أمسية التعايش مع الآخرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خالد أحمد الطراح
احتضنت دار الآثار الإسلامية، (المركز الأميركاني الثقافي)بحضور الأخت الفاضلة الشيخة حصة صباح السالم الصباح، السبت 2018/5/12، أمسيةً، جميلةَ الأجواء والأهداف النبيلة، بمناسبة طباعة النسخة الانكليزية لكتاب «المسيحيون في الكويت»، لمؤلفه الباحث الاخ والزميل حمزة عليان، وهو شخصية غنية عن التعريف في الوسط الصحافي والكويتي.
اخذنا الاخ حمزة بكلمة مختصرة عن كتابه الجديد الذي صدرت طبعته الاولى باللغة العربية في عام 2015 الى أبعاد اجتماعية وثقافية ودينية دفعت عدداً من الحضور الكريم المتنوّع الذي ضم سفير الفاتيكان لدى الكويت وممثلي الكنائس في الكويت ومهتمين من كتّاب وصحافيين وباحثين من مواطنين كويتيين ووافدين من جنسيات مختلفة لإبداء الرأي والتعليق على موضوع الكتاب وهو عن الأديان بشكل عام.
الحوار كان فعلا مفيدا وجميلا بحجم الأمسية التي سادها الحديث الصريح حول أهمية قبول الرأي الآخر واحترام حرية الاعتقاد وترسيخ مبدأ القبول للآخرين، مهما كانت معتقداتهم وآرائهم، فمن كل زوايا التاريخ والثقافة والأديان السماوية هناك ركن أساسي يشدّد على ضرورة وأهمية التعايش مع قبول الطرف الآخر.
ولعل الكلمة التي تفضلت فيها الاخت الكريمة الشيخة حصة تبرهن على هذه الجزئية المهمة في ثقافة الحوار وقبول الآخرين، خصوصا حين ركّزت على ضرورة انتشار ثقافة التعايش مع الآخرين والاحتفال فيها محليا وعالميا، فالتسامح ليس هو المنشود بحد ذاته، وإنما القبول بالآخرين، سواء من نواحٍ ثقافية او دينية وتاريخية ايضا.
لا شك في أن احتضان دار الآثار الإسلامية لمثل هذه الامسية في قاعة تميّزت بــ«جدارية» من الصور التاريخية للمجتمع الكويتي هو برهان آخر على قناعة القائمين على دار الاثار الاسلامية بدعم اصدارات وحوارات متنوعة ومتعددة الاتجاهات، من اجل نشر ثقافة التعايش والقبول بالآخرين وان الاختلاف في الرأي والسلوكيات والأديان لا يعني ان المجتمع البشري امام معركة، بل ينبغي تفادي الفتن والسمو فوق كل اوجه الاختلاف والخلاف بقبول الآخرين.
كتاب «المسيحيون في الكويت» هو عبارة عن مبادرة طيبة من مواطن لبناني عاش في الكويت اكثر من 40 عاماً، وهو بالفعل مرجع ثقافي وتاريخي؛ فقد اعتمد الاخ حمزة عليان على مصادر مختلفة وعديدة في بحثه وتقصّيه موضوعاً شائكاً ومشتتاً من الناحية المعلوماتية، لكنه جزء من واقع تاريخي كويتي، يعكس حقيقة مجتمع جُبل على التعايش مع الآخرين منذ القدم، وقبل استقلال دولة الكويت ايضا.
أتمنى على الاخ الفاضل الشيخ صباح الخالد الصباح، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ان يعتبر هذا الكتاب سفيراً للكويت في المنتديات الدولية والإقليمية، وأن يوليه اهمية خاصة، لما فيه مصلحة إبراز الوجه الحضاري للكويت؛ وطناً وشعباً.