جريدة الجرائد

مائدة المسجد النبوي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 زياد الدريس 

عدت أمس من المدينة المنورة في رحلة مع خمسة من الأصدقاء نُمضي ثلاث ليالٍ من رمضان بجوار المسجد النبوي الشريف.


في كل مرة نذهب نجدّد التساؤل عن سر الطمأنينة والسكينة وراحة البال التي يشعر بها زوار طيبة الطيبة.

بالتأكيد أن مكة المكرمة أقدس من المدينة المنورة والعبادة فيها أعظم أجراً، (وهذا ما يدفع بعض الذين يحسبون الحسنات برأسمالية رقمية يوالون زيارة مكة كل عام لكنهم ينقطعون عن زيارة المدينة أعواماً، بل ربما أشد خشونةً من مجرد الانقطاع!)، لكن المدينة أهدأ بالاً وأقل مشقةً وشقاقاً.

نكرر في كل زيارة سنوية محاولاتنا للإجابة عن السؤال في سرّ راحة البال، البعض يعزوه إلى بركات الجوار المبارك عند قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بعضٌ آخر يُرجع ذلك إلى الدعوات النبوية للمدينة وأهلها، الطباع الوديعة لأهل المدينة لا بد أن تكون جزءاً أصيلاً في نقاش السؤال/ السر.

في الزيارة الرمضانية إلى المدينة المنورة ستكون مائدة الإفطار عند أذان المغرب داخل أروقة المسجد النبوي أحد أهم عناصر متعة الزيارة. موائد الإفطار الجماعية تنتشر في غالبية مدن العالم الإسلامي، لكن مائدة المدينة المنورة تختلف عما سواها من الموائد الرمضانية.

(البوفيه) الذي يتكون من: التمر والزبادي وخبز الشِّرِيك ودُقّة المدينة (خلطة توابل خاصة) يبدأ شباب المدينة النبلاء بتهيئته على أرضية المسجد المبارك قبل ساعة من أذان المغرب، من خلال توزيع سلس وهادئ للمهمات بينهم بلا ضجيج وجلبة متوقعة عند تحضير وجبة لمئات الآلاف من الزوار كل يوم. ففي حين يقوم شباب داخل المسجد بتنظيم المائدة وتوزيع محتوياتها على المفارش، فإن فتياناً بشوشين يقومون خارج المسجد باصطياد الضيوف إلى مائدتهم عبر قولهم، بلكنة حجازية لذيذة: «فطورك اليوم عندنا» أو «هيّا أتْفَضَّل معانا». يَسوقون الدعوة إليك مع كمية كافية من البشاشة والرفق الإنساني مع كل أجناس الزائرين وألوانهم وهيئاتهم.

الطابع الإنساني للمدينة وأهلها جليَّ وبائن لزائريها طوال قرون، وستزداد مع مشروع (أنسنة المدينة المنورة) الذي يرعاه ويتابعه بكل حرص أميرها الشاب فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، وبمساندة من عدد من وجهاء المدينة وفضلائها.

وسأختتم مقالتي بما يشبه عبارات الترويج السياحي:

«لا تُفوّت فرصة قضاء ليلتين رمضانيتين في رحاب المدينة المنورة، واستمتع بتجربة فريدة مع بوفيه إفطار المسجد النبوي، لذة لن تجدها على موائد الأمراء والأثرياء».
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف