جريدة الجرائد

الواحة الأولى في العالم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

زياد الدريس 

استطاعت السعودية أن تضيف موقعاً تاريخياً جديداً لها ولذاكرة العالم في لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الـ «يونيسكو»، وذلك بعد نجاحها في تسجيل (واحة الأحساء)، ضمن أعمال مؤتمر لجنة التراث العالمي المنعقد في البحرين الأسبوع الماضي.


هذا النجاح الجديد يؤكد أننا سائرون بإذن الله في تحقيق هدف الرؤية السعودية 2030، التي نصت على رفع عدد المواقع السعودية في لائحة التراث العالمي إلى 10 مواقع، وها نحن الآن قد أصبح لدينا 5 مواقع ضمن مسيرة تسجيل المواقع السعودية في لائحة التراث العالمي، التي بدأت في عام 2008م بتسجيل موقع مدائن صالح، وفي 2010م تسجيل الدرعية القديمة، وفي 2014م تسجيل جدة التاريخية، وفي 2015م الرسوم الصخرية في حائل، وفي هذا العام 2018م تسجيل الأحساء.

لكنّ دخول (واحة الأحساء) في لائحة التراث العالمي والإنساني في الـ «يونيسكو»، منحها تميزاً مختلفاً عما سواها، لأنها الواحة الأولى على مستوى العالم، التي تسجل في لائحة التراث العالمي، ولا يوجد في اللائحة العالمية أي واحة سبق تسجيلها من بين واحات العالم بأكملها، وهذا تفرد مستحق لواحة الأحساء ويحق لأهلها ولنا الفخر به، وهو ما سيفتح الباب واسعاً بالتأكيد إلى تسجيل واحات أخرى داخل العالم العربي، وبالأخص واحات شمال أفريقياً، وسائر واحات العالم.

والأحساء ليست موقعاً تاريخياً مهجوراً ومعزولاً من أي تفاعل بشري راهن، بل هي واحة نابضة بالحياة والنشاط الإنساني منذ قرابة ٥٠٠٠ سنة وحتى اليوم. ولذا فهي مكتظة بالمعالم والآثار الثقافية والطبيعية، هذا عدا عن احتوائها ثلاث ملايين نخلة بقيت محافظة على جودة تمورها التي رسخت أسماؤها في ذاكرتنا منذ الصغر، بالإضافة إلى بساتين زراعية أخرى ترتمي على مسارب عيونها المائية المتفرقة في أرجائها، مما خوّلها لتكون سلة غذاء الجزيرة العربية خلال قرون ماضية.

والأحساء لا تتميز بأنها واحة نخيل فقط، بل واحة سلام وتعايش بين أفراد هذه الواحة بمختلف ميولهم وانتماءاتهم. وقد اشتهر أهلها بالطيبة والوداعة والتودّد، مما هيأ الأرضية الملائمة فيها للتعايش الفذ.

المؤكد أن تسجيل واحة الأحساء في لائحة التراث العالمي، هو مكسب عربي ودولي للذاكرة العالمية، وسيمنحها مزيداً من العناية والرعاية المحلية والدولية، المتمثلة في منح الخبراء والمهتمين والمعنيين بالتراث العالمي التفاتة أكبر اهتماماً وعناية بالواحة الأولى عالمياً، مما سيساعد في توسيع مدى البحوث والدراسات العلمية، التي ستتوالى على هذه البقعة التاريخية والحضارية العريقة.

هنيئاً لأهل الأحساء بالعالمية، وهنيئاً لذاكرة العالم بالأحساء.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف