إيران تحرك فيل اليمن على شطرنج أوروبا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مشاري الذايدي
لفتني عنوان وضعته صفحة «meo» للأخبار والتقارير عن الشرق الأوسط بخصوص الحديث الجاري حالياً بين المجموعة الأوروبية مع الطرف الإيراني عن اليمن، والعنوان هو: «إيران تبتز أوروبا: إنقاذ الاتفاق النووي مقابل هدنة في اليمن».
في التفاصيل، ثمة سعي أوروبي حثيث للحصول من الجانب الإيراني على «تنازلات» في الساحة اليمنية، عبر الضغط على عميلهم أو «حليفهم» الحوثي، حتى يتسنى للمفاوض الأوروبي أن «يتبختر» أمام سيد البيت الأبيض العنيد، دونالد ترمب، الذي وضع شروطاً «تعجيزية» حسب المقاربة الأوروبية لتعديل أو إلغاء الاتفاق «الخبيث» مع إيران الخمينية إبّان الآفل باراك أوباما وأصدقائه الأوروبيين.
حسب التقرير السابق، فقد قال مسؤولون من إيران وقوى أوروبية إن الطرفين أحرزا تقدماً جيداً في محادثات لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، إذ أبدت طهران استعدادها للضغط من أجل وقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية هناك.
وقال مسؤول إيراني بارز: «وافقنا على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن بسبب الكارثة الإنسانية هناك». طبعاً عليك ألا يرمش لك رمش الدهشة من رهافة الحسّ الإنساني لدى قادة الحرس الثوري الإيراني وملاليهم، الذي كان مشرقاً منيراً رقيقاً بسوريا والعراق! ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن «المحادثات أحرزت تقدماً كبيراً وتسير في الاتجاه الصحيح».
أحد رموز السياسة الخارجية الإيرانية «عباس عراقجي» قال للتليفزيون الحكومي الأحد الماضي: «الاتفاق النووي غير مرتبط بالقضايا الإقليمية. إيران لن تجري محادثات بشأن نفوذها في المنطقة إلا فيما يتعلق باليمن». وقال عراقجي إن اجتماعاً سيعقد بين إيران والقوى الأوروبية في منتصف يونيو (حزيران) في بروكسل لبحث الصراع الدائر في اليمن.
الصورة واضحة، اليمن، وليس سوريا أو العراق أو لبنان، هو «الورقة الأسهل» التي يمكن لإيران أن تلعب بها أو تلاعب بها الطرف الأوروبي، أو قل تهديها لهم حتى يقدموها على طبق من فضة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيرضى ويهدأ ومعه السعوديون و«بعض» الخليجيين والعرب، وكفى الله المؤمنين القتال أو «الحصار» الاقتصادي الأميركي الغليظ.
تأتي هذه اللعبة الإيرانية - الأوروبية على وقع الانتصارات المتتالية لتحالف دعم الشرعية اليمنية ونكسات العصابات الحوثية، خاصة في الساحل الغربي ومعارك «الحديدة» الحاسمة.
الحوثي هو الأضعف حالياً، وأي توقف لهذا الزخم العسكري من أجل خدعة تفاوض سياسي المستفيد الوحيد منها هو الحوثي وراعيه الإيراني ليس إلا قبضا للريح!
الأوروبي له حساباته ومصالحه الخاصة، واليمن بالنسبة له أو لإيران «كارت لعب»، لكنه بالنسبة للسعودية ولأهل اليمن قبل ذلك، قصة حياة أو موت.