جريدة الجرائد

النتيجة صفر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله بن بخيت

&

&كل أمة عبر التاريخ تمر عليها فترات تحول أو ارتباك أو مآسٍ أو حروب أو قفزات كبيرة تترك آثارها على حياة الأجيال الجديدة. فالحرب مثلاً لا تكون كلها شراً إذا أحسن الشعب توظيف آثارها لبناء مستقبل يعد بالسلام. ثمة مآسٍ كبرى دفعت الشعوب المتضررة منها لإعادة النظر بواقعية وجدية،&يكفي أن ننظر على تجارب قريبة من تاريخنا لكي نتعلم الدرس.

اندلعت في التسعينات واحدة من أقذر الحروب الأهلية واكثرها وحشية، التحم عرق الهوتو مع شقيقه التوتسي في حرب لا تبقي ولا تذر، راح ضحيتها أكثر من ثمانمائة ألف ويرى البعض أن الرقم تخطى المليون، كان الذبح على الهوية وبالسواطير، يقتل الإنسان زوجته إذا كانت من القبيلة الأخرى أو أن يأتي من يقتله، يصعب وصف الاغتصاب وخنق الأطفال والسحل، بلغ الحقد بين الطرفين حداً لا يمكن أن تبلغه المخيلة.. اليوم وبعد خمس وعشرين سنة تعد رواندا واحدة من أكثر الدول الإفريقية ازدهاراً. تعلم الروانديون أن الحرب والكراهية لا ينتصر فيها أحد، لا تجلب سوى المزيد من المآسي فجعلوا من بلادهم رمزاً للأمن والسلام والتعايش والازدهار الاقتصادي في ربع قرن فقط.

في السبعينات الميلادية من القرن الماضي اندلعت الثورة الثقافية في الصين، لم تكن كما يوحي اسمها، ازدهار الكتاب والفنون والآداب والتكنولوجيا، كانت عكس ذلك بالتمام والكمال.

أطلق الزعيم الصيني الشهير ماو تسي تونغ يد صغار السن لتخريب تراث الصين العظيم، باسم الثورة الثقافية (الصحوة) (تم حرق&المكتبات&ونهبت&المعابد&والمتاحف&التي كانت تحتوى على أعمال لا تقدر بثمن وأصبح أي شخص تعلم في الغرب أو عاش جزءاً من حياته في الغرب "هدفاً للنضال) ولكن بعد موت ماو تسي تونغ تحولت هذه الثورة القذرة إلى قوة دافعة للحكام الجدد الذين فتحوا&بلادهم لعدوهم اللدود الرأسمالية، ما نراه اليوم من قوة اقتصادية وعسكرية في الصين هو ثمرة الدرس الرهيب الذي تلقاه الشعب الصيني في أثناء الثورة الثقافية.

وفي العقد الثاني من القرن العشرين اندلعت الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا، الشيوعية تعني اقتلاع الماضي والاتجاه للمستقبل دون التفات، ولكن اليوتوبيا الواعدة تكشفت عن سراب فسقطت مع مطلع التسعينات. بيد أن الشيوعيين لم يذهبوا دون أن يتركوا آثارهم الإيجابية، ركز الحزب الشيوعي على الصناعات العسكرية حتى أصبحت روسيا ثان قوة عسكرية في العالم على كل المستويات.

اجتاحت العالم العربي عدة حركات شاملة: الحركة الاشتراكية، الوحدة العربية وأخيراً حركة الصحوة الإسلامية، السؤال: ما الذي تركته هذه الحركات من تقدم أو تفوق أو حريات؟ لا شيء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الامثله التي طرحها الكاتب - تدل ....
عدنان احسان - امريكا -

الثوره الثقافيه في الصين - ١٩٦٦- والثوره البلشفيه - ١٩١٧ - ،، وهذه ليست مشكله - ولكن ابحث عن سبب مذابح روانده ، ومن هم وراءها ، وبقت عليكم ان تخوضوا الحرب الخليجيه الثالثـــــه - لتخرجوا من المازق اليوم ... حسب نصيحتك

السبب معروف للجميع
فول على طول -

كل الثورات استفادت من أخطائها ومن تجارب السابقين لها ومن تجارب الدول الأخرى ..وكل الثورات تتطلع الى الأمام وليس الى الخلف وتنسي وتتناسى الماضى وتنبذ الخلافات والعنصرية الا الذين أمنوا . تصالح الغرب مع نفسة بعد حربين عالميتين وحتى التصالح امتد الى اليابان والمانيا وايطاليا الخ الخ وبدأوا عصرا جديدا ..عصر الحقوق المتساوية للجميع ..عصر العلم والتكنولوجيا ..عصر التكامل العلمى والاقتصادى والتنافس وليس التطاحن ...الذين أمنوا يتطلعون الى الخلف - عصر السلف الصالح - ويشعلون المزيد من العنصرية ومن الخلافات والقتل والدماء ...يحيون التراث القديم بما فية من مخازى وتعاليم عفا عليها الزمن ..تعاليم تخاصم العقل والانسانية ..تعاليم تثير الحروب والتهجير والدماء والسلب ..هذا باختصار . السبب واضح ومعروف ولكن يتطلب الصدق والشجاعة والاعتراف