جريدة الجرائد

 مباحث لمكافحة الإشاعات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&عبدالله بن بخيت

&تردد قبل عدة أيام أن الأحوال المدنية أصدرت بطاقة أحوال جديدة تتضمن عدة مزايا جديدة وتبين بعد ذلك أن هذا الخبر صدر قبل عام تقريباً، من أعاد هذا الخبر مرة أخرى وما الذي يرمي إليه؟ حاولت جهدي أن أتبين سبب تدويره خبراً عادياً، بعيداً عن العبث في تدوير خبر لا يتضمن شيئاً خطيراً أو تشويشاً حسبما أرى لا بد من البحث الدقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الموضوع، لا أريد أن أستخدم نظرية المؤامرة في التحليل، الذي يهمني أن الإشاعة هي واحدة من أقوى الأسلحة في الحرب وفي السلام، لا يجهل هذا أحد، ولا يفهم أهداف الإشاعة سوى الخبراء، جهلي بمغزى هذا الخبر لا يعني أنه بلا مغزى، قد يكون جزءاً من حملة أكبر وأوسع والله أعلم.

من يظن أن عهد الإعلام التقليدي المقنن قد ولى عليه أن يعرف أن الإعلام المتناغم مع أجهزة الدولة هو موضع ثقتها ومصدر الحقيقة المتعلقة بأي بلد، من الحكمة عند انتشار خبر من مصدر غريب يهرع الناس إلى الإعلام التقليدي للتحقق من الأمر. إذا اعتاد الناس على هذا السلوك المعرفي سوف تضعف قيمة الإشاعة.

من عادتي عندما أسمع أي خبر يخص المملكة أو ينسب للمملكة أتجه أولاً وقبل كل شيء إلى وكالة الأنباء السعودية، فهي المسؤولة عن نقل الأخبار الرسمية وإذا لم أجد أثراً لهذا الخبر في الوكالة أفتح على الفور جريدتي الرياض ثم أبحث عنه في الصحف السعودية الأخرى، إحساسي بالمسؤولية ككاتب يملي علي أن أكون في غاية الحرص والدقة لكن المشكلة عند الإنسان العادي.

معظم معلوماتنا كبشر عاديين مبنية على حقائق وإشاعات وتخريصات واستنتاجات، هكذا نبني قواعد بياناتنا ومعارفنا بأدنى درجة من التمحيص والتدقيق، التوازن بين هذا الحشد من المعارف المتضاربة هو الذي يحدد طبيعة الشخص وميوله وانتماءاته، لا يمكن أن يتخلص المرء من الأكاذيب التي حشيت في رأسه بسهولة، قوة بعض الأكاذيب أنها تتفق مع ميول الشخص وتعزز رغباته التي يتمناها، عندما يأتي من يقول إن وكالة ناسا أخفت أن هناك أشعة تصدر من السماء في ليلة القمر، هذه الكذبة تمر على الإنسان البسيط لأنها تتناغم مع ما يؤمن به، خبر كهذا في ظاهرة لا علاقة له بالسياسة أو الأيديولوجيا ولكنه يعزز التفكير الأسطوري عندئذ يمكن أن يستفاد منه في السياسة، فمن صدق مثل هذا الخبر عليه أيضاً أن يصدق أن القرضاوي حلم بأن ملاكاً زاره وقال له إن&مرسي هو رئيس مصر المنتظر، الإشاعة ليست فقط خبراً كاذباً، بل أداة لتكوين رأي عام أو نمط تفكير.

لكي نفهم الإشاعة علينا أن نضعها في سياقها الأوسع والأكبر، مع توفر وسائل مفتوحة لتمرير الأخبار أظن أن الظروف أصبحت ملائمة لنشوء حرب إشاعات واسعة النطاق.

فكما أننا نملك مباحث عامة ومباحث إدارية وجهازاً لمكافحة المخدرات حان&الوقت أن ينشأ جهاز خاص بمكافحة الإشاعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف