جريدة الجرائد

قبل أن تتلاشى.. مبادرة وطنية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 خالد أحمد الطراح

 انطلقت مبادرة «قبل ان تتلاشى» اعلاميا في القبس (30 / 05 / 2018)، وانضم إليها بعض الكتاب في صحف اخرى والمغردون أيضا لأهمية مضمونها وأهدافها في ظل بروز مخاطر وتحديات تراجع ركائز الدولة المدنية ومحاولات نحو اجهاض مبادرات انقاذ الكويت وشعبها من مشاريع تقسيم المجتمع حسب انتماءات قبلية ومذهبية وفئوية ايضا، بينما خرجت مفاجآت صادمة بإعلانات وردود فعل حكومية صامتة حينا وناطقة على استحياء حينا آخر!
حين نشرت مع بعض الاخوة من الكتاب ضمن مبادرة «حتى لا تتلاشى» ركزت على تقديم دعوة مفتوحة لجميع المهتمين في الموضوع حتى لمن يختلف مع المبادرة، وما نشر حينها من اجل اثراء الحوار وتحديد مصادر الخطر والحلول في المحافظة على المكتسبات الديموقراطية ونسيج المجتمع الكويتي الذي لم ينقسم يوماً على نفسه كما يجري اليوم من بعض الفئات والمجاميع بغطاء قبلي وطائفي وفئوي.


واضح أن صوتنا وأصواتا أخرى تناشد الحكومة بالانتباه لمخططات تمزيق وتشويه واقع نسيج المجتمع المدني الكويتي من خلال الفزعات الاجتماعية المنادية لتقسيم المجتمع حسب انتماءات قبلية وطائفية وعائلية ايضا لم تجد لها صوتا لدى الادارة الحكومية، وهو امر ليس بالغريب على حكومة هي في الكثير من الأحيان كانت مصدراً لانتشار النعرات الاجتماعية ومباركة تشويه الهوية الوطنية والانتماء حسب مفاهيم شاذة ومبررات غير منطقية لم يعرفها الشعب الكويتي من قبل لكنها اصبحت واقعاً حياً منذ سنوات!
الأخت الفاضلة فارعة السقاف غردت بكثافة بعد انطلاق الحملة بأيام عبر حسابها في تويتر مقترحة ومنادية في الوقت ذاته ان تتحول حملة «حتى لا تتلاشى» الى مبادرة عمل وطني تحتضنه كل فئات وشرائح المجتمع وجمعيات النفع العام، لكن للأسف المقترح لم يحصد نصيباً ايجابياً من الانتشار والمناقشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما يتردد في مجالس رسمية وغير رسمية وما برهنت عليه ايضا تحقيقات نيابية عن تعاون حكومي انتقائي مع بعض المغردين لدعم سياسات الحكومة والدفاع عن بعض القرارات الى جانب مغردين يتحركون نتيجة تحالفات وتجاذب نيابي – نيابي ونيابي – حكومي، فمن غير المستغرب ان تتلاشى مبادرة وطنية وأصوات من اجل الدولة المدنية وإنقاذها من مخططات تستهدف انتزاع ثوب المجتمع الكويتي بنسيجه المتسامح حتى يغرق المجتمع في برك الفساد ونار الفتنة وتتلاشى بالتالي مقومات الدولة المدنية وينتشر خطاب الكراهية بدلا من المحبة والألفة المدنية.
المتفرج الوحيد على هذا المشهد الادارة الحكومية التي يبدو ان ثمة قوى مؤثرة او جاذبية كونية تجعلها تسمع صوت الحكومة.. أي نفسها وكذلك الموالين لها، بينما الصوت الكويتي الذي كنا نسميه بالأغلبية الصامتة فقد حولته الحكومة إلى ظاهرة صوتية!

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف