جريدة الجرائد

عمر النفط الكويتي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 صلاح العتيقي

 قبل التطرق إلى عمر النفط الكويتي، دعونا نتعرف على ما يقوله الخبراء عن عمر النفط في العالم، في آخر مؤتمر دولي في مدينة بوسطن الأميركية حذّر المجتمعون من الإسراف في التنقيب والاستهلاك غير الرشيد للنفط، وقالوا إن الإنتاج العالمي وصل إلى ذروته في أواخر 2005، وإن العد التنازلي بدأ من هذا التاريخ، بينما تشير أبحاث بعض الشركات العالمية العاملة في هذا المجال إلى أن لدى العالم احتياطياً يصل إلى خمسين عاماً، ومن الغاز إلى 60 عاماً، هذا إذا استمر الإنتاج على معدلاته الحالية، كما وردت أيضاً تقارير وكالة الطاقة الدولية منذ عامين بأن نصف الاحتياطي العالمي قد استنفد، بينما يرى بعض الخبراء أن التقديرات التي يتم نشرها حول الاحتياطي العالمي تخضع أحياناً إلى أهداف سياسية، ما يسبب مشاكل في حال عدم وجود مصادر موثوق بها تقوم بهذا التقدير.


الآن ما هو عمر النفط الكويتي؟ وهل قرب على النفاد؟ سؤال مرعب، لأن الكويت من دون نفط هو العودة إلى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن السابق.
في السبعينيات، ثار نقاش في مجلس الأمة لآراء تقترح أن يُحفظ الإنتاج داخل الأرض والبدء باستخراج كميات معقولة تفي بحاجة البلد فقط، حتى يستمر النفط أطول مدة ممكنة، وفي كل سنة يظهر علينا مختصون بآراء عن كمية الاحتياطي العام، بعضها متفائل وامتداده لمئة عام، أو أن تكون هناك اكتشافات جديدة تعزز الاحتياطي وتطيل من عمر المخزونات النفطية، وهناك آراء متشائمة ترى ضرورة البحث عن بدائل من الآن لتفادي صدمة النضوب.
بصراحة ومن دون مجاملة، النفط هو أصل من الأصول (asset) ممكن انتهاؤه في أي وقت، وهو ليس مدراً للدخل، كتأجير عمارة أو الاستفادة من صناعة دائمة وغيرها. تصور أن لديك عدة عمارات وبعت إحداها لتتصرف بثمنها وتعيش حياة جميلة وتسافر وتنبسط إلى أن ينتهي ما لديك من أموال، ثم بعت الأخرى، وهكذا إلى أن تصبح ذات يوم وليس لديك ما تبيعه، وهذا هو حال النفط، لذلك في الدول السنعة، كالنرويج وإنكلترا، لا تدخل العوائد النفطية في ميزانياتها، بل تذهب عوائدها إلى الصندوق السيادي لاستثمارها وجعلها مدرة لدخل آخر.
هل تصور أحدكم سيناريو نضوب النفط؟! في هذه الحال سيغادر أكثر من 3 ملايين وافد إلى بلادهم، وستصبح العمارات عبارة عن أطلال. ستصبح لكل منا سيارة واحدة لجميع أفراد العائلة توفيراً للوقود، وستطفأ أنوار الشوارع لنقص الوقود في محطات الطاقة، وسنرجع إلى النوم على السطوح طلباً لنسمة باردة، وسنضطر إلى حفر الآبار مرة ثانية لتوقف محطات تكرير المياه، وستنتشر الكثير من الأوبئة نظراً لإغلاق المستشفيات. بعضنا لن يتحمل الحياة الشاقة التي عاشها المخضرمون أمثالنا، وسيهاجر لأرض الله الواسعه طلباً للرزق.
لا أستطيع الاسترسال لأن السيناريو مفجع، لذلك على المسؤولين البدء من الآن في استعراض واقتراح البدائل، وكيف نحافظ على الحد الأدنى من المعيشة الكريمة لأجيالنا القادمة، وأن ندرس أو نستقصي ما عملت الدول الشبيهة لأوضاعنا لعل وعسى.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف