عشرة أهداف في المرمى الإسرائيلي؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله ناصر الفوزان
لأن علاقة فلسطين بكأس العالم تاريخية وفريدة تمتد لأكثر من ثمانين عاماً، وهو ما لا يتوفر ربما لأي دولة آسيوية، فقد توقعت أن يستثمر المناسبة الحالية في روسيا رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس لمصلحته ومصلحة فلسطين، فيخرج على العالم في فيديو دعائي محكم، لكني فوجئت أن من فعل هذا خصمه وخصمنا جميعاً نتنياهو مع أن المناسبة (ما تركب عليه)، فهو في الغرب وهي في الشرق، ولذا جاء استثماره لها في الفيديو المنتشر شاذاً غير مقنع وكيف يقنع والمناسبة للتسامح والتنافس الشريف وهو أبعد ما يكون عن ذلك، فهو القاتل والمغتصب لحقوق الفلسطينيين.
بصراحة المناسبة مفصلة على محمود عباس، وهي فرصته الذهبية التي كان في الإمكان أن يكسب منها ويسجل أغلى الأهداف في المرمى الإسرائيلي، فلو أنه خرج للعالم وهو في ملعب كرة قدم مليء بالجماهير وعليه البدلة الرياضية ومعه الفريق السياسي الفلسطيني فسيسجل بهذا الهدف الأول بإعطاء الجميع انطباعاً أنه وزملاءه في صحة جيدة، ولو ركض خلف الكرة باتجاه المرمى الإسرائيلي فسيسجل الهدف الثاني بالتأكيد أن لياقته عالية بدرجة علو قضيته، ولو أخذ الكرة بعد هذا ورفعها فبدت خريطة العالم المرسومة عليها قبل الاغتصاب، ليتضح أن لا دولة آنذاك إلا دولة فلسطين لسجل الهدف الثالث، ولو اتجهت الكاميرا بعد هذا للوحة الملعب الكبيرة لترينا أن فلسطين كانت مشتركة في كأس العالم العام 1934 وضمن المجموعة السادسة، لسجل أبو مازن بهذا الهدف الخامس في المرمى الإسرائيلي، وإذا أرتنا الكاميرا بعد ذلك في اللوحة الكبيرة الدول المشتركة في كأس العالم للدورة التالية العام 1938 فسنجد أن دولة فلسطين من ضمنها أيضاً ضمن المجموعة الثانية عشرة، وحينئذ سيكون أبو مازن بهذا قد سجل الهدف السادس، أما الهدفان السابع والثامن فسيسجلهما برأسه في الثمانيات حين يوضح أن المنتخب الفلسطيني المشترك في كأس العالم في الدورتين المذكورتين كان فيهما لاعبون يهود ينتمون لفلسطين آنذاك، ليؤكد تبعية اليهود لفلسطين وعدم عنصرية الفلسطينيين بعكس الصهاينة الآن.
بقي الهدفان التاسع والعاشر وسيسجلهما أبو مازن من منتصف الملعب حين يوضح للعالم أجمع كيف أن الفلسطينيين كانوا مجتمعاً حضارياً متسامحاً يتنافس بشرف مع غيره، ويرحب باليهود على أرضه، ويحسن الظن بهم، وبالانتداب البريطاني، وكان جزاء كل هذا ذلك الغدر الكبير الذي حول على مرأى من دول العالم التي تدعي الحضارة شعباً متحضراً ينافس على كأس العالم العام 1934م إلى مشردين يبحثون لهم عن مأوى في الخيام وعشش الصفيح في الصحارى العربية.
التعليقات
صح لسانك
جاسم -من غزه اشكرك وصح لسانك