جريدة الجرائد

ماذا بقي من أحلام العروبة؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فاروق جويدة

نحن جيل نشأنا على حلم قديم يسمى العروبة، أخذ نصف عمرنا كلاماً والنصف الآخر أحلاماً أما البقية فكانت آلاماً.. كانت العروبة أغنية شبابنا شعب واحد وأمة واحدة بلا حدود أو جوازات سفر أو تصفية حسابات ومعارك، أمام حلم العروبة والوحدة العربية والقومية العربية فعشنا مع أجمل الأغاني &"وحدة ما يغلبها غلاب&"، &"وطني وصباي وأحلامي&".

كانت أحلام جيلنا بعرض هذا الكون وأننا سنكون حشوداً في القدس غداً أو بعد غد، وأننا سوف نلقي إسرائيل في البحر، وأننا سنكون قوة من أهم القوى الاقتصادية والسياسية في هذا العصر، وأننا سوف نتناول الغداء في القاهرة والعشاء في بغداد، ونقضي الليل في دفء الجبال في الجزائر والمغرب أو في صحراء موريتانيا.

كنا نرى صورة الجيوش العربية في جيش واحد يشبه جيش صلاح الدين وهو يستعيد القدس، ونسمع صوت الأذان يجلجل في دمشق وتونس وأسوان والمدينة المنورة، كانت هذه أحلامنا الصغيرة التي نشأنا عليها في بيوتنا ومدارسنا وأغانينا وخطب زعمائنا.

&
قلت إن هذه الأحلام أخذت نصف عمرنا وهناك من مات على حلمه، وهناك من ترك الأرض والوطن والبشر واختار أوطاناً أخرى، وهناك من بقي يجتر الحلم عاماً بعد عام رغم أنه اكتشف أنه حلم لا يجيء ولن يجيء!

إن أجيالنا الجديدة لم تعد تسمع شيئاً عن هذه الأوهام وليست الأحلام، فمن أين لها أن تعرف الحقيقة أمام أمة خذلت أجيالها جيلاً بعد جيل؟، وأين يجد الإنسان العربي الآن الحقيقة أمام شعوب كانت تحلم بالوحدة ودمرتها الحروب الأهلية؟، أين صرخات القومية العربية التي كانت تنطلق من إذاعات دمشق وبغداد وصوت العرب في القاهرة؟ أين الخطب التي كانت تجتاح الجماهير وهي تتحدث عن مستقبل أمة عظيمة من المحيط الهادر إلى الخليج؟، وأين الأغاني التي جسدت أحلام شعوبها في الأمن والاستقرار؟

أين تلك الأغاني من أنهار الدم التي تدفقت في معظم العواصم العربية؟ وأين كتابات مبدعينا الذين جسدوا في كتاباتهم أحلاماً لم تتحقق؟، أين أغاني القدس وأين قصائد شعراء هذه الأمة، والقدس الآن تحت سيطرة الكيان الصهيوني هدية من الرئيس ترامب وأين الجولان وأين حصار غزة؟، ومن أين خرجت حشود داعش لكي تدمر ما بقي من أحلام هذه الأمة، ومن كان أحق بالدماء أن تسيل في بغداد أو دمشق أو ليبيا أو اليمن أم أن تذهب إلى فلسطين لتحرر شعبها؟ وكيف خرجت داعش من قلب الأمة التي كانت يوماً خير أمة أخرجت للناس؟

إن الأجيال الجديدة لا تعلم شيئاً عن أحلام أجيال سبقتها، وهي أجيال لا تقرأ التاريخ ولا تحب لغتها ووجدت من يشوه دينها متبرعاً، فهل يمكن أن نسمع يوماً من يغني للوحدة العربية بلا حروب أهلية ولا صراعات دينية ولا وعود كاذبة؟ قد لا نعيش هذا اليوم ولكننا سنظل نحلم به!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفاجعة الكبرى فى المثقفين
فول على طول -

