جريدة الجرائد

الأتراك العرب.. ليبيا نموذجاً !

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

& محمد الساعد

&

مَن هم الأتراك العرب، ومنهم العرب الأتراك..؟ سؤال ملتبس وحساس، فبالتأكيد هناك الكثير من ذوي الأصول العربية يعيشون في تركيا وإيران والهند وإندونيسيا وإثيوبيا كدول مهجر قديم، وحالياً في أوروبا وأمريكا وأستراليا ونيوزلندا والبرازيل والأرجنتين، كونها المهجر الحديث، فالملايين منهم أصبحوا سكاناً محليين لا يمكن أن نطلب منهم الولاء لدولهم العربية الأصلية وضد مواطنهم التي هاجروا لها وأصبحوا جزءاً منها.

وبالتأكيد الجميع يتوقع من كل ذوي الأصول التركية الذين عاشوا وأصبحوا جزءاً من النسيج المحلي على امتداد الوطن العربي أن يبقوا عرباً لساناً ومشاعر وولاءً، وأن يحافظوا على دولهم ومصالحها، فلا مبرر لهم أن يكونوا غير ذلك أبداً.

الخطير هو اللعب على هذا الخط الرفيع والحساس، فلو أن الدول العربية استخدمت أبناءها المهاجرين للغرب وخاصة في دول مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا لأحدثوا فتنة وحرباً أهلية العالم في غنى عنها.

وليكون التعريف أكثر دقة، يمكن أن يطلق على كل من ارتبط بولاء للفكر السياسي التركي الحالي ويؤمن بالعثمانية طريقاً وخياراً حكماً، باعتباره من &"الأتراك العرب&".

إن ما يفعله رجب طيب أردوغان رأس السلطة التركية هو الأخطر منذ انهيار السلطنة العثمانية وتفككها ودخولها في اتفاقات استسلام وتسليم للأراضي العربية في العراق وسوريا وليبيا وفلسطين التي دفع العرب بسببها أثماناً باهظةً خلال المائة سنة الماضية.

الكثير لا يعلم أن دخول الاستعمار إلى الإقليم العربي لم يكن هكذا سقوطاً بالبراشوت، بل باتفاقات وإزاحات جغرافية بين دول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الثانية مع إسطنبول إثر هزيمة &"الحلف الألماني الإيطالي العثماني&".

الانسحاب التركي من الأقاليم العربية خلّف وراءه من يطلق عليهم &"التركمان&" وهم كل من له أصول تركية ويعيش في الأراضي العربية، خاصة في العراق وسوريا وفلسطين وليبيا واليمن.

بالطبع استطاع أردوغان مع حلفائه في المنطقة خلال سنوات ما بعد الخريف العربي تفجير الوضع الداخلي بين السكان المحليين في الدول العربية التي اجتاحتها الاحتجاجات، وهو أمر تصدت له الشعوب والجيوش العربية وكذلك الدول المركزية في المنطقة &"السعودية ومصر&".

إلا أن أردوغان لم يستسلم، وها هو يعيد الكرة بطريقة لا أخلاقية أبداً، فما يحصل اليوم في ليبيا من زرع للفتنة بين المكونات السكانية هو نموذج واضح لمحاولة أردوغان تحويل التعايش السلمي الذي استمر لخمسمائة عام بين الليبيين من جميع الأعراق إلى حرب أهلية، ولكن هذه المرة بين ليبيين من أصول عربية وليبيين من أصول تركية ربما لم يتذكر الكثير منهم أنهم من أصول تركية إلا اليوم.

بالطبع أردوغان ليس وحده في الساحة، بل إن بعض الليبيين من أصول عربية أو من يمكن أن يسموا بذوي الهوى التركي وليسوا بالضرورة أن يكونوا أتراك العرق يدفعون نحو هذا الخيار الخياني.

&"الأتراك العرب&" موجودون في كثير من البلاد العربية، وليس في ليبيا فقط، ويدينون بولاء ربما أكثر من الأتراك أنفسهم لسلطة أنقرة، هؤلاء يهيئون المناخ السياسي في ليبيا لأمرين: إما الاستيلاء عليها لصالح تركيا وإعادة الاستعمار العثماني، أو الذهاب إلى حرب أهلية واقتسام ليبيا بين قوميتين عربية وتركية.

