عمرو خالد و«الفراخ» الروحانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مشاري الذايدي
من جديد يثير «النجم» التلفزيوني عمرو خالد الجدل، وهو الذي احترف الوعظ الديني بطريقة مثيرة في شكلها... ومضمونها.
باختصار، الرجل لديه برنامج ديني، على طريقته طبعاً، ضمن الخريطة البرامجية الرمضانية لإحدى الفضائيات المصرية، وفي فقرة الطبخ مع سيدة معه (شيف) حاول الترويج لإحدى شركات الدواجن، بطريقة مفتعلة لإقحام الدين بالحكاية... حكاية الفراخ الروحانية!
الأمر أغضب عليه الناس، أو كثيراً منهم، وهذا متوقع، وهو حذف الفيديو، وكذلك شركة الدواجن التي اتفقت معه.
أثناء موسم الحج ظهر عمرو خالد وهو يركز على كاميرا الموبايل الذي يصوره مرتدياً إحرام الحج، ويدعو بصوت انفعالي لمتابعيه ومتابعاته على صفحة «فيسبوك»! أيضاً أثار هذا المشهد الكثير من النقد والسخرية.
ظهر هذا الرجل بداية الألفية الجديدة، واعظاً بنادي الصيد في القاهرة، ثم تطور به الحال حتى صار نجم الفضائيات الوعظي، لدرجة تعاقد فضائية «إل بي سي» اللبنانية معه!
هو وأسماء مصرية وعربية ومسلمة أخرى ظهرت بالتزامن، فيما أطلق عليه ظاهرة الدعاة الجدد، أو وعاظ التلفزيون، أو «إسلام السوق»، حسب الباحث السويسري في العلوم الاجتماعية باتريك هايني في كتابه الذي صدر بهذا العنوان أول مرة باللغة الفرنسية 2005 ثم ترجم للعربية لاحقاً.
خالد مثله مثل الكويتي طارق السويدان أو المصريين معز مسعود ومصطفى حسني، وفي السعودية وليد فتيحي، وغيرهم كثير.
شكلوا، كل شخص منهم بطريقته، تياراً أراد قلب الخطاب الوعظي وتوظيف الطاقة الدينية لصالح أفكار وتصورات هم يرون أنها الحقيقة، وتعسّف النصوص القرآنية وتستثمر القصص التاريخية، لتكريس هذه التصورات.
الآن نجد هذا الظاهرة تتجه للغروب، بعد نكسات عمرو خالد ورفاقه، وعصف «الربيع العربي» بأوراق التوت السياسية التي كان بعض هؤلاء يخفون بها هويتهم السياسية «الإخوانية»، كما الحال مع طارق السويدان.
ربما كان أفول ظاهرة عمرو خالد ورفاقه من آثار النكسة التي أصابت جماعة الإخوان بعد كارثة الربيع العربي، لكن يجب عدم الاستعجال في الاستنتاج.
بتاريخ 5 مايو (أيار) الماضي نجد هذا الخبر:
أعلن الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور في محافظة البحيرة بمصر، إيقاف أستاذ بكلية التربية بالجامعة 3 أشهر عن العمل، لأنه وصف الشيخ محمد متولي الشعراوي والداعية عمرو خالد بـ«الدجالين».
ما علينا من اسم الشيخ الشعراوي، نحن مع اسم عمرو خالد، مع أن الشتم، إن وجد، مرفوض، لكن أن يتم تعليل إيقاف من انتقد خالد بأن: «الشعراوي عالم كبير وجليل له كل التقدير من جموع المصريين، وكذلك عمرو خالد»!
تلك لعمر الله إحدى الكبر.