الحريري يتلقف خطة موسكو لإعادة نازحين سوريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تلقف رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان والمكلف تأليف الحكومة الجديدة، سعد الحريري، الإعلان الروسي أول من أمس عن تقديم مقترحات مفصّلة لواشنطن في شأن تنظيم عودة اللاجئين إلى سورية، أول من أمس، فاجتمع مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان لهذه الغاية أمس إلى الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، واطلع منه على تفاصيل المقترحات المحددة التي أعلن عنها رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع الروسي الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، «حول تنظيم عودة النازحين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب».
وكان الحريري طلب من شعبان أول من أمس، فور سماعه بما أعلنه الجانب الروسي التواصل مع المسؤولين الروس، للوقوف على تفاصيل الاقتراحات التي قالوا إنهم بعثوا بها إلى المسؤولين الأميركيين، في ضوء اجتماع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب الإثنين الماضي في هلسنكي.
وأوضح بيان صدر عن المكتب الإعلامي للحريري أمس أن شعبان «نقل إلى بوغدانوف ترحيب الرئيس الحريري بأي جهد تقوم به موسكو، يؤدي إلى «وضع خطة مشتركة لعودة النازحين، وبخاصة عودة النازحين من لبنان والأردن، «وتشكيل مجموعة عمل مشتركة خاصة بذلك، وفقاً لما ورد في الإعلان الروسي».
وأكد شعبان لبوغدانوف ان الحريري «يعوّل على هذه الخطوة، التي من شأنها أن تؤسس لمعالجة ازمة النازحين في لبنان وتضع حداً لمعاناتهم الانسانية، وارتداداتها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على البلدان المضيفة وقي مقدمتها لبنان. ومن المقرر ان تستكمل في ضوء هذا الاجتماع، آليات التواصل عبر الجهات اللبنانية الرسمية، مع الطرف الروسي للتنسيق بشأن الخطوات المقبلة».
وكان الحريري أكد أكثر من مرة وفي جلسات لمجلس الوزراء ردا على وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وغيره من الوزراء الحلفاء لدمشق عند إلحاحهم على أن تتواصل الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية، رفضه جر لبنان إلى التطبيع مع النظام السوري لأن هذا موضوع خلافي بين الفرقاء اللبنانيين وأنه من الفرقاء الذين يعتقدون أن النظام السوري هو المسؤول عن مأساة النازحين، معتبراً أن القرار في سورية ليس في يد بشار الأسد وأنه بدلا من التحدث إليه في هذا الموضوع يجب بحث الأمر مع الجانب الروسي الذي يعود إليه القرار في سورية. وقالت مصادر وزارية إن الحريري دعا إلى إخراج ملف النازحين من التجاذب السياسي والمزايدات الداخلية، مؤكداً أن العمل الجدي لمعالجة الملف هو بطلب تدخل موسكو في هذا الشأن. وذكّرت مصادر الحريري ل»الحياة» بأنه أثار مع الرئيس بوتين ضرورة أن تلعب موسكو دورا رئيسا في إعادة النازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم، وأن بوتين وافقه الرأي بأن لا حل للأزمة السورية من دون هذه العودة . وأشارت إلى أن الحريري حدث بوتين عن الموضوع خلال زيارته إلى موسكو في 13 أيلول (سبتمبر) 2017 ثم خلال زيارته الأخيرة في 13 حزيران (يونيو) الماضي، كما طرح الأمر على السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين أكثر من مرة.
وقال مستشار الحريري لملف النازحين نديم المنلا لــوكالة «الأنباء المركزية» إن «ملف عودة النازحين وضع على السكة»، موضحاً أن «قبل قمة هلسنكي تواصل الحريري مع الرئيس بوتين، وقال له إن لا حل سياسياً في سوريا من دون عودة النازحين، وإن روسيا قادرة على لعب دور أساسي في هذا الخصوص، وجاء كلام بوتين في المؤتمر الصحافي ليؤكد ذلك».
وقال المنلا: «بعد القمة، يمكن القول إن الخطوات العملية الأولى لعودة النازحين انطلقت في شكل جدي بعيداً من المبادرات الاستعراضية لبعض الأحزاب»، مشيراً إلى أننا «في صدد تشكيل لجنة لبنانية- روسية للتنسيق بهذا الخصوص، على أن يكون الجهد مشتركاً لبنانياً- روسياً، وعلى غراره روسياً- أردنياً وروسياً- تركياً».
ولفت إلى أن «موسكو ستلعب دور الضامن السياسي والأمني لعودة النازحين، وعلى النظام السوري أن يقدم لها الضمانات بعدم التعرض للمعارضين منهم، أو مصادرة أملاكهم أو إلزامهم بالخدمة العسكرية، أما الشق اللوجستي فستتولاه الامم المتحدة»، لافتاً إلى أن «التواصل مع الحكومة السورية سينحصر بالشق الأمني المحدد لهذا الغرض، أي الدور الحالي الذي يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم».
وكشف أن «الخطوة الروسية بعلم وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، أما تفاصيلها فلا تزال قيد التحضير، على أن تشكل اللجان المشتركة انطلاقتها».
ورأى المنلا أن «مساعي الحريري بالتواصل مع روسيا أثمرت، وهو كثف جهوده لتأمين العودة الآمنة والجدية للنازحين بعيداً من الاستعراضات الإعلامية»، مشيراً إلى أن «طرح التواصل مع النظام بات وراءنا، والرئيس الحريري يرفض أن يتخطى إطاره الامني إلى آخر سياسي»، مضيفا: «روسيا من موقعها كدولة كبرى أخذت الملف على عاتقها واعتبرته جزءاً لا يتجزأ من الحل السياسي في سورية، وباشرت بالخطوات التنفيذية، وأصبحنا في مرحلة متقدمة، بعيداً من التجاذبات اللبنانية».
وكان الحريري ألقى في مدريد، ليل أول من أمس، كلمة في تخريج أكثر من ١٩٠٠ طالب في جامعة IE Business School، لإدارة الأعمال ينتمون إلى أكثر من 93 دولة، بينهم 60 لبنانياً. وتحدث عن «القفزة العملاقة، التي وفرتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذه هي الفرصة العظيمة التي يحظى بها جيلكم، فكل المعلومات متوفرة عند أطراف أصابعكم ...عبر الهاتف». وأضاف: «إذا كنّا على تواصل إلى هذا الحد، ولدينا هذا الكم من المعرفة، فلماذا نميل في شكل متزايد إلى الانعزالية، والحمائية، والهويات الوطنية، والإقليمية، والدينية، والطائفية، والعرقية، اي بكلمة واحدة: الهويات الصغيرة. برأيي أنه سيترتب على جيلكم أن يجد حلاً لهذا التناقض». ورد أسباب الهجرة إلى التغير المناخي والاحتباس الحراري والفرار من النزاعات، نتيجة تفاقم الهويات الصغيرة والبحث عن فرص عمل. وقال: «واحد بالمئة من سكان العالم هم لاجئون داخل أو خارج بلدانهم، أي شخص واحد من كل مئة فرد في كوكبنا. ونحن في بلدنا نعرف بالتأكيد، أموراً عديدة عن هذا الموضوع. فلبنان، الذي يبلغ عدد سكانه ٤ ملايين شخص، يستضيف مليون ونصف مليون لاجئ، فرّوا من بلدهم بسبب الحرب والقمع. وذلك أشبه، بأن تستضيف إسبانيا ١٥ مليون لاجئ على أراضيها».