جريدة الجرائد

لماذا نتجاهل الأسباب؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&عبدالعزيز المقالح

دائماً في متابعاتنا للأمور العامة نتوقف طويلاً عند النتائج ولا نهتم بالأسباب التي أدت إليها، وهذا هو ما جعل أحكامنا تجاه كثير من القضايا تبدو قاصرة وعاجزة عن تمثل الواقع بكل إيجابياته وسلبياته. وقد قيل الكثير والكثير في هذا المجال وما زال الباب واسعاً للقول فيه وعنه، فلا تزال أوضاعنا نتيجة تلك الأحكام الارتجالية غير خاضعة للمنطق والعقل. وحتى يتم تناول قضايانا بقدر من المنطقية والتفكير السليم ستظل أوضاعنا كما هي عليه الآن غير قادرة على الاستجابة المطلوبة للخروج من هذا الواقع الجامد والمكرور.
ولنا قدوة بمن سبقنا في مجالات الحياة المختلفة عبر احتكامنا للموضوعية. وإذا ما حدث ذلك فإن أمورنا العالقة سوف تكون قادرة على التجاوز وعبور حالة الاختناق الراهن. وأكرر القول هنا بأنه إلى أن يحدث ذلك التحول فسوف تظل أمورنا كما هي عليه أعجز من أن تحدث النقلة المطلوبة، فقد لعبت حالة تأخر التطور على إطالة فترة التحول البطيء في إدراك المنافذ المؤهلة لتجاوز الحال. وإذا كان الاقتداء بالآخر المتطور لم يبدأ بعد فإن الضرورة تقتضي الإسراع في تمثل الاقتداء واسترجاع تاريخ الشعوب التي نسعى إلى الاقتداء بها وكيف كانت قبل أن تكتشف طريق الخلاص من معاناتها السابقة ولم يكن وضعها -يومئذ- بأحسن حالاً من وضعنا الآن لكنها أدركت أسباب تخلفها واستوعبت كافة الإمكانات المؤدية إلى عبور ذلك التخلف.

وينبغي أن ندرك أنه آن الأوان لإحداث النقلة الضرورية وعبور الفجوة، فلن يقف العالم بانتظارنا وهو يحث الخطى نحو الغايات الكبرى تلك التي جعلت منه قدوة ومثالاً.

لهذا لا مناص لنا في الأقطار العربية من أن نعبر الفجوة المشار إليها بأسرع وقت ممكن لكي نلحق بالآخرين ونتخلص من معوقات التطور التي أعاقت خطانا وجعلتنا في آخر الشعوب، ولن يتحقق لنا ذلك أبداً ما دمنا في هذه الحال من التشتت والانقسام وافتعال الخلافات.
وكما أعدت وكررت في هذه السلسلة من المقالات فإن علينا أن نقاوم تلك المعوقات بكل ما تبقى لنا من قوة حتى لا نبقى عبرة للتخلف ويبقى واقعنا صورة مشوهة في زمان لا يتوقف خطوة نحو التطور والانعتاق. وكما سبقت الإشارة فإن لنا في الشعوب التي سبقتنا قدوة نقتدي بها، وأن نتذكر دائماً أنها كانت إلى وقت قريب تعاني مثل أوضاعنا وربما أكثر، ونجاحها الباهر يشجعنا على مواصلة التحدي لأنفسنا ومحيطنا والتجارب مع تحديات أحلام الأجيال الجديدة التي يحزنها أن تبقى أسيرة ظروف مؤسفة.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف