جريدة الجرائد

الغزو التركي.. جزء من تسويات سوريا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

& فاتح عبدالسلام&&

&&

التظاهرات الكبيرة للأكراد تجتاح المدن الاوروبية تنديداً بالتدخل العسكري التركي في سوريا، وانقرة، كما قال وزير الدفاع الأمريكي، لا تبدي أي مؤشر على إنها ستتراجع وتوقف العملية، وحسم هذا الاعتقاد ما قاله الرئيس التركي أردوغان ــ صباح السبت الماضي ـ في خطاب متلفز: &"بعدما أطلقنا عمليتنا، واجهنا تهديدات على غرار عقوبات اقتصادية وحظر على بيع الأسلحة.. مَن يعتقدون أنّ بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيراً&" وفي خلفيات الصورة، فإنّ هذا الهجوم ليس مفاجئاً للدول المعنية بالملف السوري، وهي روسيا وإيران، فضلاً حكومة دمشق ذاتها، إذ قامت تركيا بالطلب من تلك الدول والولايات المتحدة الامريكية بدعم مطلبها في اقامة المنطقة الآمنة في الشمال السوري المحاذي لحدودها، من أجل تحقيق هدفين، الأول: ازاحة الوجود المتغلغل لحزب العمال الكردستاني المحظور من المناطق المتاخمة لتركيا، ومنعه من العيش في اطار تشكيل أولي لدولة شبه مستقلة هي الإدارة الكردية على امتداد محافظات ومدن سورية، في مقدمتها الحسكة وقامشلي والرقة، لاسيما بعد أن أسّس حزب العمال الكردستاني موطأ قدم في العمق العراقي عبر مواضعه المحكمة في جبل سنجار العراقي المحاذي لسوريا، في أعقاب اشتراك قوات الحزب وبدعم غير مباشر من الحكومة العراقية في مقاتلة تنظيم داعش، واخراجه من قضاء سنجار والقرى المحيطة، وذلك إثر النكبة التي تسبب بها التنظيم المتطرف ضد الايزيديين سكان سنجار الأصليين.

أمّا الهدف الثاني، فهو إعادة جزء كبير من اللاجئين السوريين ( مليون من 3.6مليون) الذين يعيشون في تركيا اليوم، إلى بلدات المنطقة الآمنة في الداخل السوري، بما يكفل عدم الهيمنة السكانية ومن ثم السياسية الكردية في الشريط الحدودي، وبعمق ما بين اثنين وثلاثين وخمسة وثلاثين كيلو متراً، ويرجح ان يكون اللاجئون السوريون العائدون إلى المنطقة السورية الآمنة مشمولين بقرار أنقرة في منحهم الجنسية التركية، لمن توافرت الشروط لديه على شرط العودة الى سوريا.

هاجس القلق من التغيير الديمغرافي في ذلك الجزء السوري بات مشتركاً لأكثر من جهة، وعبر عنه بوضوح الزعيم الكردي مسعود بارزاني، الذي يتخذ موقفاً عقلانياً ومحايداً ومندمجاً بالموقف الرسمي للحكومة الاتحادية في بغداد.. ومهما يكن، فإن التدخل التركي يعد جزءاً من صفقة التسويات التي تمت فيها تصفية التنظيمات المقاتلة في سوريا، لاسيما بعد المعركة الأخيرة في إدلب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يقول المثل
كندي -

لقد أهملوا الحمار يهتمون بالبردعه !! نسوا النظام الطائفي المجرم ونسوا الكيماوي ونسوا 400 الف قتيل ومئات الالف المعوقين ، نسوا صور قيصر الموثقه لجرائم نظام الاسد التي لا مثيل لها في التاريخ ، نسوا كل ذلك وأصبح جل همهم دعم المجرمين الحقيقيين وإطالة مدة بقائهم على صدر الشعب السوري ، المنطقه الامنه هي بداية رحيل النظام فهل من مدّكر ؟؟؟