جريدة الجرائد

فأل النقاط الخمس كأس العالم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله ثابت   

ما هو كأس العالم؟ يهمنا، نحن الذين نجلس خلف الشاشة، ذلك الوقت الهامشي والخاطف جداً في هذه الصناعة، الوقت الذي يسمونه: المباراة. هذه المتعة العارمة هي فرصة الشعوب الوحيدة للمرح المشترك، بأخف الأثقال، من تاريخ الضغينة البشرية، وعلى رأي غاليانو فإن كرة القدم «هي الديانة الوحيدة التي لا وجود لملحدين بين معتنقيها»، بالنسبة لي أجد في كرة القدم هذا المطلق الرياضي، والفن الذي يشبه التبصر في ملحمة، والذهن والطاقة والهبة التي تعني عبقرية الإنسان. أجل أنا مؤمن، ومهووس أيضاً!


ماذا عن منتخب السعودية في كأس العالم؟ شارك 4 مرات، وهي الأعلى بين البلدان العربية، الأخيرتان لم تكونا مقنعتين، التي قبلهما نصف سيئة، أما الأولى فقد كانت باهرة، وكان هذا عام 1994 وحتى هذا اليوم لم تفسّر بشكل ملفت قصة ذلك العام، ولا تلك المرحلة العجيبة كلها، كان منتخب 94 خرافة جيلين، ومن المرمى إلى المرمى، كان كل اسم حكاية. هذه هي المشاركة الخامسة، والمحاولة الخامسة في كرة القدم لها طابع الأسطورة: النقاط الخمس في كأس العالم لها قدمان، وتستطيع القفز.
الجمعة الماضية كانت آخر مباراة تجريبية، وكانت مع الألمان، توقعت الجماهير كارثة! وقلنا عساهم لا يعيدون الثمانية، فهذه المكنة لا تعرف أحدا. في كأس العالم الأخيرة 2014 في ريو دي جانيرو، حين سحقوا البرازيل بالسبعة، وهي البرازيل كما تعلمون، وبعد أن أخذوا البطولة، أمام الأرجنتين في طرفة عين. شاع أن ميركل قالت عن قفزتها الشهيرة: اعتقد الجميع أن فوزنا بات مؤكدا! لم نأت لنأخذ الكأس، بل جئنا لنعود بالمجد!
فعلها اللاعبون، كانوا ندّاً وعلى وشك التعادل.. ولو ركضت ضوارينا بهذا الاعتزاز، كما فعلوا أمام ألمانيا، فسيذهبون للدور الثاني، وربما أبعد!
صموئيل جونسون قال يوما: «الثقة بالنفس أول مستلزمات الأعمال العظيمة»، وهذا ما فعله منتخب كرواتيا عام 1998 يوم خطفت الأبصار وحشرت العالم، واختطفت المركز الثالث، بل وكان يمكن أن تصل للنهائي لولا حفرة زيدان.
فريق المنتخب السعودي هذه المرة واثق أيضا، ومدربه الأرجنتيني، البارع «أنطونيو بيتزي»، ثم إن مواطنه الخرافي الغاضب، خافيير زانيتي، ذا الأيام الخمسة، قال مرة: «تذوقت طعم الهزيمة والنصر... أخذت «بولا» إلى الصحراء، وركضنا صعودا ونزولا على الكثبان الرملية، ووضعنا على ظهورنا حقيبة، للحفاظ على توازننا».
هذا الخميس هو اليوم الأول، وفريقنا شريك الافتتاح، وخطوة النقاط الأولى.. وبالتوفيق.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف