جريدة الجرائد

عقوبات ترمب تأخرت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&بكر عويضة

&هل تنجح عقوبات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ضد حكومة نظيره التركي رجب إردوغان، وفق ما أعلنت أول من أمس، في إصلاح ما أفسده قرار سيد البيت الأبيض بشأن سحب القوات الأميركية من منطقة الحدود التركية - السورية؟ إمكانية التفاؤل لن تلغي الاحتمال الأرجح، وهو الفشل. لماذا؟ لستُ صاحب خبرة في التحليل السياسي، ذلك ميدان له فرسان مشهود لهم ومعروفون. لِم التشاؤم، إذنْ؟ تخميناً فحسب، وليس يقيناً، يبدو أن الوقت تأخر، قليلاً أم كثيراً؟ ليس مهماً، المهم أن فأس قرار الانسحاب الأميركي وقع في الرأس الكردي، ومن ثم، فإن تضميد الجرح بعقاب اقتصادي يطال بضعة وزراء، لن يوقف تدفق النزيف، ثم إن اتفاق أرباب &"قوات سوريا الديمقراطية&" مع أهل الحكم في دمشق، فتح الأبواب على مصاريعها أمام قطاعات من جيش الرئيس السوري بشار الأسد كي تملأ ما خلّف الأميركي وراءه من أشلاء القرار الخاطئ. ولِمَ لا تفعل؟ ألم يقل أبو الطيب المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس منذ زمانه، حتى أيام العرب هذه، وربما الآتي بعدها إن &"مصائب قوم عند قوم فوائد&"؟ بلى.
بيد أن مأساة أكراد شمال سوريا هي فرع من أصل. المنطق يوجب القول إنه لولا الحروب التي شُنت على السوريين لما كان الحال، أصلاً، وصل إلى ما انتهى إليه على الحدود التركية - السورية. تلك الحروب ما كان لها، من مبرر، أيضاً، لو أن حكم بشار الأسد اختار العقل في التعامل، من الأساس، مع حراك المواطنين السلمي، بدل اللجوء لسفك الدماء. قوى الإرهاب، التي فُتحت لها أبواب سوريا بدعم من جهات عدة، منها بالطبع حكم الرئيس التركي إردوغان، أرادت تمزيق الجسد السوري أشلاء، وقصدت إعادة توزيع تركيبة السكان السورية جغرافياً، فكان تشتيت شمل ملايين الناس، داخل سوريا وخارجها. الواقع يقول أيضاً إن هناك بين زعامات الأكراد في الشمال السوري من تسرّع في تصوّر إمكانية انتزاع حصة من تقسيم البلد، ومن ثم خُيل لهم أن الحليف الأميركي لن يتخلى عنهم، بل لعلهم رجحوا احتمال أن ينجحوا في استنساخ حالة كردستان العراق في سوريا. هيهات. تاريخ المأساة الكردية ذاتها يقول إن ما من حليف أمِن له الأكراد، لم يتخل عنهم، عندما اقتضت المصلحة ذلك. إنما، إلى أين سوف ينتهي زحف الجيش التركي بكل هذا الزخم، لمواجهة ما يسميه إردوغان &"خطر&" تغلغل &"قوات سوريا الديمقراطية&" داخل تركيا ذاتها؟ الأرجح ألا تتضح إجابة حاسمة عن السؤال قريباً. لكن، يجب أن يظل تصرف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إزاء الحليف الكردي، ماثلاً في الأذهان، وليس صحيحاً الاكتفاء بأن يوصف أنه موقف مُحيِّر.

يبقى التأمل، والتدبّر أيضاً، في كيف أن أقدار شعوب بعض مناطق كوكب الأرض اختارت لها حمل أسفار الآلام. جيل يوّرث المأساة لجيل يليه، ما أن يترجل سِفر أحزان، بعدما أنقض الظهور المنهكة، فتنبض القلوب بإحساس الأمل باقتراب الأمان، حتى يحل سِفر آلام آخر يطرق الأبواب بلا استئذان. الأكراد بين هؤلاء المنكوبين، مثلهم مثل أغلب الفلسطينيين في مخيمات المنافي، الصابرين فيها منذ نكبتهم الأولى، وليس المُرفهين منهم حيثما أتيحت لهم سبل الرفاه، سواء بزعم الدفاع عن القضية، وتلك أم المصائب الفلسطينية، أو بالجهد الذاتي في مجالات الأعمال، وذلك أمر مشروع. ومن الأقليات التي عانت مر الآلام الأرمن كذلك، كما تُماثل هؤلاء وأولئك أقليات تنتمي لثقافات وطوائف عدة تنتشر في جهات الدنيا الأربع. تتغوّل قوى الشر على البشر الآمنين، بلا وازع من ضمير يوقف زئير دبابات، أو أزيز طائرات تقصف المدنيين بحمم نار تنهال من كل صوب. في الأفضل بين سيئ حالات التعامل مع الأقليات، تنحصر المعاناة في معسكرات اعتقال تُسمى &"مراكز إعادة تأهيل&"، كما هو حاصل مع معظم أهل الإيغور المسلمين بإقليم شينجيانغ بالصين. ختاماً، الواقع يثبت أن القدر لم يزل ينبئ الناس، بساطع البلاغ، الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون، والتي تقول خلاصتها إن البغض إذ يستوطن القلوب، فإنه يزرع جذور حقد ربما يستحيل أن تُنزع من الصدور.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العالم غابة
ابو تارا -

