جريدة الجرائد

تركيا.. ومعارك الأحزاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&محمد زاهد غول&&

&

ليس النجاح الديمقراطي أن يؤسس شخص ما حزباً سياسياً، وأن يخوض به الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ويفوز فيها فقط، وإنما أن يجعل من أهدافه رفع مستوى الحياة السياسية التشاركية في الوطن كله، وأن يتعاون مع كل الأحزاب في البلاد.

إن الحياة السياسية الحديثة ينبغي أن تكون بكل المقاييس والمعايير ديمقراطية في الدول المعاصرة، لا أن تكون محصورة على نشاط حزب واحد أوحد، وإن من أسباب تراجعها أن يستأثر حزب بها حتى وإن كان ديمقراطياً، لأن استمرار احتكاره للسلطة والممارسة السياسية لأكثر من دورتين انتخابيتين يؤدي إلى نوع من الركود السياسي، وقد يعبر عن فقر وعقم في ظهور وبروز سياسيين أقوياء تمكنهم قيادة البلاد وريادة الهرم السياسي.

ولا خلاف في أن تركيا في العقدين الأخيرين قد مرت بالمرحلتين المذكورتين، فقد شهدت في العقد الأول من هذا القرن نجاحاً سياسياً واقتصادياً وانفتاحاً دولياً كبيراً، ولكنها أخذت في السنوات الأخيرة تُكرر صورة نمطية واحدة من الطبق السياسي ذاته والوجوه ذاتها معاً، ومع ظهور رغبة شعبية في المطالبة بالتجديد، كان لزاماً أن تظهر رغبة موازية لرؤية جيل جديد من السياسيين يتصدرون المشهد من خارج محيط الحزب الحاكم، ولكن العدالة والتنمية ينظر إلى ذلك بكراهية وريبة ورفض، سواء أكان السياسيون الجدد من داخل الحزب أو من خارجه.

إن تعليق رئيس الحزب الحاكم على تأسيس أحزاب جديدة بقوله: &"إن هذه الأحزاب مصيرها الزوال كالأحزاب الأخرى التي ظهرت سابقاً&"، يحمل في طياته وبين جنباته قراءة سلبية جداً لمستقبل الحياة السياسية في تركيا، لأن القيادات التي يهمزها بقوله هم رفاق الرئيس رجب طيب أردوغان السابقون.

إن هؤلاء القادة ومواقفهم السياسية معروفة للشعب التركي، وبالتأكيد فإنهم قد تحاوروا مع أردوغان حولها، قبل أن يعرضوها علانية على الشعب، وإن الخطورة الكبرى هي أن يتم دفع شباب الأحزاب الموجودة والجديدة إلى عداء لا مبرر له، لأن من حق كل مواطن تركي أن يُقدِم على تأسيس حزب جديد أو الانتماء إليه، أو الانتقال من حزب إلى آخر، فالعمل الحزبي عمل سياسي وليس عملاً أيديولوجياً ولا قومياً، بل يقوم في جوهره على تقديم الأفضل للوطن، وهذا لن يتحقق إلا بتساوي وتكافؤ الفرص السياسية القانونية، والسماح لمن وصل إلى كرسي السلطة بأن ينفذ مشاريعه بكل حرية دون عرقلة جهوده.

وفي النهاية فإن القرار السيد للشعب التركي وحده، ومن خلال صناديق الاقتراع الديمقراطية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سبحان الله
Inkido -

كيف كان زاهد غول ولسنوات يخرج علينا ليطبل ويزمر لأردوغان. الآن عرفت سبب غيابه في الفترة الأخيرة عن الظهور للتطبيل لأردوغان وبنبرة قومي-اسلاموي -تركي... انه غير المعسكر واصبح ينتقد اردوغان... . لكن اعتقد انه ذكي في استقرائه الواقع ومستقبل أردوغان وبأن زمانه وفانوسه بدأ يخفت ضوئه واشعاعه اللذي كان زاهد غول من المطبلين اللذين ينفخون بذلك الفانوس. طبعاً أردوغان الى زوال... ليس لأن عبدالله غول وأحمد داوود اوغلو بأفضل منه انما لأن الاسلام الساسي برمته لا يصلح ولا يتماشى مع زمننا وعصر الاتمتة والمولتي ميديا وحقوق الإنسان وغيرها من الأفكار الإنسانية الخالصة وليس الحقد والتعالي والكذب على الغلابة باسم الدين وهم بجنون المليارات وينامون بالقصور بألف غرفة...