببين السبب الأول: أننا لسنا نشعر بالنقص أن أصولنا بدوية كما يعتقد بعض العرب، بل هو مصدر فخر، والسبب الآخر أن هذا المثل رغم قصره يشرح الموضوع برمته.
عندما كتبت تغريدة وهاشتاق «السعودية أولا» قبل ما يقرب من العام ونصف العام البعض لم يحبذ الموضوع، واعتقدوا أنه يقارب لتيار الرئيس الأميركي ترمب الذي كان في بداية عهده في البيت الأبيض، خلال سنة ونصف تغير السعوديون كثيرا وأصبحوا مع أحداث المنطقة أكثر إدراكا لعمق شعار «السعودية أولا»، خصوصا بما رأيناه من أحداث وتقلب بعض الجيران حولنا أكثر من تقلب ألوان الحرباء، لا شك أن دعوة المستشار سعود القحطاني للمشاركة كان لها دور مهم جدا في بلوغ الهاشتاق لترند عالمي، لكن لو لم يكن السعوديون مقتنعين بالفكرة لما وصلت المشاركات إلى مئات الآلاف.
السعودية أولا لها شقان، أحدهما داخلي والآخر خارجي، وسأبدأ بالشق الخارجي، للأسف، سواء أردنا أو لم نرد، بعض العرب، خصوصا بعض عرب الشمال، ما زالوا يحملون الفكرة ومعشعشة في بعض الرؤوس أن السعوديين عبارة عن مجموعة من البدو غير المتعلمين أعطاهم الله نعمة البترول، ولا يعرفون يتصرفون بها، وأنهم هم عرب الشمال المثقفون الذين يجب أن يكونوا قادة العرب! قد لا يقولونها أمامكم لأنه إما محتاجون لهؤلاء البدو -كما يدعون- بأن يعملوا في إحدى دول الخليج ولا يريدون المغادرة، أو محتاجون لبعض المساعدات والدعم، لكن ما زالت الفكرة موجودة من واقع المخالطة في الخارج، خصوصا في دول الاغتراب لبعض عرب الشمال، وهو أكثر صراحة في الدول الغربية لأنهم لا يحاولون التقية فإنهم يقولونها بالفم المليان يسموننا بدو النفط، بغض النظر عن كل شيء، ولنتكلم بشكل عملي، ماذا أحضر بعض عرب الشمال للأمة العربية غير الشعارات الفارغة والقومية المريضة والفساد والانهيار الاقتصادي والهزائم العسكرية. دائما نسأل أعطونا إنجازا واحدا لبعض عرب الشمال غير الحكي، إن كانوا يتحججون بالنفط، سنغافورة وسويسرا واليابان بدون نفط وهي متقدمة صناعيا وعلميا، إذا كنتم أيضا تتحججون بالنفط، فالمهارة هي كيف تستغل ثرواتك بأفضل طريقة، انظروا إلى فنزويلا صاحبة أكبر احتياطي نفطي بالعالم، ولكن الشعب يبحث عن الأكل في القمامة، أكرمكم الله، ومستوى خط الفقر أكثر من نصف الشعب، انظروا لإيران عندها ثروات والشعب الإيراني يرزح تحت الفقر والبطالة أكثر من ثلث الشعب الإيراني يعاني فقرا مدقعا. بينما الدول الخليجية أصبحت المقصد الرئيسي لكثير من الحالمين بالعمل والحياة ذات المستوى العالي. المسألة ليست ثروات بقدر ما هي إدارة ثروات، ولو أعطي بعض عرب الشمال بعض الثروات الطبيعية لما عرفوا كيف يستغلونها ودمروا شعوبهم كما هي عادتهم بشعاراتهم الجوفاء. للعلم مستوى المعيشة (اهتش دي ايه) والتعليم وبراءات الاختراع حسب الإحصاءات الدولية من الأمم المتحدة وغيرها أفضل بمراحل في الخليج من كثير من كل الدول العربية، وهذه الأمور لا يمكن شراؤها بالمال، لكن تحتاج عملا وفكرا وليست شعارات.


