خطر إسرائيل وخطر إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حازم صاغية
يعتصر العالمَ العربيّ، وخصوصاً المشرق، خطران: واحد تمثّله إسرائيل، لا سيّما في ظلّ نتانياهو وحلفائه، والثاني تمثّله إيران في ظلّ آيات الله.
هذان البلدان، بنظاميهما وأيديولوجيّتيهما، يجمع بينهما الميل الداخليّ إلى تعديل طبيعة الأشياء بشراً وأرضاً وعلاقات: نشأة إسرائيل ارتبطت بتهجير السكّان الأصليّين، الفلسطينيّين. الاستيطان، منذ 1967، بات التعبير الأوضح عن هذا الميل إلى مناهضة الطبيعة بسرقات تحميها القوّة والصلف. إيران، من جهتها، لا تتردّد في تغيير وقائع ديموغرافيّة وسكّانيّة حيث يحلّ نفوذها، أو نفوذ أتباعها. وهي لا تكتم العزم على ربط بلدان عربيّة بها، بعضُها مجاورٌ كالعراق وبعضها ناءٍ كغزّة واليمن، فضلاً عن سوريّة ولبنان. وهي بلدان سبق أن عبّر رسميّون في طهران عن الرغبة في إلحاقها إمبراطوريّاً.
بقسمة إجماليّة تبدو إسرائيل، من وجه، أخطر من إيران، وتبدو إيران، من وجهين، أخطر من إسرائيل.
فالقوّة العسكريّة والتقنيّة الإسرائيليّة، التي لا تملك طهران مثلها، تنمّ عن وحش ضامر قد يظهر إلى العلن في هيئته هذه. أنيابها النوويّة وكونها، في الوقت نفسه، سيليكون فالي الشرق الأوسط، يبعثان في جوارها قلقاً مبرّراً. روادع الديموقراطيّة البرلمانيّة لهذا الوحش تتراجع مع استمرار الاحتلال وصعود الزعامات القوميّة– الشعبويّة، فيها وفي العالم، خصوصاً مع العلاقات المميّزة بين نتانياهو ودونالد ترامب. لقد جاء نقل الولايات المتّحدة سفارتها إلى القدس تعبيراً عن المضمون الاحتلاليّ الذي تحمله تلك العلاقات المميّزة. بدورها، تأتي الموافقة على قانون «الدولة الأمّة اليهوديّة»، أو «قانون القوميّة»، لتشكّل تعزيزاً أيديولوجيّاً لهذا النزوع. صحيح أنّ القانون المذكور تنظير متأخّر لواقع سابق، في إسرائيل وفي عموم المنطقة، إلاّ أنّ فعاليّة الدولة العبريّة وحداثيّتها الوظيفيّة تمنحانه فعاليّة قابلة للاستخدام أكثر ممّا في أيّ بلد آخر. بالتالي، فحالة الحرب، التي فقدت جذوتها النضاليّة السابقة، قد تتحوّل طريقة حياة يوميّة تفرضها تلّ أبيب على جوارها، أو يجرّها إليها ذاك الجوار بخفّة معهودة فيه. «حماس»، وربّما «حزب الله»، على أتمّ الاستعداد.
إيران، من جهة أخرى، عشرة أضعاف الدولة العبريّة سكّاناً. هذا يعني أنّ الطاقة البشريّة الإسرائيليّة لا تستطيع أكثر من الاستيطان في الأراضي الفلسطينيّة. مثيلتها الإيرانيّة قادرة على الانتشار في بقعة جغرافيّة أكبر كثيراً. افتراض كهذا ليس تضخيماً للواقع ولا تلفيقاً له، ما دام صراع الهويّات احترافاً مشرقيّاً مشهوداً له. شيء من ذلك يحصل في سوريّة اليوم، ووراءنا تاريخ من التحويل السكّانيّ الذي كان أكراد المنطقة وأرمنها وفلسطينيّوها أبرز ضحاياه.
إيران، كذلك، ترتبط مذهبيّاً بكتل سكانيّة كبرى في العالم العربيّ، وهذا ما لا يصحّ في إسرائيل بعد هجرة اليهود العرب وتهجيرهم. لقد آلت ظروف المنطقة في تاريخنا الحديث إلى تحويل الغنى، الذي ينطوي عليه التعدّد، مصدراً للتنازع والإحتراب. أمّا التجارب فدلّت على أنّ في وسع إيران توظيف الظلم والتهميش اللذين نزلا بالشيعة العرب كأساسٍ تُبنى عليه مشاريع نفوذ وتوسّع. لهذا فالأثر التفتيتيّ على مجتمعاتنا أكبر في حالة الاحتكاك بإيران الخمينيّة ممّا في حالة الاحتكاك بإسرائيل. لبنان، مثلاً، عرف التجربتين: في ظلّ الإسرائيليّين، عاش تنازعنا الأهليّ على هامش التضامن. في ظلّ الإيرانيّين، لم يبق إلاّ التنازع المعلن مرّةً، الضامر مرّات.
المسألة مسؤوليّتنا أصلاً، لا مسؤوليّة إيران أو إسرائيل كما يقول الوعي التآمريّ. لكنّ أسوأ الأسوأ أن تصل بنا اللامسؤوليّة إلى التعويل على واحدتهما في مواجهة الأخرى.
التعليقات
الرايه
عبدالله العثامنه -أعتقد ان خطر ايران أشد على الامه العربيه من خطر اسرائيل ، نعم خطر اسرائيل كان أشد قبل عام 1979 لكن الأمور تغيرت وتم تسليم الرايه لايران لستكمل مهمة تمزيق وشرذمة الأمه بعدما حملتها اسرائيل وتعبت حين تسلّمتها من أوروبا (مهمه مقدسه يقوم أحدهما بتسليم الرايه للأخر القادر).... لو حسبت اعداد القتلى العرب الذين قضوا على يد ايران لوجدت أنها أكثر بعشرة أضعاف الذين قتلتهم اسرائيل !! أضع علامة التعجب ولا أتعجب !! هذا وحده يكفي لترجيح فداحة أحد الخطرين دون الأخر، دون السرد بالتفاصيل والأحداث...ايران تمتلك جيوش لتقاتل بالنيابة عنها في عالمنا العربي واسرائيل لا تمتلك الا بعض الحكام العرب الجواسيس ودعم غربي امريكي لا متناهي حتى هذا الدعم الغربي الأمريكي تمتلكه ايران وتعتاش عليه ولولاه لسقطت مبكراً... جيوش ايران عرب محسوبون على الاسلام وجيوش اسرائيل ثله من الجواسيس لا هم عرب ولا هم مسلمون الا في الهويه ... اسرائيل تحقد علينا دينياً وايران تحقد علينا دينياً وقومياً... الغرب يعرف أن اسرائيل زائله قريباً ويعرف أن ايران جاره لا تزول....المسيحيون العرب من ضمن أجندة ايران في التهجير والشرذمه وهم ليسوا كذلك في أجندة اسرائيل ... هل سمعت أن اسرائيلياً اغتصب فتاة عربيه ؟؟ الايرانيون وأذنابهم فعلوا ويفعلون ذلك كل يوم... أتسائل بعد زوال اسرائيل وايران الى من سيصار تسليم الرايه .