جريدة الجرائد

«حزب الله» إذا سقطت الخمينيّة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حازم صاغية  

على الطريق المفضي إلى سقوط النظام الإيرانيّ، كاحتمال بارز، قد يداهمنا إرهاب يكون للبنان نصيب مؤكّد منه. لغة التهديد بمنع تصدير النفط من المنطقة توحي بالوجهة هذه. وإذا صحّ خبر الشبكة المتّهمة باغتيال معارضين إيرانيّين في الخارج، فإنّه يقطع بالأمر نفسه.


لكنْ دعنا نفترض – وهو افتراض مسنود إلى وقائع باتت معروفة – أنّ النظام المذكور سقط في يوم قريب، وأنّ مواجهته موتَه لم تُجدِ نفعاً. ما الذي يفعله، والحال هذه، حزب الله؟

نتحدّث عن طرفين غير عاديّين، أغلب الظنّ أنّ لاعاديّتهما سبب أساسيّ في نجاحهما معاً حتّى الآن، وفي تكاملهما: حزب الله، قياساً بالأحزاب اللبنانيّة، مسلّح ومقاتل وحديديّ، وهو عقائديّ بالتأكيد، تقف على رأسه زعامة كاريزميّة جدّاً. فوق هذا، هو الحزب الوحيد الطائفيّ والدينيّ في وقت واحد. لكنّه، كذلك، وبفضل المعونات الإيرانيّة، يقدّم خدمات وفرص عمل لجمهوره الواسع، ويلقّن أجيال هذا الجمهور تربيةً وتعليماً يصهرانها فولاذيّاً. إنّه يصنع ما تسمّيه أدبيّات الأحزاب التوتاليتاريّة «إنساناً جديداً».

إيران، قياساً بدول المنطقة وأنظمتها، تحمل برنامجاً لتغيير طبيعة الأشياء، وليس فقط لتغيير الأنظمة: ربط طهران بغزّة وبصنعاء، وإحداث تحويلات ديموغرافيّة ومذهبيّة، على النحو الحاصل في سوريّة، وتزعيم غير العرب على ما يُفترض أنّه قضايا عربيّة، لا سيّما فلسطين...، هذه كلّها من أشكال الفائض الثوريّ – التوسّعيّ لإيران.

سقوط الشطر الإيرانيّ من هذه المعادلة يفضي حتماً إلى سقوط الشطر اللبنانيّ. «إنسان – حزب الله – الجديد» لا ينمو ويترعرع إلاّ مع التغيير الخمينيّ لطبيعة الأشياء. إنّنا، هنا، أمام علاقة السبب بالنتيجة، أو المقدّمة بالاستخلاص المنطقيّ.

مع ذلك، فحزب الله ليس هذا فحسب. هو أيضاً حزب لبنانيّ، استدعت نشأتَه ظروفٌ محلّيّة وإقليميّة تصدّرها احتلال 1982 الإسرائيليّ لبنان، خصوصاً للمناطق المأهولة شيعيّاً. قبل ذلك، تجمّعت مصادر بعيدة وقريبة تؤسّس لهذين الوعي والممارسة: ظاهرة موسى الصدر و «الحرمان» الشيعيّ، والتوتّر الشيعيّ – الفلسطينيّ في المناطق الحدوديّة جنوباً، والاستحواذ على قضيّة الصراع مع إسرائيل بعد تجريد السنّيّة الفلسطينيّة (والعراقيّة الصدّاميّة) منها فيما مصر تسلك طريقاً آخر.

هل يمكن فرز اللبنانيّ - السياسيّ عن الإيرانيّ - العسكريّ في حزب الله؟ مستحيل. لكنْ في حال سقوط النظام الإيرانيّ يتراجع المستحيل إلى سويّة الصعب جدّاً.

