جريدة الجرائد

كم مرة هددت إيران بإغلاق «هرمز»؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 سلمان الدوسري

  لا أحد يستطيع أن يحصر كم مرة في تاريخها منذ ثورتها عام 1979 هدّدت إيران بإغلاق مضيق هرمز. كلما حدثت أزمة، وما أكثر أزماتها، خرج أحد مسؤوليها للتهديد بذلك. وعلى مدار نحو أربعة عقود من التهديدات المتتالية، لم تفعلها طهران ولو لمرة واحدة، بل حتى في حرب السنوات الثماني ضد العراق وفي خضم ما كان يعرف بحرب الناقلات، وقام الأسطول الأميركي بمهاجمة سفن إيرانية، وكانت من أشهر هذه الهجمات الهجوم الذي وقع في أبريل (نيسان) 1988، وأدى إلى تدمير سفينتين حربيتين إيرانيتين، وحينها أيضاً هدّدت وتوعدت وأزبدت إيران بأنها ستغلق المضيق ومع ذلك لم تتجرأ.

الوعيد الجديد أتى على لسان الحرس الثوري الإيراني الذي أطلق تهديداً بشأن مضيق هرمز «إما أن يكون للجميع أو لا أحد»، وكذلك فعل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يوم الثلاثاء، عندما لمّح إلى قدرة بلاده على منع شحنات النفط من الدول المجاورة، إذا ما استجابت الدول لطلب الولايات المتحدة بعدم شراء نفط إيران، وسريعاً ما ردّت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، مؤكدة أنها وشركاءها يوفرون الأمن للمنطقة، قبل أن يعود رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، بالقول إن روحاني لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة إذا لم تصدر إيران نفطها، وهي السياسة الإيرانية المعتادة بإطلاق التهديدات والعودة عنها، ثم إطلاقها من جديد وهكذا،

فطهران تدرك العواقب التي يمكن أن تترتب على قرار قطع سير النقل في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم. الواقع يقول إن إيران قادرة فعلاً على إغلاق مضيق هرمز، لكن من المستحيل عليها تحمل تبعات ذلك، وهي تعلم ذلك جيداً ولا يمكن أن تخاطر بتنفيذ تهديداتها، ليس لأن إغلاق المضيق الذي يمر منه 30 في المائة من النفط العالمي سيسبب أزمة طاقة عالمية، ولا يستبعد أن تصل أسعار النفط بشكلٍ كبير إلى 400 دولار للبرميل، وإنما لأنه سيكون أقرب إلى الانتحار الإيراني، فهو بمثابة إعلان حرب ليس فقط ضد الدول الخليجية المصدرة للنفط عبر المضيق، (تحمل ناقلات النفط كل يوم قرابة 17 مليون برميل نفط من إيران وقطر والإمارات والمملكة العربية السعودية والعراق)، وإنما أيضاً ضد المستوردين الرئيسيين، وهؤلاء ليسوا فقط الولايات المتحدة خصم إيران اللدود، وإنما يشملون الصين وأوروبا (نحو 80 في المائة من النفط المصدر عبر المضيق يتجه إلى الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وسنغافورة) وهو ما دعا الصين التي تعد من أقرب الشركاء مع إيران، إلى التحفظ على تهديد إغلاق المضيق ودعوتها إلى «أن تكرس نفسها لتكون جارة صالحة، وأن تتعايش سلمياً»، كما قال تشين شياو دونغ مساعد وزير الخارجية الصيني: «فإغلاق المضيق أخطر تهديد على هذه المنطقة، ويُعتبر إعلان حرب على جميع الدول التي تستورد النفط من الخليج».

لو كانت طهران قادرة واقعياً على السيطرة على المضيق الاستراتيجي لسيطرت عليه منذ اليوم الأول لثورتها، ولكنها تكتفي منذ ذلك الحين بإطلاق التهديدات اللفظية من أجل تخفيف الضغط عليها، وهذه المرة تفعلها من أجل محاولة إيصال رسائل لشركائها الباقين في الاتفاق النووي، لكي يساعدوها في إخراجها من أزمتها السياسية والاقتصادية الكارثية، أما دول الخليج فهي مطمئنة أن إيران لا تستطيع إغلاق المضيق، لأنه وبكل بساطة إعلان حرب على دول العالم، والنظام الإيراني أعجز من فعل ذلك وإعطاء العالم بأسره فرصة لكي يتضامن ضدها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تهديدات الملالي الجوفاء
عادل محمد - البحرين -

