جريدة الجرائد

عبد الله الثاني قلِق من «المجهول» ويستعجل حواراً وطنياً شاملاً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عمّان   

على وقع استمرار الاحتجاجات الشعبية في الأردن ضد مشروع قانون ضريبة الدخل، كلّف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس، وزير التربية عمر الرزاز تشكيل الحكومة خلفاً لهاني الملقي، الذي استقال أول من أمس. واستبق التكليف بالتحذير من أن الأردن يقف «عند مفترق طرق» قد يُدخِله في «المجهول»، محملاً الوضع الإقليمي والعالم المسؤولية.


ووجه العاهل الأردني الرزاز بسرعة إطلاق حوار وطني شامل، بالتنسيق مع مجلس الأمة، وبمشاركة الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، لإنجاز مشروع قانون ضريبة الدخل الذي يُعد تشريعاً اقتصادياً واجتماعياً مفصلياً، وخطوة للعبور نحو نهج اقتصادي واجتماعي جديد، جوهره تحقيق النمو والعدالة. وطالب الحكومة الجديدة بمراجعة شاملة للمنظومة الضريبية والعبء الضريبي بشكل متكامل، ينأى عن الاستمرار بفرض ضرائب استهلاكية غير مباشرة وغير عادلة لا تحقق العدالة والتوازن بين دخل الفقير والغني.

وشدد عبدالله الثاني على أن الأردن، برغم الضغوط التي يواجهها، مطلوب منه الارتقاء بنوعية الخدمات وليس تراجعها، لأن فرض الضرائب وتوفير خدمات نوعية أمران متلازمان. ودعا الرزاز إلى «النهوض بأداء الجهاز الحكومي، فلا مجال لأي تهاون مع موظف مقصر أو مسؤول يعيق الاستثمار بتعقيدات بيروقراطية، أو تباطؤ يضيع فرص العمل على شبابنا والنمو لاقتصادنا، ولا مجال للتردد في محاسبة مسؤول».

وكان العاهل الأردني حذّر، خلال لقائه رؤساء تحرير صحف يومية وكتاب أعمدة مساء أول من أمس، من أن بلاده تواجه ظرفاً اقتصادياً وإقليمياً غير متوقع، ولا يوجد أي خطة قادرة على التعامل بفاعلية وسرعة مع هذا التحدي، لافتاً إلى أن «الأردن اليوم يقف أمام مفترق طرق، إما الخروج من الأزمة وتوفير حياة كريمة لشعبنا، وإما الدخول، لا سمح الله، في المجهول، لكن يجب أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون».

ولخص التحديات الاقتصادية المتراكمة في البلاد، وقال إن المساعدات الدولية إلى الأردن انخفضت برغم تحمل المملكة عبء استضافة اللاجئين السوريين، مضيفاً: «هناك تقصير من العالم». كما أشار إلى طبيعة الأوضاع الإقليمية المحيطة بالأردن، من انقطاع للغاز المصري «الذي كلفنا أكثر من 4 بلايين دينار»، وإغلاق الحدود مع الأسواق الرئيسة للمملكة، والكُلف الإضافية والكبيرة لتأمين حدودها، إضافة إلى ما اعتبره تقصيراً وتراخياً لدى بعض المسؤولين في اتخاذ القرارات.

وخلال اللقاء، أكد عبد الله الثاني أنه يقدر حجم الضغوط المعيشية التي تواجه المواطن، وقال: «المواطن معه كل الحق، ولن أقبل أن يعاني الأردنيون». وفي ما يتعلق بمشروع قانون الضريبة، قال إن «مشروع القانون جدلي، ولا بد من إطلاق حوار حوله».

شعبياً، ورغم استقالة الملقي، إلا أن الاحتجاجات تواصلت مساء أول من أمس لليلة الخامسة على التوالي، إذ خرجت تظاهرات حاشدة في المدن الأردنية، بينها إربد وجرش والمفرق (شمال) والزرقاء (شرق) والكرك والطفيلة والشوبك (جنوب)، تطالب بتغيير النهج الاقتصادي للحكومات، وحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني. وتجمع نحو ألفي شخص قرب مبنى رئاسة الوزراء وسط عمان مساء الإثنين حتى فجر أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، ورددوا هتافات غاضبة، بينها «فليسقط صندوق النقد الدولي».

ومن المقرر أن تشهد البلاد اليوم إضراباً عاماً دعت إليه النقابات المهنية، بمشاركة نقابة المعلمين، بعد توجيه دعوات إلى منتسبيها للمشاركة بفاعلية. كما دعت حراكات شعبية إلى المشاركة في الإفطار الجماعي على الدوار الرابع قرب دار رئاسة الوزراء، ضمن الخطوات التصعيدية في مواجهة القرارات الحكومية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدوار الرابع!!!.........
Inkido -

للأسف كل الدول تحصد الأن مازرعته بتغاضيها عن نشاط الجماعات الاسلامية المتطرفة كالأخوان والسلفيين. أقول وأعتذر للأخوة القراء: ان تلك السياسات كانت غبية جداً ولأبعد الدرجات... فكل حكامنا كانو يعتقدو بأن تحالفهم مع تلك الجماعات المتخلفة والاستغلالية واللتي تتستر بغطاء الدين بأنهم سيكونون بأمان ويستمر حكمهم للأبد!!!... ولكن ألم يكونوا يدركون بأن تلك الجماعات تتعامل بالتقية؟؟؟!!!... في البداية يتمسكنوا وعندما تحين لهم الفرصة يكشفون عن وجههم البشع ويستغلون أي ضعف للسلطة أو الحاكم. ان التظاهر بالدوار الرابع له رمزية خطيرة, هذا يعني أن الأخوان المسلمين يقفون خلف هذا الأمر ومن يقف خلفهم كالتنظيم العالمي للأخوان وكما نعرف أن أردوغان صاحب أربع أصابع هو اللذي يرسم سياسة التنظم وأنا متأكد بأنهم أختارو الدوار الرابع ويريدون بذلك جعل هذا المكان مكان اعتصام كما حدث في القاهرة بساحة رابعة العدوية... الكل يشير بأن أغلب المتظاهرون ليسو سوى أناس عاديين من طلاب ومهندسين وأطباء وأعضاء المجتمع المدني والنقابات ووو... ولكن في أحداث ساحة التحرير كان نفس السيناريو تماماً, حيث لم يكشف الأخوان عن وجههم الحقيقي ولم يشاركو بالبداية... ولكن عندما أدركوا بأن الأمر جدي, وجدناهم يحتلون المنابر ويرهبون الغير وأستولو على المكريفونات وبدأنا نسمع نداءات الله أكبر وحي على الجهاد بدلاً من الهتافات اللتي كانت تقول: خبز وحرية وعدالة أجتماعية وتدعوا لمكافحة الفاسدين. بصراحة مايحصل ببلداننا ماهو الا نتيجة جشع الحكام والحاشية اللتي حولهم... لم يقم واحداً منهم بخطوات صادقة وحقيقية لتنمية بلده إنما كل همهم البقاء بالسلطة وعلى الكرسي حتى آخر رمق كما في الجزائر وغيرها ومستعدين بالتحالف مع الشياطين لكي يبقوا على كرسي الحكم... الى جهنم وغير مأسوف عليكم.