هل يستطيع اللبنانيّون من خصوم الحزب، وممّن هم خارج محيطه، أن يجعلوا الصعب جدّاً صعباً فحسب؟ أي أن يجعلوه قابلاً للتفاوض السياسيّ؟ هل يحدث ما يشبه الانعطافات الكبرى التي أقدمت عليها أحزاب شيوعيّة بعد سقوط الاتّحاد السوفياتيّ؟ هل يمكن الأطراف المعنيّة أن تتدخّل كي تسهّل أمراً كهذا؟

هذا السؤال سيُطرح بإلحاح شديد في حال سقوط النظام الخمينيّ، الذي لا بدّ أن يرافقه انحسار للاستثنائيّ وللفائض الراديكاليّ وقدرٌ من رجوع المنطقة إلى العاديّ. العقل والمصلحة يستدعيان من بقية اللبنانيّين التفكير بما يواكب تحوّلاً كهذا. بيتهم الوطنيّ ينبغي أن يتّسع للابن الضالّ إذا قرّر (؟) أن لا ينتحر. فالضلال في ظلّ الرعاية الإيرانيّة يصنع النحر، فيما الضلال من دونها يصنع الانتحار.

وفي تداعي الأسئلة التي لا بدّ أن يُمطرنا بها ذاك اليوم العصيب: هل تكون بقية اللبنانيّين مهيّأين لمناقشة هذه المسألة في حال سقوط النظام الإمبراطوريّ، وهل يناقشون برحابة تستبعد عقليّة الثأر وأحقاد الماضي، مُقرّين بمكانة حزب الله كحزب سياسيّ وشعبيّ يريد، إذا أراد (؟!)، أن يتعافى من ماضي الشقاء المسلّح والحروب القاتلة.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عصابة حزب الشيطان
عادل محمد - البحرين -

بداية أتقدم بالشكر الجزيل للكاتب العزيز حازم صاغية على إشادته لمواضيعي السياسية والأدبية التي كنت انشرها في إحدى المواقع، وذلك حسب شهادة رئيس تحرير الموقع.. أدعو القراء الكرام إلى قراءة ملخص بحثي تحت عنوان "عصابة حزب الشيطان.. من العمالة إلى الغدر والخيانة!" المنشور في 7 سبتمبر 2017، مع رباعية "زمن الثورات والعجائب" ذات صلة بالموضوع.. عصابة حزب الشيطان اللبناني أسّسته عصابة ولاية الفقيه على يد سفيرها في سوريا "علي اكبر محتشمي بور" سنة 1984 وكانت ولادته من رحم حركة أمل اللبنانية، وحينها عيّن صبحي الطفيلي رئيساً لهذا الحزب.. حزب الشيطان هو نسخة من حزب الشيطان في إيران الذي يرأسه "حاجي عبد الرحيم محتشم" وأعضائه يتكوّنون من الأصوليين الإسلاميين المتشدّدين وأنصارهم من البلطجية، ويعتبرون من بين الميليشيات التي تحمي عصابة ولاية الفقيه وتعمل ضمن مخطط قمع وإرهاب القوى الوطنية المعارضة، متسلّحين بالهراوات والسلاسل والسكاكين والأسلحة البيضاء.. إن هدف عصابة ولاية الفقيه من تأسيس حزب الشيطان اللبناني هو تغيير النظام في لبنان وتحويله إلى جمهورية شيطانية تابعة لها عن طريق تمويل هذا الحزب بالمال والسلاح وتدريب أعضائه في قواعد الحرس الثوري ومعسكرات "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإرهابي في إيران.. لقد انتقد رئيس التيار الشيعي اللبناني الحر “محمد الحاج حسن” حسن نصر الله بشدة بعد الحرب اللبنانية الإسرائيلية في يوليو 2006، وكان يقول بأن “حسن نصر الله دمّر لبنان ويسعى إلى زرع الفتنة الطائفية، حسب الأوامر القادمة من أسياده في دمشق وطهران!”.. وفي إحدى مقابلاته مع قناة “إم تي في” الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي فضح حزب الشيطان وقال: “حزب الله” يخدم “إسرائيل” بقتاله في سوريا.. وشنَّ صبحي الطفيلي هجومًا عنيفًا على حسن نصر الله الأمين العام الحالي للحزب، مؤكدًا أن قتلى الحزب في سوريا ليسوا شهداء.. وكشف لـ”حزب الله” اللبناني أن ما يروجه نصر الله من أكاذيب لحشد الشيعة للقتال في سوريا بحجة الدفاع عن مقامات السيدة زينب هي مجرد “عملية تضليل للبسطاء، والمستفيد الوحيد فيها هو العدو الصهيوني؛ لأن مصلحته ومصلحة الدول الكبرى أن يخسر الفريقان المعارضة السورية و”حزب الله”.. وأكد الطفيلي في حواره لقناة “إم تي في” أن “”حزب الله” يورط الشيعة ال

عصابة حزب الشيطان
عادل محمد - البحرين -

"تحالف حسن نصرالله مع داعش".. العراقيون يشعرون بوجود خديعة. ولأول مرة نسمع من شيعة العراق لعنات وهجوما قويا ضد حزب الله والمشروع الإيراني. هناك شعور بالذنب بحق الموصل.. أسعد البصري.. 3 سبتمبر 2017.. القادة العراقيون غاضبون، وخصوصا ضباط الجيش العراقي، فقد اقترحوا الإبقاء على منفذ لفرار الدواعش إلى مدينة الرقة لإنقاذ مدينة الموصل التي تعتبر ثاني أهم حاضرة من حواضر العراق. والذي عطل الصفقة هو خطاب حسن نصرالله الشهير، حيث طالب العراقيين بعدم السماح للإرهابيين بالفرار وحث الميليشيات على قطع الطريق المؤدي إلى سوريا وجعل الموصل محرقة للجميع.. الآن جنرالات الجيش في حالة احتقان لأنه حين وصل الأمر إلى القلمون وجرود عرسال ومصير بعض الأسرى اللبنانيين تفاوض حسن نصرالله وسمح للدواعش بالانسحاب نحو دير الزُّور والبوكمال على الحدود العراقية. هذه رسالة لبنانية إلى ضباط العراق تقول إن الموصل كلها و650 ألف طفل عراقي مصاب بصدمة الحرب لا تساوي رفات جندي لبناني واحد.. البيان الذي أصدره حسن نصرالله لتهدئة الغضب العراقي كان تأثيره عكسيّا، فهو يقول “كانت لدينا في لبنان قضية إنسانية وطنية جامعة هي قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين من قبل داعش منذ عدة سنوات، وكان الإجماع اللبناني يطالب بكشف مصيرهم وإطلاق سراحهم إن كانوا أحياء أو استعادة أجسادهم إن كانوا شهداء، وكان الطريق الوحيد والحصري في نهاية المطاف هو التفاوض مع هؤلاء المسلحين لحسم هذه القضية الإنسانية الوطنية”، وهنا يلاحظ تسمية الدواعش بـ”المسلحين” للتخفيف. ويقول إن نقل 310 داعشي منهك ومهزوم بالباصات التي وفرها حزب الله إلى دير الزُّور لا مشكلة فيه.. الاحتجاج بالنسبة إلى العراقيين ليس هو نفسه بالنسبة إلى الولايات المتحدة. الكولونيل ريان ديلون متحدثا باسم التحالف قال إنه “لمنع القافلة من التقدم شرقا، أحدثنا فجوة في الطريق ودمّرنا جسرا صغيرا وأن داعش يشكل تهديدا عالميا، ونقل الإرهابيين من مكان إلى آخر كي يتعامل معهم طرف آخر ليس حلا دائما”. فالولايات المتحدة ضد عقد صفقات من أي نوع مع الإرهابيين، لهذا نفذت غارات جوية داخل سوريا لمنع الدواعش من الوصول إلى الحدود العراقية، بينما العراقيون غاضبون لتدخل حسن نصرالله واعتراضه على توفير أي منفذ لهروب الدواعش من الموصل.. هناك معلومات تشير إلى صفقة سابقة مع الدواعش في تحرير الفلوجة، حيث قا

ستذروه الرياح
بشار الأسد -

كما تطهرت الأمة الإسلامية من كسرى المجوس الخوارج والمغول والتتار والصليبيين والصفويين ستتطهر إن شاء الله من دنس حزب الشيطان وممانعته الكاذبة ومن دجال المقاومة الذي ضحك على بعض السذج المخدوعين بعمامته السوداء كوجهه الكالح الظلامي وسيرتاح لبنان أولا والشرق الأوسط من شرور هذه العصابة الإرهابية الطائفية الظلامية التي ستذهب إلى جهنم وبئس المصير وسيكون قائدها الإرهابي في خبر كان. المستقبل يبشر بالخير إن شاء الله والخلاص من هذه الفئة الباغية التي هي أشد عداوة للعروبة والإسلام من الصهاينة أنفسهم بل هي متواطئة معهم وفي خدمتهم وإلا لكانت إسرائيل تخلصت منه منذ زمن بعيد.