نقرأ في الصحف العربية: "رد أميركا بتأمين التجارة عبر مضيق هرمز صفعة لإيران!".. أن تعهدات الولايات المتحدة أمس الخميس بتوفير الأمن للمنطقة وضمان حرية الملاحة وتدفق التجارة الحرة عبر مضيق هرمز، يشكل صفعة للنظام الإيرانى الذى وضع بلاده على حافة الانهيار، نتيجة السياسات العشوائية التى ضاعفت معاناة الشعب الإيرانى وعطلت حركة التنمية والتطور.. "تهديدات الملالى الجوفاء": إنه وسط ضجيج السياسات العبثية المتصاعدة للنظام الإيرانى منذ الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى المثير للجدل فى مايو الماضى، عادت طهران لتكرار تهديداتها الجوفاء على لسان الرئيس الإيرانى حسن روحانى بإغلاق مضيق هرمز ومنع تصدير النفط للعالم إذا منعت الولايات المتحدة تصدير النفط الإيرانى، وردا على تلك التهديدات الإيرانية، جاء التأكيد الأمريكى بتأمين التجارة عبر المضيق ما شكل صفعة لهذا النظام الذى يعانى حالة بائسة من التراجع الاقتصادى والسياسى والتكنولوجى والاجتماعى.. وفى السياق ذاته.. قالت صحيفة "اليوم" فى افتتاحيتها التى جاءت بعنوان (إيران والإرهاب.. الفضائح مستمرة)، "أنه رغم كل ما تحاول أن تتشدق به دولة «الملالي» فى طهران، إلا أن مجريات الوقائع والأحداث على الأرض، تؤكد أن هذا النظام منذ تأسيسه عام 1979، وهو يحمل بذرة الوهم الامبراطورى التوسعى، وتبنى كل الميليشيات الخارجة على قانون دولها الأم، وتمويلها لتنفيذ انقلابات داخلية وتهديد للسلم الإقليمى والدولى، إشارة لحقيقة التورط الإيرانى على المستوى الدبلوماسى والعلاقات بين الدول".. وأشارت الصحيفة إلى حادثة السفارة الأمريكية فى طهران، وكذلك حادثتى الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية هناك، وكل التدخلات المشينة التى يمارسها النظام الإيرانى فى دول المنطقة لزعزعة أمنها، مثل ما حدث فى المملكة والبحرين والكويت قبل فترة، إضافة لكل جرائم القمع الممنهجة ضد المعارضة فى الداخل.. ورأت أن طلب النمسا رفع الحصانة عن أحد دبلوماسيى سفارة هذا النظام فى فيينا والذى أوقف فى ألمانيا، للاشتباه فى تورطه بمخطط لتنفيذ اعتداء ضد تجمع للمعارضة الإيرانية باريس، هو دليل إضافى على جرائم ممنهجة ومستمرة لا تحتاج لدليل، وعمَّق كذلك أزمة الدول الأوروبية، وخاصة عقب الانسحاب الأمريكى من الملف النووى الإيرانى الذى يشكل وحده هاجساً مقلقاً لغالبية د

نتائج دق طبول الحرب
حسين -

منذ مدة ليست بالقصيرة ، تطالب بعض الدول الخليجية ، بمعاقبة ايران ، لا بل تدميرها ، كما سبق وفعلت ضد العراق ، وكانت تشرع وتعلن دوما دق طبول الحرب ، وليس العمل على التهدأة والتفاهمات والحوار ، سيما وانها دول مجاورة مثلها مثل تركيا وغيرها ، وهل ان الافضل الذهاب الى الحروب والتدمير والشقاء والتهجير والقتل ، ام الذهاب الى الحوار والتهدأة وقبول الاخر واحترام سيادته وخياراته ؟ هل نستطيع ابعاد حدود ايران عن الخليج وعن العراق ؟ وهل نستطيع ابعاد حدود تركيا عن العراق ؟ قيام بعض الحكام بالضغط على امريكا لا بل دفع مئات المليارات لها سواء بعقود او باستثمارات من اجل الغاء الاتفاق النووي الذي وقعت عليه الدول 5+1 الاعضاء في مجلس الامن الدولي والمانيا ، مع ايران وانهت العقوبات عليها ، فان اعلان امريكا بالضغط على الدول الموقعة بضرورة انهاء علاقاتها الاقتصادية مع ايران واعادة العقوبات عليها ، ماذا يعني ؟ انه يعني دق طبول الحرب ؟ لمصلحة من ذلك ؟ هل ان الحرب ، لا سمح الله اذا وقعت ، من سيتدمر ، اولا المتاثرين بها وكثيرا هم العرب في الخليج العربي والعراق ، ومن ثم ايران الواسعة التي لديها حدود كبيرة مع تركيا واذربيجان وافغانستان والباكستان واواسط آسيا ... ؟ بالكلام الواضح اننا كعرب اول الخاسرين ؟ ولو تابعنا بيان الدول الاوربية ، باجتماعها مع روحاني في فيينا ، لوجدنا ان تلك الدول ضد سياسة امريكا اتجاه الاتفاق النووي ، بما يعني انهم اتفقوا على مواصلة العمل بالاتفاق اذا التزمت به ايران مقابل استمرار العلاقات الاقتصادية وضمان بيع وتصدير النفط الايراني اضافة الى ضمان الاستثمارات الاوربية في ايران ؟ من ربح لحد الان جراء التصعيد الامريكي ؟ لننتظر ونرى ، ولكن ليس دق طبول الحرب ، وعندما تصر امريكا على ذلك اكيد تقول ايران عليٌ وعلى اعدائي ... لهذا يجب على الجميع تحلي العقلانية والتهدأة ، لان الحرب لا سمح الله سوف لا تبقي ولا تذر في منطقتنا ،، وويلاتها كثيرة

ايران دولة مارقة
Higgs Boson -

هناك مثل يقوله احبتنا في مصر: ايه اللي جبرك على المرّ؟ اللي أمر منه!انا في السعودية ولدي إحساس بعدم الأمان كون ايران ترعى ميليشيات على بعد كيلومترات من حدودي وتمولهم بصواريخ (136 صاروخ سقطت على السعودية الى اليوم) كون الصواريخ عديمة الفائدة لا يلغي التهديد الخطير.. لاتوجد دولة حديثة راسخة تريد الحرب.. لكن ايران تتصرف كدولة مارقة: من اغتيال دبلوماسيين لاجتياح وتفجير ثم احراق سفارات.. من الخليج ولآخر العالم في الارجنتين.. شاملة الكل.. وآخرها محاولة تفجير مؤتمر المعارضة.. حاولت السعودية على مدى السنين وتمت زيارات بين البلدين، وعندما يصفى الجو، تعود ايران للسلوك المارق. أتمنى من ايران، وانا عربي وايدي العرب مفتوحة، ان تبعد ميليشياتها عن الدول ا