مع كل الاسى والاسف العالم تحول الى غابة القوى فيه يأكل الضعيف المجازر والمذابح في كل مكان والعالم وما يسمى بالحر ساكت ومتفرج ومنافق ومتواطىء تحية للكاتب

لماذا تلومون ترمب أو الغرب ؟
فول على طول -

المنطقة بالكامل موبوءة ومخضبة بالدماء ولا أمل فى شفائها ..منذ القدم ينادى الغرب بالديمقراطية والمساواة ولا يجد أى صدى للمناداة بل تتهمونة بالتدخل فى الشئون الداخلية ..انتهى - مشكلة الأكراد أنة لا أحد يريدهم من الدول المعنية - سوريا وايران والعراق وتركيا - لأسباب معروفة ولا داعى للانكار ..انتهى . لماذا لا تدافع الدول العربية أو الاسلامية عن سوريا اذا كان هناك بالبفعل شئ اسمة الأمة العربية ؟ وأين بقية المسلمون من : المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص ..أليست سوريا دولة عربية واسلامية حسب تصنيفاتكم أم هناك أقوال أخرى وأن الأسد غير مرغوب فية لأنة نصيرى مجوسى ؟ وأن الخليفة أردوجان هو الخليفة المنتظر ؟ انتهى - ونعود للسؤال : لماذا أمريكا تحارب عن الأكراد أو عن السوريين أو عن البلاد الاسلامية أصلا ؟ ولماذا امريكا تحارب خارج أراضيها وسيدنا ترمب أعلن أنة لن يحارب خارج امريكا ...وامريكا أولا ؟ انتهى - ولماذا امريكا تحارب داعش وخاصة أن داعش فى حضن بلاد المؤمنين ؟ اذا كانت داعش لا تمثل الاسلام كما يدعى الذين أمنوا عليهم بالقضاء على داعش ..واذا كانت داعش هى الاسلام عليهم القبول بحكم الدواعش وكفى هروب وكذب . العالم أيقن تماما أن البلاد العربية والاسلامية ميئوس منها ودعهم يقتلون بعضهم البعض فهذا أفضل للعالم كلة وللمسلمين أيضا . ربما بعد القتال والدمار يتعلم الذين أمنوا شئ اسمة التصالح مع النفس ومع الغير والعمل على البناء وليس الهدم كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم ومن يدرى ؟

لماذا أنت تمدح ترامب الكاثوليكي يا راسبوتين الحقد والكراهية؟
بسام عبد الله -

أنت الوحيد الموبوء والمأبون فكرياُ يا مردخاي فول الصهيوني لأنك عنصري وحاقد، أنت تكره جميع البشر بما فيهم ترامب لأن بابا دينه يكفر بابا دينك، ولكنك تمتدحه من باب نكاية بالطهارة تتغوط بلباسك. وتعتقد أن من حق أتباع شنودة ويهودا الإسخريوطي التعبير عن رأيهم فقط ولكن بمفهوم ديمقراطية باباواتهم وقساوستهم ورهبانهم. الذين يؤلهون البشر ويعبدون الحجر. والذين يتمسكون بخرافات دينهم الذي إبتدعه لهم يهودا الإسخريوطي ويعارض الدولة ومحاكمها ويهدد بجعلها مذابح ومجازر من أسوان إلى الإسكندرية؟ عليك بتوجيه وعظك لباباك تواضروس ولقساوستك ورهبانك الذين يدعون أنهم وكلاء الله على الأرض، لا أحد في الإسلام وكيل الله على الأرض ومن يدعي ذلك فهو منافق، لأنه لا رهبانية بالإسلام ، وأمرهم شورى بينهم. وكلنا يذكر كلام البابا شنودة واعتكافه واعتصامه وتحريضه شباب الكنيسة على التظاهر ضد الدولة المصرية، على خلفية الواقعة التى مازالت تترك آثرها فى نفوس المسلمين والأقباط وهى واقعة إسلام زوجتي كاهنين قبطيين هما: "وفاء قسطنطين وماري عبد الله"، وقامت بتسليم "المسلمتين" إلى البابا شنودة ليسجنهما في أديرة مجهولة ويمحو آثارهما تماما. والذي أعلن رفضه التام لتنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا، وأنه "لا يأخذ أوامر من جهات مدنية"، لأنه يؤمن بتعاليم الدين فقط، وقال نحن لا نستطيع أن نخالف أحكام ديننا ولم يكتف بهذا بل ضرب بالأحكام القضائية عرض الحائط، وهدد أي قس مصري بالشلح (العزل) لو قبل قرارات المحكمة وتحدى أجهزة الدولة بسلطته الكهنوتية التي تتعالى على أحكام القضاء، وكذلك حديث الأنبا بيشوي حول تعديل المادة الثانية من الدستور وعلق بأنه ينتظر نتيجة لقاءاته مع المسئولين بشأن الضمانات التي طلب إدخالها على تعديل المادة الثانية من الدستور وأنه في حال عدم تلبيتها ردد عبارة : ( حخليها دم للركب من الإسكندرية إلى أسوان). وأن تطبيق القانون على الكنيسة والطائفة يعني الشهادة أي الدم والقتل. يا مردخاي يا عجوز مش تستحي على شيبتك بقى!. انتو شوهتوا الديانات كلها وخيبتكم ما وردتش على حد، وما فيش خلاص ولا شفاء كما قال لكم بولص، كان المطران جورج خضر مش باقي غير يكشف راسه ويدعي عليكم.