الشق الثاني من شعار «السعودية أولا» داخليا، للأسف من أسباب الضعف في فترة العقود الماضية لشعار «السعودية أولا» بعض المسؤولين، كمثال واضح الإعلام، أحضروا بعض بياعين الكلام من عرب الشمال على أنهم قادة فكر وقربوهم وبدؤوا يتفلسفون دون معرفة، وأصابهم الغرور حتى أحسوا أن السعودي لا يمكن أن يكون مفكرا، وفي عدة حالات انقلبوا ضدنا عندما أقفلت حنفية المال، وجزء من الخطأ يقع على الإعلام السعودي في تلك الفترة، صار إلى حد ما ملعبا، ولا يتخذون أي مبادرات جديدة حتى تأتيهم التعليمات أو التوصيات، بينما كان إعلاميو عرب الشمال يأتون بمبادرات جديدة وأساليب مختلفة حتى لو كانت فاشلة، مما أعجب بعض المسؤولين، ولا ننسى أن الكلام المعسول له دور، بينما الإعلام السعودي في تلك الفترة كان بيروقراطيا كأنه دائرة حكومية بصادر ووارد، لا ينتج شيئا إلا بوجود توصيات، ووضع على نفسه حواجز غير مرئية ما أنزل الله بها من سلطان، خوفا أن يفسر الموضوع بشكل أو بآخر، وأستغرب صراحة من مبدأ سد الذرائع بالصحافة والإعلام سابقا، الواجب أن تكون «كن حرا ومستقلا ومبدعا في تفكيرك»، لأنها أساس الإعلام السعودي القوي المؤثر، وإذا تجاوزت الخطوط لا تخف سيأتي من ينبهك. قابلنا كثيرا مما يقال لهم مفكرو عرب الشمال، سواء المغتربين أو الموجودين، ولم نسمع أي أفكار غير اعتيادية أو مبهرة أو فيها إبداع، أما علاقاتهم ومصادرهم بالخارج (من باب قال محدثي، وحكى لي مصدر حساس) فأغلبها «سوالف قهاوٍ». 


مثال آخر كان عرب الشمال في السنوات السابقة يعيروننا فيه، وهو أنا سفارتنا فيها كثير من الموظفين الأجانب من عرب الشمال، لو كان هناك سعوديون مؤهلون لِمَ لم تتم تغطية شغل سفارتكم وملحقياتكم؟ وكنا نعرف الإجابة، لكن نسكت، بعض المسؤولين في السفارات وقتها كان إلى حد ما ضد توظيف السعوديين المؤهلين من خريجي البلد، حتى لا تظهر عدم كفاءته وعجزه، تجده خريج اجتماعيات وبالواسطة دخل الخارجية، ولغته الوحيدة الإنجليزية «مش الحال»، ويعتذر بالخبرة، يا عزيزي «وش خبرتك غير ودع واستقبل وصادر ووارد وشوية تطبيل»، ما المباحثات التي أجريتها أو الأزمات التي قمت بحلها أو العلاقات الكبرى التي نسجتها؟ بعضهم يعين لسنوات في بلد ويخرج ولم يعرفه إلا بواب السفارة، ويتحجج بالخبرة، كنا نتكلم لبعض السفارات ونقول: فلان من الناس سعودي وممتاز وتخرج في نفس البلد وعارفها ويبحث عن وظيفة شغلوه عندكم، وتأتينا الحجج كثيرة وفي نفس الوقت نشاهد توظيف بعض عرب الشمال على قدم وساق. كنا نعرف الإجابة والرد على عرب الشمال، لماذا السعوديون لا يديرون الوظائف بالسفارات -ليس نقصا في قدراتهم بدون شك- ولكن نسكت من باب المثل البدوي «إن رفعتها للشارب وإن طمنتها للحية»، مهما كان هؤلاء ربعنا وهؤلاء ربعنا ولا نريد نشر الغسيل. 
لا أعرف لماذا بعض المسؤولين ورجال الأعمال يحبذون الأجنبي على السعودي، هذا ابن بلدك وما حك جلدك مثل ظفرك، الكلام المعسول من بعض عرب الشمال هو ربما تقية ممكن يقلب عليك برمشة عين، والسعودي ليس ناقص مهارات كما كانوا يدعون سابقا، لدينا شباب مثل الورد، خريجون من أفضل الجامعات في أميركا والعالم، ولديهم مهارات عديدة وحماس للعمل، ويحتاجون فقط دعما من الجميع، السعودية أولا ليست شعارا، بل عمل وأكررها، بل عمل وأفعال في كل المجالات، مصلحة المملكة مقدمة على جميع الاعتبارات، وليس هناك عيب في ذلك.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
فايز الحارثي -

