جريدة الجرائد

من أجل اللغة العربية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد فايع

مع الاحتفال بيوم اللغة العربية العالمي الذي يوافق الـ18 من ديسمبر من كل عام، تذكرت حال اللغة العربية مع أبنائها والكلمة الموجزة التي عبر بها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، في ملتقى مكة الثقافي في دورته الرابعة قبل فترة، وكانت بعنوان &"كيف تكون قدوة بلغة القرآن، وهو يشخص في ثلاث عبارات وضع العرب اليوم، وحال لغتهم، وموقف بلادنا الثابت على الحق في كل قضاياها، عندما قال &"اللغة تغترب، والعرب تحترب، والسعودية تلتزم بما يجب&".

وحقيقة تأسرني غيرة الأمير خالد على لغته العربية، واعتزازه بها كواحدة من أهم الهويات التي يجب للعربي المسلم أن يلتزم بها، ولقد شاهدته في مناسبات عدة يصر على الحديث بلغته العربية مع الوفود الأجنبية، بالرغم من إتقانه الإنجليزية كما يتقنها أهلها، إلا أن اعتزازه بلغته دائما ما يدعوه للحديث بها.

اليوم تواجه لغتنا العربية تحديات كثيرة ونحن نسمعها مكسّرة مختلطة باللغات الأجنبية، مهلهلة بلغة هجينة عرفت بـ&"العربيزي&" وهي تلقى العقوق من إعلاميين وأكاديميين، يخلطون لغتهم بكلمات إنجليزية، وكأن لغتهم العربية عاجزة عن إيجاد مفردات تؤدي نفس المعنى، أو قاصرة في بيان المعنى، فتسمع من يقول بدلا من الموسم &"السيزن&" ومن يقول &"ويكند&" بدلا من نهاية الأسبوع، ومن يقول &"أوكيه&" بدلا من حسنا، ومن يقول &"استرس&" بدلا من &"الضغوط&"، ومن يقول &"أوه ماي قاد&" بدلا من قوله يا الله أو يا ربي، ومن يقول عندي &"كلاس&" بدلا من فصل أو حصة.. الأمر محزن ومقلق في الوقت نفسه، إلى درجة أن من يحاول التحدث باللغة العربية يصبح مثار عجب لا إعجاب، ويواجه السخرية مع أننا سنقبل باللغة البسيطة الأقرب إلى الفصحى.

وبمناسبة حديثي عن اللغة العربية، ما زلت أتذكر مدرّسنا في المرحلة المتوسطة وهو يخبرنا بمقولة لسيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، &"تعلموا العربية فإنها من دينكم&"، فأتذكر أني وجيلي كنا نقرأ القصص القصيرة، ونشعر بمتعة ونحن نردد الجمل بلغة عربية رصينة ثم نجد من يعززها على ألسنتنا، كالبرامج التي كانت في عهدنا وتقدم للأطفال، ومعظم مناشطنا المدرسية آنذاك باللغة العربية، فنلقي القصائد العربية من عيون الشعر العربي، وكإذاعة المدرسة التي كانت تستفتح يومنا المدرسي بمواد لا تغيب عن البال، بخلاف اليوم ونحن نشهد غزو &"الشيلات والشعر الشعبي وقصائد الهياط&" لحفلاتنا المدرسية والاجتماعية، ومدارسنا ومجالسنا الاجتماعية، وبرامج التلفزيون، ولم تكفهم تلك، فطلوا علينا من سناباتهم وحساباتهم يهايطون.

ولهذا كم يبدو الأمر مؤلما لنا كعرب، حينما نشاهد كل الأمم في العالم تحاول أن تهتم بلغاتها الأم وتعتز بها، وتحاول أن تبرزها، فاليهود مثلا يعتنون بلغتهم العبرية ويحاولون تشجيع أبنائهم على تعلمها ولا يرضون عنها بدلا، والصينية أصبحت مطلبا لكثير من الأمم والشعوب لدراستها، واليابانيون يعتزون بلغتهم وبتراثهم وبعاداتهم وتقاليدهم وبأزيائهم، ومعظم دبلوماسيي الدول يتحدثون بلغاتهم الأصلية، بينما الدبلوماسي العربي حينما يقف في محفل من المحافل الدولية يتحدث بلغة أجنبية ليست لغته ولا تمت له بصلة!.

لهذا فإن أطفالنا اليوم إن لم يجدوا مشاريع وأفكارا وأنشطة في البيت والمدرسة والإعلام تعيدهم إلى لغتهم العربية، التي تمثل جزءا من هويتهم وثقافتهم وتراثهم وتاريخهم، فسيفقدونها شيئا فشيئا، خاصة وهم يتعايشون اليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي، والأجهزة الذكية التي أضعفت استعمالهم للغتهم العربية كتابة وتحدثا، هذا إذا ما أدركنا أيضا أن الإعلام اليوم ممثلا في البرامج التلفزيونية العربية فشل في إيجاد برامج للطفل العربي يعمل من خلالها على تنمية لغته الأم، كما كان جيلنا يحظى ببرامج ومسلسلات مثل &"مدينة القواعد، افتح يا سمسم والرسوم المتحركة&" باللغة العربية فنمّت لغتنا العربية، بينما غالبية برامج اليوم -بما فيها نشرات الأخبار- تحولت إلى مدارس في تكريس اللهجات العربية، وكل ما أخشاه هو اعوجاج ألسنة أولادنا وإصابتهم بالعجمة في ظل إهمال اللغة الأم على حساب الاهتمام بتعلم اللغات الأجنبية.


