جريدة الجرائد

هل ينصب الغرب أردوغان خليفة المسلمين؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فاروق جويدة

ماذا بعد مستنقعات الدم في العراق وسوريا وليبيا واليمن؟، وماذا سنفعل أمام غزاة الاستعمار وقد عادوا في صور وأشكال جديدة ولم يبق غير أن نستقبل الأتراك والفرس وهم يعودون حشوداً إلى بلادنا.

إن الحقيقة المؤكدة أن الذئاب طمعت فينا حين تفرقنا، فكان سقوط بغداد بداية المأساة التي لم تنته بعد، ثم سوريا، ثم اليمن ومازالت بيوتها مشتعلة بالموت والدمار وكانت ليبيا آخر المآسي.

إن غزو تركيا للأراضي الليبية يعتبر حدثا كبيراً وخطيراً ومن الخطأ أن يقف العالم العربي أمامه متفرجا، لأن تركيا لها أطماع تاريخية، فهي تعتبر البحر المتوسط جزءً من سيادتها، وتريد أن تؤكد للغرب أنها مازالت الدولة القوية، وأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي من حقها أن تتحدث باسم الإسلام وأنها قادرة على أن تقدم للعالم الإسلام الصحيح، وأنها في يوم من الأيام كانت زعيمة العالم الإسلامي ومن حقها أن تسترد مكانتها وريادتها.
من الخطأ أن نتصور أن أردوغان بفكره التوسعي بعيد عن تشجيع الغرب، والدليل أن الغرب لم يتحرك حتى الآن، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان بإمكانه أن يأمر أردوغان بالانسحاب تماما من الأراضي الليبية، بل من البحر المتوسط كله، كما أن دولا مثل فرنسا واليونان وايطاليا وألمانيا لها مصالح بترولية في ليبيا، ولا يهمها من يبيع البترول، بل أن تضمن وصوله إلى أراضيها وقد يكون أردوغان الأقدر علي القيام بهذه المهمة.

إن أردوغان لم يغامر بهذه الخطوة إلا وكان متأكداً أنه قادر علي أن يقنع الغرب بهذا المشروع، وربما اقنع أمريكا أنه الوحيد القادر على مواجهة النفوذ الإيراني، والأطماع الإيرانية في العالم العربي، ولو خيرت الغرب بين إيران وتركيا، فإن الغرب سوف يختار تركيا، وأكبر دليل على ذلك أن القاعدة الأمريكية في تركيا مزودة بـ 50 قنبلة نووية، وهذا أكبر دليل على ثقة أمريكا.

إن الشيء المؤكد أن الغرب حريص على مصالحه وأن البترول الليبي هو أساس هذه المصالح، كما أن احتمالات الغاز في شرق البحر المتوسط، تثير اهتمام الغرب وفي ظل ضعف وتراجع العالم العربي وحالة الشتات التي تعيشها شعوبه فإن الغرب لن يمانع أبداً في أن يكون أردوغان هو &"البلطجي&" الجديد، الذي يحافظ على مصالحه، ومن هنا فإنني لا استبعد أبداً أن يكون هناك ما يشبه الاتفاق خلف الكواليس بين الغرب و أردوغان حول مستقبل البترول الليبي، وقد يكون السؤال: ما الحل؟.

لا يوجد حل غير أن تعود الدول العربية إلى جمع شتاتها وتوحيد كلماتها بل وجيوشها لمواجهة الغزو التركي، لأنه لن يقف عند حدود ليبيا، إذا كان أردوغان جاداً بالفعل في مشروع إقامة دولة الخلافة الإسلامية، وينصب نفسه أميراً للمؤمنين ويكون حارس مصالح الغرب.. فلا أخلاق في السياسة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسلاميون حطموا العروبة
الامين -

قال المفكر الامازيغي الجزائري محمد اركون : يكفي ان تغلف اي فكرة بصبغة دينية حتى تقنع العرب باتباعك، وأردوغان يعزف على الوتر الحساس وهو استغلال الاسلامية في تحقيق طموحاته وإعادة تاريخه القذر للدول العربية اربعماءة عام تخلف جهل تعصب و تتريك العرب سبب أتأخر العرب الف عام ، العروبة في زوال الان الاسلامية طغت على العروبة ، اذا سالت شخص ما عن هويته يقول لك انا مسلم نعم وألف نعم بالإسلام ولكن ليس على حساب إلغاء العروبة ، من يقف و يؤيد اردوغان طموحاته بإعادة امجاد اجداده هم بعض العرب وأحزاب اسلامية مسترزقة وعندما تنوي مهماتهم يرميهم اردوغان في المزبلة .

يا حزن الحزن
خليك مع البلح -

حتى انت يا جويد ؟!