إن رفعتها في الشارب وان طمنتها في اللحيه ..قصصصصف عنيف .. ايه ليالي حمراء هههههههههههههههه .. بس ترى الوضع عندهم عادي لو قلت لهم ع المكشوف ههههههههههه

ماذا تقصد بعرب الشمال؟
لست من عرب الشمال اولا -

من البداية فانا عراقي من 7 الاف عام كما يقال لست متدينا ولا اكره السعوديين ولا الخليج ولكن لكون صاحب المقال صريح وجريئ وكذلك موقع ايلاف دعوني اكملها ونترك القارئ يحكم على الامور ويستفاد من المقال ومن تعليقي والاخرين وابدا كالاتي-هل تعلم اخي الكاتب السعودي ان كل ما يسمى تاريخ العرب والمسلمين ما شاءالله عليه مملوء تحريف لو وضحت احتاج مجلدات والاهم اكثر تحريفا وسوءا من التوراة -الصهيونية وشعبها المختار ؟المهم لا يوجد قومية عربية بل نعم قوم بدوفي الجزيرة العربية -وبلغة السريان ارابيا-من سكنة ارا-بشتا-الارض القاحلة -المهم هم سكنة الصحراء ولانه حتى حقيقة الانسان مزورة حتى مع داراون غير كاملة وغير مقنعة بالحلقة المفقودة وغيرها والتوراة والمناهج الرسمية فان البدو من العرب-والعبرانيين يسمونهم العابيرو-والاحلامو او الاخلامو كما في الوثائق هؤلاء كانوا غير متحضرين وبلاد النهرين او ما يسمى سوريا الطبيعية ومصر كانت ارض الحضارة والمتحضرين كما اليمن وحتى لا تاخذك العزة بعيدا اؤكد لك بعد الغزو البدوي الاسلامي وخاصة في زمن الوليدبن عبدالملك زور كل شيئ حتى ان ابناء جنوب العراق السومريين لم يشفع لهم انهم اصبحوا مسلمين اجبروا لينتموا لقبيلة البدو او عشيرة او فخذ والمقصود هو الرد عليك على شيئ موجود عن ما تسمونوهم عرب الشمال فابدا بتسمية الاسماء باسمائها وانت تعرف الحقيقة هذا اولا وثانيا اتفق معك السعودية اولا- ولكن ليس دفع تريلونات لتبقى العائلة حاكمة وكانه امريكا اله واسرائيل فعلا شعب الله المختار وتتناسى كم تامرتم على مصر وسوريا والعراق بامر امريكي-بريطاني اسرائيلي والان ليست الغاية التنافر ولا تعلق لفتح جروحات بل اتمنى ان تكونوا صادقين اهتموا بسعوديتكم ولا تذهبوا بعيدا لان المال لن يعمل منكم لا امبراطورية ولا قيمة وبل حط اصبعك بعيني واعتمدوا على شعبكم وتطوروا وليس بالضرورة تدفعوا اموال طائلة لسلاح لم تستعملوه ومازلتم تشترون واخر نصيحة متى تتخلصون من الهاء شعبكم بمقالات واعلانم مثل هذا-بان الكل على خطا وانتم ملائكة العقل والارادة والادراة والصواب؟لا يا اخينا ان كنت تنتقد ما تسميهم عرب الشمال وحتى لا تشعر بالنقص من تاريخهم وهنا بيت القصيد اي لو لم يبتلي العراق بالحروب والدفاع عن البوابة الشرقية ودفعتم لصدام ثم اوعز الامريكان للكويت والكل يعرف كيف الخطة الاستراتجية والادوات ومن ثم احتل ا