سيدى الشاعر الرقيق والمحسوب على المثقفين ....أكبر فاجعة فى العرب والمسلمين هم المثقفين . واجب المثقف الحقيقى أن يفرق بين الأوهام والأحلام ..كثيرا من الأحلام المعقولة تصبح حقيقة بالعمل والجد والاجتهاد أما الأوهام فهى تتطلب العلاج . أوهام العرةبة وخير أمة أخرجت للناس والشوفينية العربية والاسلامية ليس لها علاج وخاصة أن المثقفين اصيبوا بها من زمان وغير مقتنعين أنهم مرضى ويحتاجون للعلاج . كل الأمم التى تقدمت تصالحت مع نفسها ومع الأخرين وبدأت قراءة التاريخ بالصدق والحق وبدأت فى النقد الذاتى البناء ولذلك تقدمت ..أما الذين أمنوا لم ولن يفعلوا شيئا من هذا أو ذاك ..مازالوا يمجدون الغزوات ويحسبونها فتوحات ..مازالوا يرددون الحضارة الاسلامية والطب النبوى والاعجاز العلمى مع أنها كلها أوهام وتتطلب علاج قائليها ..الفتوحات هى غزوات وعمل بربرى ويجب محاكمة من يمجدها ومن يضعها فى مناهج الدراسة ..والطب النبوى أوهام ويجب محاكمة من يناى بة ...الحضارات ليس لها ديانة ولم تنزل من السماء بل نتاج مجهود بشر ..نقول تانى ؟ أنتم لستم خير أمة لا كنتم ولم تكونوا ولن تكونوا وبينكم وبين الخير سنوات ضوئية ..استقيموا يرحمكم اللة . فعلا أنا صدمت من المثقفين اياهم وأعتبرهم أكبر نكبة على شعوبهم .

من يوم يومكم يا فول
بسام عبد الله -

نص عريضة زعماء الأقباط إلى الجنرال منو: “حضرة ساري عسكر العام: إن جنابكم من قبل ما فيكم من العدل والحلم والفطنة أرسلتم تسألونا بأن نوضح لكم ما نحن به من القهر، نحن قبل الآن لم نقصد كشف جراحنا التي كانت في كل يوم تتسع شيئاً فشيئاً؛ أولاً تسليماً للمقادير وعشماً بكون كل واحد منا يرجع لذاته ويحاسب نفسه. تأنياً خوفاً من أن يقال عنا أننا نحب السجس (الظلم) ونواخد (نؤاخذ) بذلك من الحكام. ثالث ليلى (لئلا) يتضح كأننا أخصام لأخوتنا وقاصدين الشكوى عليهم ولكن من حيث جنابكم أبو الجميع وطبيب الرعايا وقد زاد علينا الحال حتى ظهرنا من جملة العصاة على أوامركم وقد قاصصتمونا لذلك فاقتضى الحال أن نستغيث بكرسيكم تعيّنوا بأمركم أناساً من أهل الفطنة خاليين الغرض ممن ترونهم أنتم يقعدوا في ما بيننا ويتبصروا في حال حسابنا وفي النهاية بعد أن يردوا الجواب لجنابكم لكم التبصر فيما تأمرون به ومع ذلك فنرجوكم بأن لا تظنوا بكوننا قاصدين بعرض حالنا الشكوى على أحد أم قصاصه بل قصاصنا نحن بوجه خاص إنكان (إن كان) يظهر كلامنا هذا بخلاف الواقع ثم إن هذا الأمر يدركه أيضاً خادمكم الخاص حضرة الجنرال يعقوب ومع ذلك لأجل طبعه الوديع محتار كيف يتصرف في مثل هذه الدعوى والله تعالى يحفظكم. من عند توابعكم المباشرين: ملطي وأنطوان”[6]، وملطي هذا كان من أكبر زعماء الأقباط وقد ظهر نجمه في أيام الاحتلال الفرنسي لمصر وقد تولى في عهد نابليون رئاسة محكمة القضايا.. وهي أول محاولة لتنحية الشريعة الإسلامية في مصر لأن هذه الهيئة كانت تتكون من اثني عشر تاجراً نصفهم من المسلمين والنصف الآخر من النصارى وأسند منصب رئيس المحكمة إلى قاضي قبطي هو الملطي الموقع على العريضة السابقة للجنرال مينو الذي خلف كليبر في الحكم.. وكذلك صديقه أنطوان الذي كانت تلقبه عوام المصريين بأبي طاقية وكان من كبار زعماء الأقباط وأكثرهم غنى، وأما الجنرال يعقوب فهو نفسه المعلم يعقوب حنا رجل الاحتلال الفرنسي وخادمهم المخلص الذي رحل معهم إلى فرنسا..

