جريدة الجرائد

غرام وانتقام بين الخمينية و«الإخوان»

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

& مشاري الذايدي

تسريبات الموقع الأميركي &"ذا إنترسيبت&"، التي نشرت خلاصات منها صحيفة &"نيويورك تايمز&" الأميركية، عن عمالة جملة من المسؤولين العراقيين لإيران، وعن تنسيق جماعة &"الإخوان&" مع إيران، بالنسبة لنا ليست مدهشة، وبالنسبة لهم ربما كانت كذلك، أو &"يمّثلون&" أنهم مندهشون.

الحاصل - نتحدث فقط عن العلاقة &"النوعية&" بين الجماعة الخمينية والجماعة &"الإخوانية&" - أن هذا عهد قديم، وحلف مقيم، تغذّيه المصالح المشتركة، والفكر المعطوب الجامع بين العقل الخميني والعقل &"الإخواني&"، فكلاهما يشكلان كارثة على عموم المسلمين، وكلاهما، الخميني و&"الإخواني&"، يتوسلان بالدين للمغانم السياسية ومباهج الحكم. هذا بنسخة شيعية، وذاك بنسخة &"إخوانية&"، والتأثير والتأثر بينهما قديم، فالخميني نفسه حسب دراسات رصينة تأثر برمز الإسلاميين، الهندي - الباكستاني، أبو الأعلى المودودي، والأخير تأثر به صراحة المصري سيد قطب، وهذا، قطب، تأثر به مرشد إيران الحالي علي خامنئي كثيراً، لدرجة أنه ترجم إلى الفارسية بعض كتبه، منها كتاب &"المستقبل لهذا الدين&"، ومما قاله خامنئي في مقدمة هذه الترجمة وصفه قطب بـ&"المجاهد&"، ووصفه كتب قطب بأنها تشكّل &"كل منها خطوة على طريق توضيح معالم الرسالة الإسلامية&". خامنئي كتب هذا قبل قيام حكم الخميني بـ12 عاماً.

لذلك، فاجتماع 3 من رموز الجماعة اليوم مع مسؤولين إيرانيين في فندق بإسطنبول - مثلث جميل! - ليس غريباً.
الاجتماع حسب التسريبات الأميركية خُصص للتنسيق بين &"الإخوان&" والنظام الخميني، باعتراف قادة الجماعة الذين شاركوا في هذا الاجتماع، مثل عضو مكتب الإرشاد والمسؤول الدولي إبراهيم منير، وباعتراف القيادي &"الإخواني&" الهارب لتركيا محمود الإبياري. ضمن التنسيق هذا، كان موضوع إثارة الفوضى مجدداً بمصر، واستهداف السعودية، وتمكين &"الإخوان&" باليمن، بتقاسم السلطة مع الحوثي!
ليس ثمة تعرٍّ في الحلف أكثر من هذا، ولست أدري ما هو موقف الشتامين من خطباء &"الإخوان&" وأشباه &"الإخوان&" في الحديث عن &"النصرة&" لأهل السنة والجماعة زعموا، وتوبيخ السعودية والعرب بترك نصرة أهل السنة، حسب رطانتهم الطائفية الانتهازية المستخدمة فقط للدهماء.
الحلف له جذور قديمة، منذ طار تاجر &"الإخوان&" الدولي يوسف ندا لتهنئة الخميني على رأس وفد &"إخواني&"، وكان يفخر بأنه ثالث أو رابع وفد يحطّ بطهران!

عند وفاة الخميني عام 1989، أصدر مرشد &"الإخوان&"، المصري حامد أبو النصر: &"(الإخوان المسلمون) يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني، القائد الذي فجّر الثورة الإسلامية ضد الطغاة&".
يقول الباحث السوري محمد سيد رصاص، في بحثه عن العلاقة بين الإيرانيين و&"الإخوان&": &"حتى في ذروة التوتر المذهبي في العراق ولبنان، فإنّ علاقة (الحزب الإسلامي العراقي) بالمالكي ظلّت قوية، بخلاف (القائمة العراقية) - جماعة إياد علاوي - وكذلك (الجماعة الإسلامية) اللبنانية، وهي ذراع (الإخوان) بلبنان، مع (حزب الله)&".
نبارك للإخوة بأميركا هذا الاكتشاف!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف