سقوط إيران بعد سقوط داعش؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله بن بخيت
زجت التنظيمات الظلامية بالشعوب الإسلامية في معركة كبرى مع الحضارة والتمدن والقيم الإنسانية الأساسية. ولكنها كانت ضرورية لتحدث يقظة عند العامة الذين تم تضليلهم. سقوط داعش بهذا الشكل المهين وتغافل دول العالم عما يفعله النظام السوري ببقية التنظيمات الدينية في سورية تأتي تأكيدا على نهاية الفكر الديني.
الشعوب الإسلامية صارت تؤيد فكرة القضاء على هذه التنظيمات بأي ثمن. استخدم داعش في معركة الموصل المدنيين دروعا. كان مقاتلوه يتمترسون في الأماكن المكتظة بالسكان على أمل أن تعمل المنظمات الإنسانية العالمية على إحراج جيوش أعدائهم ومن ثمة تضطر هذه الجيوش إلى الدخول في مباحثات تؤصلهم كقوة في أذهان الشعوب الإسلامية المتعطشة لأي انتصار حتى وإن كان انتصاراً إعلاميا فحسب. بيد أن استراتيجية محاربة التنظيمات الدينية عملت بطريقة مختلفة لم يفهمها داعش أبداً. أميركا لم تأت لمحاربة داعش ثم التفاوض معهم وقبول استسلاما مشروطا أو غير مشروط. أميركا جاءت لقتلهم فرداً فرداً وبأي ثمن.
سقوط داعش كان حتميا. ليس لأنه لا يملك القوة الكافية للدفاع عن نفسه ولكن لأنه لم يكن يملك خيالا سياسيا ولأنه أيضا خارج القيم الإنسانية والحضارة. هذا الأمر سهل على الدول القضاء عليه وتبرير قتل مجاهديه دون رحمة. الشأن مع إيران مختلف تماما. إيران هي داعش ولكنها تمتلك الخبرة والقدرة على المناورة وتعرف كيف تبقى بمحاذاة العصر الحديث. دولة ثيوقراطية بملابس عصرية. يستعين رجال الدين في إيران بكل أدوات العصر لنصرة منهجهم الديني بخلاف داعش الذي أنكر هذه المؤسسات وقوضها.
إذا قرأنا التغيرات السياسية التي حدثت في العالم الإسلامي سواء عن طريق الانقلابات أو عن طريق تحرك الشارع والمظاهرات سنرى أنها موجهة ضد المؤسسة الحاكمة وليس ضد الفكر الذي أوصل هذه المؤسسة وحافظ على بقائها. سيختلف الأمر عند اسقاط الملالي. دفعت الثورة الإيرانية بالفكر الديني إلى السلطة. ستصبح المعركة على السلطة في إيران بين الشعب وبين الفكر. اعتاد رجال الدين في العالم الإسلامي على مساندة السلطة أو لعب دور المعارضة عندما يقل نصيبهم من الكعكة. إيران تخطت هذه المعادلة. أصبح رجل الدين هو السلطة. مطالب الناس في المسجد تختلف عن مطالبهم في البرلمان أو في مجلس الوزراء وغيرهما من مؤسسات الدولة. لم يعد لبرامج الدين الخيالية المعتادة مكانا في السياسة. شكلت الثورة الإيرانية نموذجا لكل رجل دين إسلامي طامع في الحكم. سقوط الملالي في إيران سيكون سقوط الثيوقراطية في البلاد الإسلامية وتطهيرا للجسد السياسي من الفكر الديني.
التعليقات
سقوط الملالي وليس إيران
عادل محمد - البحرين -مقال رائع لكن أتمنى أن الكاتب الكريم يكتب هذه المصطلحات: "عصابات ولاية الفقيه الإرهابية" أو"عصابات الملالي الفاشية" وأرجو أن لا يقحم اسم إيران المحتلة والشعب الإيراني المغدور من الزمرة الخمينية بهذه العصابات المجرمة والغدارة!.. كما أدعو الكاتب العزيز إلى قراءة مقدمة مفالي"عصابة ولاية الفقيه الإرهابية وليس النظام الإيراني!".. المنشور في 29 أكتوبر 2017 ذو صلة بالموضوع.. مقال رائع لكن مع الأسف تفوح منه رائحة العنصرية.. كثيراً ما نقرأ في المقالات والأخبار العربية عن عصابة ولاية الفقيه الإرهابية الفاشية، بعناوين أو مسميات النظام الإيراني، أو الفارسي المجوسي والصفوي.. بعض المتعصبين والقوميين العرب يستخدمون هذه المسميات لأهداف سياسية أو بسبب الكراهية لإيران والقومية الفارسية.. لا صلة بين إيران والشعب الإيراني مع عصابات الملالي، أقوام لوط ويأجوج ومأجوج التي احتلت إيران بمؤامرة الغرب وسرقت الثورة الإيرانية التي قامت على أكتاف القوى الوطنية الإيرانية عام 1979، وحلت على إيران نكبة بسبب الفتنة الخمينية.. فنرجو عدم إقحام إيران والشعب الإيراني بعصابة ولاية الفقيه الإرهابية، لأن إيران والشعب الإيراني مع التاريخ والحضارة العريقة براء من هذه العصابات الإرهابية الفاشية!.