سوريا.. معركة ترامب ضد إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جوش روجين
الانسحاب من اتفاق إيران النووي هو الجزء السهل. ويتعين على دونالد ترامب الآن أن يطبق الاستراتيجية التي أعلن عنها لتوه لمواجهة التوسع الإيراني في كل الصور. وأرض المعركة المحورية في سوريا، لكن السياسة الأميركية مازالت تعاني من تخبط شديد. وإذا كان ترامب جاداً بشأن إيران، فعليه أن يكون جاداً بشأن سوريا. لكن ترامب لم يذكر سوريا تقريباً في كلمته يوم الثلاثاء الماضي، والتي أعلن فيها انسحاب أميركا من صفقة إيران النووية، فيما عدا الإشارة إلى الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد في سرده قائمة «الأنشطة الشريرة» لإيران. ووعد ترامب بالعمل مع حلفاء لعرقلة نشاط إيران «التهديدي عبر الشرق الأوسط».
ووعد وزير الخزانة ستيفن موتشن بأن العقوبات الجديدة على «الحرس الثوري الإيراني» ستمنع نشاطه الإقليمي الخبيث، بما في ذلك «دعمه لنظام الأسد الوحشي في سوريا». وفرض عقوبات على إيران بسبب جرائمها في سوريا أمر جيد، لكنه ليس كافياً بالمرة. وفي غياب نهج شامل جديد في سوريا، قد يخرج الوضع المتفاقم هناك عن نطاق السيطرة قريباً. وفيما كان ترامب يتحدث إلى الشعب الأميركي، ذكرت تقارير أن الجيش الإسرائيلي نفذ أحدث ضرباته على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا.
لكن ترامب سبق أن أعلن بأنه يعتزم الانسحاب من سوريا، ولا يوجد ما يدل على أنه غير وجهة نظره تلك، حتى بعد ضرب نظام الأسد للمرة الثانية الشهر الماضي رداً على استخدامه أسلحة كيماوية. وتجميد ترامب 200 مليون دولار من الدعم والمساعدات الإنسانية الأميركية للسوريين المقيمين في المناطق خارج نطاق سيطرة قوات الأسد والقوات الإيرانية سيؤثر سلباً بشكل كبير. ونحن نعرف شعور جون بولتون، مستشار الأمن القومي، تجاه سوريا. فقبل أسابيع من انضمامه لفريق البيت الأبيض، أعلن أمام مجموعة من طلاب الجامعات أن إدارتي أوباما وترامب فشلتا في تقديم استراتيجية لمنع التوسع الإيراني هناك. وقال بولتون: «إيران تفكر في الصراع التالي المحتمل ونحن لم نفعل هذا. الأمر يتطلب نهجاً أكثر شمولا مما لدينا الآن، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس هناك الكثير من الوقت قبل أن تتفاقم الأمور». وفي كل إفادات الأيام القليلة الماضية بشأن قرار ترامب الانسحاب من صفقة إيران، لم يوضح بيان من إدارة ترامب محل سوريا من هذه العملية.
إذن ما عساه أن تبدو عليه استراتيجية أميركية لسوريا؟ حسناً، الواقع أننا لا نفتقر إلى الأفكار. فقد قدم الجنرال المتقاعد جاك كين ودانيلا بليتكا من معهد أميركان انتربرايز مجموعة من السياسات الشهر الماضي. وجادلا بأن الولايات المتحدة يجب أن تعزز وضعها في شرق سوريا وتعمل على دعم العرب السنة هناك الذين يمكنهم حكم المناطق التي تم تحريرها وتحقيق الاستقرار فيها وتسليح ودعم المتمردين المتبقين في غرب سوريا الذين يتصدون للنظام الحاكم وطلب الدعم المادي والمالي من الحلفاء العرب. وعلى الولايات المتحدة وحلفائها أن يحموا المدنيين السوريين بالقضاء على قدرات الأسد التي يقتلهم بها من الجو.
ويؤكد نشطاء سوريون أنه على ترامب إعادة المساعدات الإنسانية ليوضح للسوريين أن الولايات المتحدة لا تتخلى عنهم. وباستطاعته الحصول على استراتيجية واقعية تجاه إيران وأخرى واقعية تجاه سوريا، أي كلاهما معاً، لكنه لا يستطيع الحصول على واحدة دون الأخرى. وإلغاء اتفاق إيران النووي يقدم فرصة لواشنطن لتعديل المسار في سوريا.
*صحفي أميركي متخصص في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي
«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»