هرطقات وأماني أهل الحقد والخيانة والغدر
بسام عبد الله -

من الطبيعي أن يتهجم المدعو مردخاي فول على الشعوب العربية وثوراتها من أجل الحرية والعزة والكرامة، وأن يتبنى لغة أهل الحقد والغدر العنصريين والطائفيين، ومن الطبيعي أيضاً لا يرى أهل الخيانة والكراهية والغل المؤامرة لأنهم جزء منها، ويدافعوا عن حكام العسكر وداعميهم ويبكوا على حيطانه وأطلاله لأنهم كانوا يخدمونه مقابل عضمة يرميها لهم، ومن يشترك بالخيانة لا يقر بها لأنه منفذها، والتخلف الذي نحن فيه هم سببه، ويفزعوا لمن نهب خيرات الشعوب ودمرها في عز ربيعها، تاريخكم يا مردخاي فول الصهيوني مليء أو كله خيانة وتآمر على من لولاهم لأبادكم أقرانكم عن بكرة أبيكم. وأنتم يا بن بطرس ترضعون الخيانة والغدر والإرهاب مع زيت الميرون في كنيستكم. وأنتم من خاطبكم يسوع بقوله لكم ( يا اولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار ؟) . متى كانت تعاليم المسيح تعاليم إنحطاط أخلاقي كأخلاقك؟ وهل الشنودي عندما يسب الناس والأديان إنما يفعل ذلك من صميم تعاليم ربه يهودا الإسخريوطي مثله الأعلى وبه يقتدي؟ لماذا لا تحدثنا عن جريمة قتل الأنبا إبيفانيوس ووحشية الرهبان. وعن دولة شنودة بتاعك بدل الفذلكة والكلام الفاضي والسب والشتم الذي لا تتقن غيره، يبقى العرب والمسلمين أسيادك وأسياد أسيادك. وأمثالك بينهم وبين تحكيم العقول سنوات ضوئية، أنت سقفك تسرح بشوال بطاطا على الكورنيش أو تبيع لبان على إشارات المرور مش تعلق في إيلاف صرت أضحوكة للقراء والكتاب والمحررين بفلسفاتك وخاصة عن الشيعة والسنة وأحلامك وأمانيك وأوهامك بالحروب بينهم وبث الكراهية وبذور الشر والتي ستنقلب وبالاً عليكم فحقدكم سيفطر قلوبكم وستنقرضوا ولا أسف عليكم. أنتم سلالة عنصرية غفلنا عنها عاشت أجيالها لقرون بيننا معززة مكرمة ولكن طبعها وطباعها وديدنها الغدر والخيانة لا تاريخ ولا أخلاق ولا ثقافة ولا علم ، فكفاك هراء وهرطقة ومهاترات. احترم شيبتك، انت مريض بحاجة الى علاج نفسي طويل. أنتم من ينطبق عليهم قول هتلر عندما سألوه عن أحقر البشر، فأجاب : من ساعدوني على إحتلال أوطانهم.