عملت بالسعوديه
Adnan -

كلام غير موضوعي وغير علمي ملئ بالتبجح والتكبر ولغه التعالي والأنا . عمم الكاتب على جميع عرب الشمال وأتهم الجميع بالحسد والغيره ، مثل ذلك لا يمت للواقع بصله ، وصف بشكل عام من عمل في السعوديه ودول الخليج بالنصابين المرائين يعيشون على التكسب والخداع ، علما أن جميع من عمل بالخليج كان جادا في عمله الذي يعتاش منه ، مخلصا لصاحب العمل ، والأستثناء أن وجد فهو فرديا لا يأخذ بالحسبان كما في أي سوق عمل بالعالم . تكلم حضره الكاتب عن جانب واحد ، علما بان كل موضوع له عده جوانب يجب التطرق لها وطرحها بأمانه لكي يكون البحث أو المقال محايدا وموضوعيا . لم يذكر الكاتب عما يعانيه العامل من مشاكل بسبب نظام العمل الذي يشبه العبوديه وهذا بشهاده معظم من تطرق لمثل ذلك الموضوع من الباحثين المحايدين بموضوعه ، كما لم يقدم لنا أمثله عن استغلال العامل والموظف من قبل صاحب العمل في بعض الأحيان . والأهم من ذلك لم يتعرض الكاتب لمن عمل بالخليج مدى حياته وكون عائله وبعد وصوله الى سن التقاعد تم طرده وجميع عائلته وعدم منحهم مهله لترتب اوضاعهم والامثله على ذلك بالملايين ، وكم من العمال والموظفين تم أكل حقوقهم ولم يتمكنوا حتى من الرجوع للقضاء لأن ذلك لم يكن متاحا بسبب العنصريه . بنفس الوقت هناك الكثير ممن يسميهم الكاتب عرب الشمال استفادوا ماديا وكونوا ثروه لا بأس بها حلالا وليس عن طريق التدليس والنفاق والسرقه عدا حالات شاذه كما قد يحصل في أي دوله بالعالم . لم يتطرق الكاتب كذلك لمن عمل بدول الخليج منذ ألبدايه وفي أسؤ الظروف المعيشيه وبنى النظام التعليمي والقانوني والتجاري والعمراني وفي جميع المجلات الأخرى ليس مجانا بالطبع . لا مجال للتطرق الى الكثير من حالات الظلم والنصب التي تعرض لها عشرات الألوف ممن عملوا في الخليج ، لا ينطبق ذلك على من كان محظوظا وعمل مع شركات عالميه نظيفه مهنيه امينه وكاتب هذا التعليق كان احدهم . لا أود أن اتعرض في هذا التعليق للعامل السعودي أو الموظف السعودي وكيفيه ادائه ونشاطه لأن هذا ليس من شأني فهو شأن ذوي الأمر والمسؤولين عن تطوير الفرد السعودي . واخيرا أقدم تحيتي للسيد الكاتب وللملكه العربيه السعوديه التي أقمت بها فتره كانت جزء من حياتي المهنيه ولم أواجه أي مشكله كغيري .