جريدة الجرائد

هل يمكن تغيير النظام في العراق؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد&

صحيح أن الثورات هزت المنطقة لكن لم تعتلِ السلطة في أي منها أنظمةٌ جديدة. خرج رؤساء وسقطت حكومات والأنظمة ظلت قوية في مصر وتونس والسودان. وفي ليبيا واليمن انهارت مؤسسات الدولة بشكل كامل، مع هذا لا يزال البلدان، إلى اليوم، بلا نظام بديل ودولة فعالة.

وكما رأى العالم في العراق، فإن الاحتجاجات مثيرة للدهشة، لأنها غير متوقعة بهذا الزخم والاستمرارية وفي معظم المدن، وبأعداد هائلة من الناس. ورغم قطع الهاتف، و&"الواي فاي&"، والحملة الإعلامية المضادة، والقتل العمد، فإنها لم تتراجع. ومن المستبعد رغم إصرار المحتجين أن يُسقطوا النظام. الجموع المحتجة قادرة على دفع الحكومة إلى الاستقالة وتغيير بعض القرارات.
الاحتجاجات حتى لو فشلت في إسقاط النظام العراقي فإنها أسقطت قدسية القيادات الدينية، وهيبة مؤسسات الدولة، وأذلت رموز إيران، ووحدت المطالبُ... المناطقَ.
يملأ المحتجون الميادين والطرقات، فتقطع الحكومة الجسور حتى تمنعهم من التقدم والوصول إلى المؤسسات الرسمية، فيتجهون إلى مصافي البترول ويحتلون ميناء البلاد الوحيد &"أم قصر&". يريدون الوصول إلى مرافق الدولة الحساسة ولكن لن يُسمح لهم بذلك. ففي يد

السلطة ما يكفي من السلاح للمحافظة على وجودها مهما كلّف ذلك، والنظام الإيراني متربص بهم، وهو موجود بقياداته وميليشياته منذ بداية الانتفاضة الشعبية يشارك في القمع والقتل وتوجيه الأجهزة الأمنية العراقية. لهذا ذهب المتظاهرون إلى القنصلية الإيرانية وحاولوا إحراقها لأنهم يعتقدون أن الذين شاركوا في إطلاق النار عليهم من النظام الإيراني.
حتى باستهداف المحتجين المَرافق النفطية وميناء &"أم قصر&" أستبعد أنهم يحملون فكرة إسقاط الدولة كمنظومة حكم كاملة، لخطورتها، عدا عن شبه استحالتها. وفي حال تجاهلت الحكومة مطالب المحتجين وتوسعت عمليات القتل، قد تتغير الاحتجاجات إلى المطالبة بإسقاط النظام الذي ليس مطروحاً اليوم.

الحكومة تبدو في نظر المحتجين عاجزة، وهي فعلاً عاجزة، لا تسيطر على الأجهزة الأمنية التي في الميدان، ولا على الميليشيات المسلحة التي تتلقى مرتباتها من الحكومة العراقية وتأتمر بأمر إيران. وكما قال رئيس الوزراء فإن استقالة الحكومة هي أسهل شيء يمكنها أن تقدمه لأنه ليس لديها شيء آخر يمكنها أن ترضيهم به. إسقاط الحكومة سهل والبديل ليس بالأفضل، سيمنح البرلمان المزيد من السلطة، والبرلمان أكثر سوءاً من الحكومة لأن الميليشيات والفساد أيضاً ممثلة في صفوفه. ماذا عن اللجوء إلى أجهزة الرقابة، مثل هيئة النزاهة والمجلس الأعلى لمكافحة الفساد؟ هذه أيضاً وُلدت من رحم نفس المؤسسات محل الاعتراض. وقد اتهمت هيئة النزاهة مدير الفرع الرئيسي لمصرف الرشيد سابقاً باختفاء ثلاثة عشر مليار دينار عراقي، لم يعلن ماذا فعل بها. كما ترافق مع بداية الاحتجاجات الإعلان عن طرد ألف موظف حكومي من قبل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد قائلاً إنهم متورطون. وحتى هذه لم تكن مقنِعة لإسكات المحتجين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بئسك اميركا
حسان الشامي -

هناك ثورات تسلمت مقاليد الحكم والنظام . ولكن بغطاء ودعم اميركي مبرمج وممنهج . عندما بدأت اميركا واعدت العدة لدحر وتفكيك القواعد العسكرية وكسر النفوذ البريطاني بالعالم هي من بدأ باشعال الثورات . من ثورة مصر عبد الناصر وثورة العراق وثوار ظافار عمان وثورة عبدالله السلال باليمن وثورة ليبيا معمر القذافي ومكاريوس قبرص وانشطار الهند وتقسيمها باكستان ثورة لبنان وبعض أفريقيا واميركا الجنوبية والشمالية . نعم اميركا هي من اشعل هذه الثورات . وهي اليوم من يقف وراء اكثر الحراكات والحركات وبؤر التوتر فى كل المنطقة العربية . هي من قدم العراق قربانا لملالي طهران وهي من قدم سوريا ذبيحة لملالي طهران . هي من غض الطرف لتسليح الحوثيين باليمن وعلى مرأ ومراقبة من أساطيلها كانت السفن والطائرات الايرانية تفرغ آلاف الأطنان من الصواريخ والأسلحة والذخائر والعتاد . هي من غض الطرف عن عصابات الحوثيين لقصف أراضي المملكة العربية السعودية بالصواريخ البعيدة المدى . هي من سمح للتدخل الروسي بسوريا لعدم إسقاط النظام السوري والمليشيات الايرانية بسوريا بعد ان كانت على وشك السقوط المريع والانكسار . هي من جعل اكثر البلدان العربية والاسلامية ان يحكمها جنرالات عسكر وليس مدنيين منتخبين من الشعب . هي أعطى أوامر لقطر ( كاش بنك ) للأنفاق والصرف للتيارات والأحزاب الأصولية والاسلامية لاشعال المنطقة وهذا ما حصل . وهذا هي اليوم تحرك اكثر المناطق لمحاربة النفوذ الايراني بكل المنطقة . مع ان اكثر الحراكات لها مطالب وحقوق محقة . مع انها تعلم علم اليقين ان عصا إيران غليظة وغليظة بقمع الحراكات والمظاهرات وتكلفتها باهظة جدا جدا دماء الأبرياء هو الثمن .