من غيّرك: الصحوة أم دعوة الشيخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عزة السبيعي
هناك كتاب قيم جداً اسمه السعوديون والحل الإسلامي لمحمد جلال كشك تنبع أهميته بالنسبة لي لأن مؤلفه ليس سعوديا، كذلك لأن المؤلف امتاز بالتحليل العميق للأحداث بحيادية لم نعتد عليها من المحللين أو المؤرخين العرب، والحيادية دائماً في صالح تاريخنا السعودي لأنهم لن يجدوا سوى رجال كان لديهم حلم عملوا على تحقيقه.
هذا الحلم رغم ماديته وتطلعه لدولة عظيمة تضم كل صحارى وجبال وقرى ومدن الجزيرة العربية كان مرتبطاً دائما بالدين الإسلامي بحسب رأي المؤلف، وهذا حقيقي لكن هذا لا يعني مطلقاً التشدد أو إبراز مظاهره مثل نبذ الآخر وسيطرة ثقافة واحدة أو ما يعرف بإقصاء المرأة وإهانتها، لو راجعت معاهدات الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ستجد أنها كلها تنص على أن الإسلام هو شريعة هذه البلاد دون التطرق لمذهب فقهي معين.
كما أن هذا الارتباط لم يكن فيه تشدد ورفض للآخر بدليل توسع الدولة في علاقاتها الأجنبية واستقبال الشركات الغربية وحياة الأجانب فيها في أوضاع سمحت لهم حتى وقت الصحوة بالكثير، ومنها ما شاهدناه في الصور التي تضعها الوكالات عن الحياة في السعودية قديما.
أيضا لم يتدخل الفكر الذي قاد هذا التوحيد في الحياة الاجتماعية للمواطنين، فحتى الثمانينات- وهذا شاهدته وأنا طفلة- كانت النساء يلعبن السامري مع الرجال مثلاً، ولم يلتزمن بمظهر موحد يحدد شروطه أشخاص معينون، ولم يكن هناك ما رأيناه في ما بعد من إقصاء للمرأة من الحياة وإلزامها بشكل عجيب ومتشدد ترافقه دعوات للإعادة للبيت وواجبات الأسرة، بل ربما يدهش ذلك البعض في بدايات الدولة كان أهم ما فعله الملك عبدالعزيز للمرأة افتتاح 300 كتاب في الرياض وما حولها لتعليم البنات رغم تواضع دخل الدولة، فكيف نتهم فكرا مثل هذا بإقصاء المرأة؟
لذا يتبقى سؤال من المسؤول عن التغيير الذي عشناه في فترة من حياتنا؟ أعتقد أن الصحوة هي الإجابة المناسبة.