اعتماد أردوغان على &"الأتراك العرب&" بنوعيهم التركي العربي أو التركماني، ليس جديداً فتوكل كرمان التي فازت العام الماضي بجائزة نوبل للسلام، تعود أصولها لولاية كارامان التركية جنوب تركيا، وهي تدين بالولاء المطلق لنظام أردوغان أكثر من اليمن موطن أجدادها، بل تعتبر اليمن مجرد محطة سكنت فيها خطأً، توكل ليست الوحيدة فالكثير من &"الخائنين&" العرب الذين لجأوا الى إسطنبول هم في الأساس ينتمون لشريحة وضعت نفسها تحت الاستعمار التركي السياسي، وهي تدافع وتخدم وتتعاطف بلا ثمن، سوى المشاركة في حلم استعادة ما يسمى بالخلافة العثمانية.

في المقابل يعيش في البلاد العربية كثير من العائلات الكريمة ذات الأصول التركية، وهي عربية اللسان والمشاعر والولاء لأوطانها العربية، ولا ترى في العثمانيين الجدد سوى مستعمرين يجب مقاومتهم، فالعروبة في نهاية الأمر ليست عرقاً، بل لسان يجمع ولا يفرق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
started well.. but
Hilawi -

your article starts well but quickly towards the end it deteriorates into the usual racist rant. It seems that you only accept non arab speaking citizens if and only if they become arabs. If they have any attachment to their original race then they are traitors. This is clearly a racist viewpoint. One can be proud of their origin and express it to its fullness yet be a loyal citizen. Finally your statement about arabisim is about language rather than anything else is really poor, flawed, old, tried and tested and failed, as well as racist. The problem with arab "states" and arabs in general is that they feel insecure in their own being and identity and project this onto others. Arabs mentality is like someone has stolen and is always in fear of others taking away what he has stolen. The only way out of this is to return what you have stolen to its original owners and then you can carry on with your life.

مساكين الذين أمنوا
فول على طول -

الذين أمنوا يعيشون حالات من الازدواجية لأن المؤمن مشوة الفكر ناتج من تشوة العقيدة نفسها . بالتأكيد فان السيد الكاتب يعرف عقيدة الولاء والبراء والتى هى من المقدسات . السيد الكاتب يدين الأتراك الليبيين الذى لهم ولاء لتركيا ولكن هل يدين ولاء المسلم الفرنسي أو المسلم الهولندى الذى يدين بالولاء للاسلام ..؟ ومعنى الولاء للاسلام أنة لابد وأن يكرة الغرب والبلد الذى احتضنة والذى قدم لة المأوى ؟ بل يطالب الذين أمنوا بانشاء لوبيات اسلامية فى بلاد الغرب وتدين بالولاء للأمة الاسلامية أو للبلاد التى جاءوا منها ..بل يخربون ويدمرون بلد اللجوء ..ولم نسمع ادانة واحدة من أى كاتب مسلم يدين هذة الأفعال المسينة . بل قال مرشد الجماعة فى مصر أنة يفضل ويوافق أن يحكمة حاكم مسلم ماليزى ولا يحكمة مسيحى مصرى ولم يجد حتى من ينتقدة ولا أقول من يحاكمة . ولا تنسي سيدى الكاتب ولاء الشيعة لايران فى لبنان ولم ينتقدهم أحد الا حديثا بسبب الخوف من اتساع نفوذ ايران أما قبل ذلك فالأنور كانت تسير على ما يرام وبرضا كل المؤمنين وهذة مجرد أمثلة بسيطة . سيدى الكاتب أنتم فى ورطات بسبب الازدواجية التى ترضعونها وبسبب التعاليم المقدسة التى خلقت منكم انسان ارتكازى أى يدور فى الماكينة دون أن يفكر ...بل خلقتم فيكم الانتقائية والازدواجية دون أن يطرف لكم جفن . تؤمنون بالشئ ونقيضة فى نفس الوقت وتختارون الكلام حسب المواقف أى انتهازيون . ربنا يشفيكم .

