جريدة الجرائد

القائد والجماعة: الأهم والمهم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 علي سعد الموسى 

في بواكير الحوار الرمضاني، وبمجلسه العام، فتح سمو نائب أمير منطقة عسير، الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز قضية العمل الجماعي وروح الفريق ودورها في دفع قضايا عملية التنمية. ومن المبادئ الثابتة، وقد أصل لهذه الأخوة المشايخ الفضلاء بنفس المجلس ألا أحد ينكر دور الجماعة ولا فضيلة الرأي والمشورة.

شعرت بالمجلس أن مداخلتي القصيرة كانت تسبح ضد الموج الدافئ وإن كنا في النهاية نحترم حق الاختلاف. وجهة نظري الشخصية الخاصة، وعطفاً على ظروف تكويننا اليوم، أن وجود القائد يأتي على درجة من الأهمية تفوق روح الفريق ومنظومة العمل الجماعي، وأنا هنا لم أقل أبداً أن تقابلية «القائد والفريق» يلغي أي منهما الآخر. أنا أتحدث عن أيهما الأهم قبل المهم. بزعمي أن الجماعة والرأي والمشورة وحتمية الغلبة لروح الفريق قد، وأقول قد، تنجح في مجتمعات أكثر نضجاً في الممارسة المؤسسية المدنية، وفي تلك التي تمتلك رصيداً من العمق الديمقراطي، وفي المحمود من اختلاف الآراء البناءة التي لا يتطور فيها الاختلاف إلى خلاف، أو كما قال سمو الأمير: تجنح للإيثار لا الاستئثار.
أعتقد أن جملتي الأخيرة واضحة جداً رغم الغموض والإبهام. ومرة أخرى أرجو ألا يقرؤني أحدكم على أنني أصادر أهمية الجماعة وروح الفريق. أنا معها لكنني أيضاً مؤمن أن وطني هذا عبَر كل وجوده وأزماته أولاً بروح القائد ثم تكامل الفريق والجماعة. ستون فرداً من آبائنا المؤسسين هم من فتح الرياض وبذرة نواة الدولة ولكن: لولا رؤية القائد الإمام المؤسس لما استطاعوا ولو كانوا ستة آلاف بدلاً من الستين. وقف فيصل بن عبدالعزيز قائداً في مهب عاصفة الرياح القومية والناصرية حين أدرك أن المسألة باتت مسألة وجود. اتخذ فهد بن عبدالعزيز قراره التاريخي يوم حرب الخليج ولولا شجاعة القائد، ولو أنه استمع لآراء بعض الفريق لكنا في حرب استنزاف بعد قراره لسنوات. دفن سلمان بن عبدالعزيز عشرات قضايا السجال الوطني التي كانت ولعقود تسجل بيننا أشرس أنواع الاختلاف والحروب الفكرية والتنموية التي تقسم المجتمع إلى فسطاطين. الخلاصة: سأنحاز إلى روح القائد.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف