زايد والعالم العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله محمد الشيبة
يشهد التاريخ بأن «حكيم العرب» المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وباني نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة، طيب الله ثراه، من أقوى القادة في التاريخ المعاصر وخاصة بالنظر إلى إسهاماته في محيط العالم العربي. فهو من قال عنه الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله: «نحن نشعر بأهمية الدور الذي يؤديه الشيخ زايد بن سلطان لخدمة الأمة العربية، وإبراز دور الإمارات في المجال العالمي.. حيث أصبحت لها الكلمة المسموعة لمساندة ودعم الأشقاء».
وقد كان لسموه دور مهم في تقوية الصف العربي من خلال العديد من المواقف التي تتضمن الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي والإنساني والإعلامي، ومن ذلك موقفه الصلب خلال حرب أكتوبر 1973، وجهوده الناجحة لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
فخلال الحرب التي خاضتها مصر وسوريا ضد الكيان الإسرائيلي أطلق الشيخ زايد رحمه الله، مقولته الخالدة: «سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك.. وليس المال أغلى من الدم وليس النفط أغلى من الدماء العربية التي اختلطت على أرض جبهة القتال في مصر وسوريا». وقد قام –طيب الله ثراه– بتقديم كافة أنواع الدعم خلال الحرب، إذ سجل له التاريخ أنه كان أول حاكم عربي يعلن تبرع بلاده بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني لصالح المجهود الحربي العربي. أضف إلى ذلك قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتزويد مصر بعدد كبير من المستشفيات الميدانية المتنقلة، التي أمر الشيخ زايد، رحمه الله، بشراء كل المتوفر منها في جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف واللوازم التموينية الأخرى بصورة عاجلة مع بدء الحرب. كما امتد دعم زايد لحرب أكتوبر للجانب الإعلامي، إذ وجه طيب الله ثراه أجهزة الإعلام المحلية بتوجيه كل طاقاتها الإعلامية لدعم الجهد الحربي أثناء المعارك. وكان تتويج دعم زايد، رحمه الله، لحرب أكتوبر بإرسال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، ليشارك ويتابع عن كثب سير المعارك التي يخوضها الجنود المصريون على الجبهة.
أما ما يتعلق بجهود الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في نقل التجربة الوحدوية للإمارات إلى المحيط العربي، فقد تكلل ذلك بنجاحه مع المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الراحل، في تحويل مجلس التعاون لدول الخليج العربية من فكرة إلى واقع، بداية من أول اجتماع ثنائي بينهما في أبوظبي عام 1976. وقد تكللت جهودهما، طيب الله ثراهما، بالتوقيع على صيغة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في القمة الأولى للمجلس التي انعقدت في أبوظبي يومي 25 و26 مايو 1981، بهدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين وصولاً إلى الوحدة الاندماجية.
ذلك هو «حكيم العرب»، القائد الفذ الذي سطر التاريخ اسمه، ليس فقط كأحد القادة العظام على المستوى العربي والإقليمي، بل على المستوى العالمي أيضاً، وقد قالت عنه الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة: «إننا لمعجبون بالقيادة الحكيمة والخبيرة التي تمارسونها كرئيس، والنجاح الاقتصادي الذي حققته بلادكم ماثل للعيان».
ذلك هو القائد العربي خالد الذكر، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي وضع الأمة العربية في قلبه وعلى رأس أولوياته، وقد صدق، طيب الله ثراه، عندما قال: «إن دولتنا جزء من الأمة العربية، يوحد بيننا الدين والتاريخ واللغة والآلام والآمال والمصير المشترك، ومن حق أمتكم عليكم أن تشاركوها آمالها وآلامها، فكل خير تنالونه لا تقصر قيادتكم في إسدائه إلى أبناء أمتكم، وكل شر تتعرض له هذه الأمة لابد أن نسهم في دفعه بأموالنا ودماء شبابنا وسلاح جنودنا».