صحافة السلاطين وسلاطين الصحافة
بسام عبد الله -

كأن هذا المقال كُتْبَ أصلاً عن الأكراد العرب أو العرب الأكراد وليس عن الأتراك العرب أو العرب الأتراك، فقام الكاتب بتبديل العنوان ونشره لأسباب وخلافات شخصية عرضية ومؤقتة بين الحكام غير مبررة ولغايات في نفوس آل يعقوب، فبدا بعيداً عن الواقع والمنطق والأمانة الأدبية والتاريخية. فالأكراد عشائر وقبائل وبدو رحل من أصول غجرية لا قومية لهم هربوا من جبال القوقاز على دفعات أثر المحاولات المتكررة للمغول والتتر وقياصرة روسيا وستالين إبادتهم فقدموا إلينا فأجرناهم وآويناهم فطعنونا في الظهر عندما ضعفنا واحتلوا أرضنا وإغتصبوا عرضنا وطردونا من أرضنا. هل سمعت يوماً عن دولة غجرية ؟ الغجر قطاع طرق بلا حضارة ولا أصول ولا أخلاق بل عادات وتقاليد وقيم بالية من الخزعبلات . رأيناهم في اوروبا الشرقية والغربية في خيم على ضفاف الأنهار، فماذا لو تجمعوا في ايطاليا أو فرنسا وقرروا إقامة دولة غجرستان وقرروا الإستفتاء والإنتخاب والتصويت على الإنفصال؟ هل ستقف السلطات هناك مكتوفة الأيدي تتفرج على خيبتها كما فعلت حكومتا العراق وسوريا أم تجتاح تجمعاتهم وتطردهم كما فعلت تركيا؟ والأغرب من ذلك أن البعض يُحَرّمْ أو يستهجن التدخل التركي بناءاً على طلب حكومة طرابلس المعترف بها دولياً ويحلل تدخل روسيا وايطاليا وفرنسا وامريكا وايران لحماية فلول القذافي وهم دول استعمارية لها باع وتاريخ طويل ومرير في إبادة الشعوب.

رد على مردخاي فول وتحية للجميع مع أجمل التهاني بالأعياد ورأس السنة
بسام عبد الله -

الديانات الحق هما الكاثوليك والإسلام السني ويتبعهما أكثر من ثلاثة مليارات من البشر، ولا نعمم ولا نعني هنا أن جميع الأتباع بل معظمهم لأن لكل مجتمع حثالته. نقول أن الكاثوليك الفاتيكاني هو الايمان الحقيقي بتعاليم ووصايا المسيح عليه السلام وهذا ما يراه الزائر والمقيم في التعامل وكل ركن وزاوية من مناطقهم، ويستثنى ليس جميع بل معظم الشرقيين منهم لأسباب يعرفونها هم أكثر من غيرهم. أما الإسلام السني فهو ليس طائفة بل أمة الإسلام، وهم أهل البيت الحقيقيين ويصلون عليهم في جميع صلواتهم، وهم يؤمنون بالمسيح وتعاليمه ووصاياه ويطبقونها، وهم من يؤمن برب موسى وهارون ، وسبب ضعفه في هذه الحقبة هو الإبتعاد العرضي عنه أو التوهان المؤقت لأهله منه بسبب الحرب الشعواء عليه من كارهيه والأحصنة الطروادية المندسة التي تتعمد تشويهه بتلفيق التهم ودس الفتن وبعض الفتاوي المشبوهة، والحاقدين ممن توهموا أن شوكتهم قد قويت فرفعوا أقنعتهم وكشفوا حقيقتهم، ولكنهم سيخسؤون وسيندمون. أما باقي الأقليات الدينية والطوائف الحاقدة فهي في طريقها إلى الإنقراض بسبب إبتعاد العقلاء عنها وإعتناقهم الديانات الحقيقية وموت الجهلاء بحقدهم وغلهم كمداً وحسرة. ويسعدني بهذه المناسبة أن أتقدم لجميع القارئات والقراء والمعلقات والمعلقين والكاتبات والكتاب والمحررات والمحررين بأحر التهاني بالأعياد ورأس السنة، وأن يعيدهم الله والرب على الجميع بالخير والبركة والمحبة والتعايش والسلام. وأود التأكيد هنا بأنني لا أكره أحد بما فيهم بعض المعلقين الذين يشتمون ديننا وعروبتنا ولغتنا، بل أشفق عليهم وأتمنى لهم الخير وأن تزول الغشاوة عن أعينهم، لأن خالق الكون لا يحتاج لمن يدافع عنه ولا يضيره التطاول عليه لأن الحياة رحلة قصيرة وسنعود جميعنا إليه ليحاسبنا على ما إقترفت أيدينا.