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ورطات الذى أمنوا
فول على طول -

العالم كلة يرى ويعرف أنكم فى ورطات كبرى وأن اسلامكم هو الذى ورطكم فى ذلك . رسمتم هالة مقدسة زائفة على اللغة العربية بأنها لغة أهل الجنة ولغة القران والتى نزل بها جبريل من أعلى مع أن الحقيقة غير ذلك تماما ..لم تنزل كتب من السماء اطلاقا والسماء لا تمطر كتبا وأن القران نفسة فى صورة الأولى كان بدون تنقيط أو تشكيل .هل اللة لا يعرف قواعد اللغة أم أن حكاية نزولة من السماء كذبة كبرى وأنتم تصدقونها ؟ أنها ورطات كبرى ولا تستطيعون الفكاك منها الان بسهولة بل لابد من دفع ثمنا غاليا لذلك . ولماذا استعان اللة ب أبو الأسود الدؤلى وسيبوية لتنقيط وتشكيل كتابة العزيز ؟ وهل هناك لغة مقدسة وأخرى نجسة مثلا ؟ وهل اللة عاجز عن معرفة بقية لغات العالم حتى يفرض الصلاة بالعربية على الهندى والباكستانى والفرنسي الخ الخ مع أنهم لا يعرفون العربية ؟ هل يحتاج الى مترجمين فى الأخرية ؟ مصيبة كبرى أنكم جعلتم اللة عاجز عن فهم بقية اللغات أو يفضل لغة عن أخرى . أما قول الفاروق عمر : تعلموا العربية فانها من دينكم فهى ورطة كبرى وانتم ترددونها دون أن تدروا ..متى كانت اللغة جزء من الدين ؟ انتهى - من حقكم وحق كل انسان أن يعتز بلغتة لكن المبالغة والتهويل ونسج الأساطير حول اللغة تأتى بنتائج عكسية وورطات كبرى كما هو حاصل معكم الان . انتهى - لا تنسي أن اللغة العربية ليست لغة العلم وهى عاجزة فعلا عن مجاراة العلوم الحديثة وهذا لا يحتاج الى اثبات بل الى الاعتراف بالصدق . وربما الكاتب لا يعرف أن اللغة العربية تم قفرضها بالقوة على الشام وشمال افريقيا ولذك جاءت مثل المخلوق المشوة ..فهى لا عربية ولا سريانية ولا مصرية خالصة ولا أمازيغية خالصة ..واللغة العربية المنطوقة تختلف تماما عن المكتوبة وهذة مصيبة لا تجدها الا فى اللغة العربية . ..لا تنسي أن اللهجات العربية تختلف من بلد الى بلد وأقسم لك أننى عندما أسمع العراقى أو السورى أو الجزائرى مثلا يتكلم العربية لا أفهم أغلب كلامة وأطلب منة أن يتكلم بالانجليزية حتى أفهم . سيدى الكاتب : قليل من الواقعية لا يضر وكفاكم أوهام وتغرير بأبنائكم وأحفادكم .

ونحن نسأل الحمقي من الارثوذوكس من غجر مصر والمهجر احفاد اليونانيين
اين انجيلكم الآرامي ولماذا باليوناني ولماذا تراتيلكم يونانية واسماؤكم يا غجر؟ -

بصراحة لقد فجعت في حجم الكراهية التي يكنها هذا التيار المسيحي الانعزالي لرسول الإسلام محمد عليه الصلاة و السلام مع انه ما ضرهم بشيء فهاهم المسيحيون بالمشرق بالملايين خاصة في مصر ولهم آلاف الكنايس والاديرة وعايشيين متنغنغين اكثر من الاغلبية المسلمة ؟! فلما كراهيتهم وقد نُهُوا عنها وامروا بمحبة اعداءهم لماذا كراهيتهم لمحمد عليه الصلاة والسلام فهو المؤسس للحضارة الإسلامية و التي منحت السلام للعالم لمدة عشرة قرون فيما يعرف باسم Pax Islamica.لماذا إذن يكره المسيحيون محمداً ؟! و الأولى أن يحبوه و يوقروه لعدة أسباب: ١- محمد عليه الصلاةو السلام ظهر في زمن انهيار الكنيسة المسيحية و تفاقم الصراع بين أبناء الدين المسيحي و الذي كان على وشك التحول إلى حروب دينية عظمى (مثل تلك التي شهدتها أوروبا لاحقا) تهلك الحرث و النسل. و لكن ظهورمحمداً قد ساهم بشكل مباشر في وأد ذلك الصراع عن طريق نشر الإسلام و الذي عزل جغرافيا المذاهب المتناحرة و قلل من فرص تقاتلها. فشكرا لمحمد2. التسامح الديني الذي علمه محمد عليه الصلاة و السلام كان كفيلا بحماية الأقليات المذهبية المسيحية من بطش الأغلبيات المخالفة لها في المذهب (مثل حماية الأورثودوكس في مصر من بطش الكاثوليك الرومان). و لولا محمد عليه الصلاة والسلام لاندثر المذهب الارثوذوكسي كما اندثرت الكثير من المذاهب تحت بطش سيوف الرومان..فلماذا يكره الأرثوذوكس محمداً و قد أنقذ مذهبهم و أنقذ أرواحهم من الهلاك؟! 3.