تمشيط الصحراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فاتح عبد السلام
قبل أيام عادت ثلاثة عوائل بعد أن أعياها التشرد الى بيوتها المهدمة في المدينة القديمة من الموصل فكانت البيوت ملغمة وانفجرت وابيدت العوائل بأنفارها السبعة والعشرين .
إذن المهمة لم تنجز بعد ولايزال القتلة يستطيعون القتل بوجودهم أو غيابهم ، مادام جهد الهندسة العسكرية لتنظيف المدينة القديمة توقف وانسحب مع القطعات
. هناك مَن يقول إنّ على الأهالي عدم العودة الى بيوتهم ، وهذا كلام نظري لا يقدر حجم المعاناة التي يعانيها الذين تشردوا مع أطفالهم يبحثون عن بيت يأويهم ومن دون أن يمتلكوا ثمن أجرته.الآن، القتلة عادوا ليضربوا في الطرق الخارجية وليثيروا الرعب في النفوس عبر نفس الاساليب التي ظهروا عليها قبل احتلالهم مدن العراق .في الجانب الآخر ، هناك صراعات سياسية في بغداد من أجل تشكيل الكتلة الأكبر وصولاً لحكومة جديدة
. ولا يبدو الجهد السياسي المبذول من أجل جمع نفس الرؤوس الى مائدة مختلفة التضاريس قليلاً ، مساوياً للجهد الذي ينبغي بذله في تمشيط كل بقعة من العراق، ولعل أسهلها هي الصحاري بسبب انكشافها وصعوبة الاختباء في الانفاق صيفاً فيها في ظل وجود طيران ووسائل استطلاع تكنولوجية متقدمة يمكن من خلالها تقسم الصحراء الى مربعات بحث وتغطيتها مربعاً مربعاً حتى لايعود للقتلة مخبأ
. وسوى ذلك ، يجعل الانسان غير آمن وهو يقطع الطرق الخارجية في البلد وهي صحراوية ومنفتحة على دول الجوار أحياناً .الوضع العراقي لايزال خطيراً، ومن الاستهانة بأرواح الناس إذا قلنا إنّ كل شيء على ما يرام .