هل ينصب العرب وليس الغرب أردوجان خليفة للمسلمين ؟
فول على طول -

سيدى الشاعر الرقيق فاروق جويدة ...متى تعالجون أنفسكم من نظرية المؤامرة ؟ الغرب لا يهتم بشأنكم وأنتم ميئوس منكم أصلا . لماذا لا تصلحون من أنفسكم ؟ ولماذا لا تواجهون أردوجان ؟ مجموع الدول العربية لا تستطيع مواجهة أردوجان فى عقر داركم ...وتتهمون الغرب ؟ أنتم تحلمون بالخلافة وها هو أردوجان يحققها ..لماذا أنتم غاضبون ؟ هل حذفتم تعاليم الخلافة من مناهجكم ؟ هل تعرف أن الملايين فى الدول العربية يؤيدون أردوجان ؟ هل تعرف كيف تم استقبال أردوجان فى مصر المحروسة أيام اخوانك المسلمين ؟ بالتأكيد لو تبحثون فى أنفسكم عن أسباب فشلكم وتخلفكم سوف تجدون الحل أما نظرية المؤامرة والغرب يؤيد أردوجان والغرب فعل والغرب يفعل والى أخر هذة الشعوذات لن تحل مشاكلكم . وفى غنى عن الفهم أن الغرب قادر على مواجة ايران وتركيا بل قادر على ابادة الكرة الأرضية بالكامل فلا تضحك على نفسك .

عن أية خلافه تتكلمون ؟
كندي -

يوم وفاة النبي اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعده لاختيار أمير او حاكم او خليفه طبقا لقوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) واختاروا سعد بن عباده ، شخص لا غبار عليه ، فهرع القرشيون رافضين للبيعة وزاعمين ان الخلافة يجب ان تكون في قريش ، لنقف هنا : هل يستطيع احد ان يُرينا أين نص القرآن على وجوب ان يكون الحاكم من قريش ؟ لا يحاول احد ان يأتي بحديث ويزعم انه نبوي ، اذا وجد هكذا حديث فانه يناقض ( وأمرهم شورى بينهم ) وما كان الرسول ليخالف امر الله ، دعوا ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وأفضالهم وفضائلهم وأرونا في أية آيه او سوره او موضع من القران نص على ان الخلافة في قريش ؟ لو وجد هكذا شيء فان الدين لن يكون لكل الناس وإنما القرشيين فقط ،

رد على تعليق مردخاي فول المأبون الذين يبتئس البؤس من بؤسه
بسام عبد الله -

ينقمص القمص والحاخام مردخاي فول عندما نقول عنه أنه مأبون ولا يدري أنها مدح وليست ذم مقارنة بصفاته الحقيقة التي لا توجد لها مرادفات باللغة العربية السامية لنوع من البشر يكرسون حياتهم للشتائم والسباب والنيل من مقدسات ومعتقدات وكتب ورموز الآخرين، ويدعون أنهم من أتباع عقيدة معيبة وتجمعات يقال أنها دينية وهي بالحقيقة شيطانية إبليسية وعدها مخلصها المزعوم بشقاء وبؤس وغباء في الحياة الدنيوية وببحيرة كبريت وأسيد في الحياة الأبدية يدخل من دبرهم ويخرج من فمهم عقاباً لألسنتهم الشتامة وكفرهم بوصايا يسوع عليه السلام بتحريفهم كلامه من أحبوا وباركوا وصلوا إلى إحقدوا وإحتقروا واشتموا وافسقوا وافجروا. أنت وأمثالك يا مردخاي فول. صرتم أضحوكة للقراء والكتاب والمحررين بتعليقاتكم السخيفة الممجوجة التي ستنقلب وبالاً عليكم فحقدكم سيفطر قلوبكم ويقتلكم غماً وكمداً.

الصحافة الصفراء وشعراء القصور وتزييف الحقائق ودهن الهواء دوكو
بسام عبد الله -

ليس دفاعاً عن أردوغان ولكن حتى أعداؤه سيستهجنوا هذا الاسلوب الذي لا تهمة فيه سوى أنه خليفة عثماني واخواني وداعشي، اسلوب يذكرنا بصحافة العسكر الصفراء التي إذا رضي حاكمها عن شخص رفعوه إلى السماء وإذا غضب عليه خسفوا به الأرض، وهجومهم على أردوغان وإتهامهم له تارة بأنه داعشي وأخرى بأنه عثماني أو إخونجي أكبر دليل، وهو أي الرئيس أردوغان الذي كان قبل جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي سمن وعسل مع المملكة وملوكها وبشار أسد وبعثه وعلمانيته وطائفيته؟ وإنقلبت بقدرة قادر للإتجاه المعاكس بحيث وقف طبالي السلطان وشعراء البلاط جنباً إلى جنب مع شبيحة المجرم بشار أسد الذي قضى شهر عسله في حضن أردوغان. من صفات ومميزات الكاتب والباحث بعد النظر، ماذا ستكتبون لو عادت المياه لمجاريها وفي الإتجاه الصحيح؟ لماذا يجب على الشعوب العربية والإسلامية تحمل أخطاء وجرائم الحكام والرؤساء وخلافتهم الشخصية وتحمل تبعاتها؟ نفس سيناريو العراق يتكرر على باقي الدول العربية والإسلامية الواحدة تلو الأخرى وبأيدينا، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة للوحدة والتماسك والتلاحم. الخلافة العثمانية بحلوها ومرها والتي دامت أربعة قرون جزء من تاريخنا الإسلامي، ولا يمكن مسحه بجرة قلم. أردوغان ليس خليفة ولا اخواني بل هو رئيس منتخب بديمقراطية في دولة علمانية أسسها أتاتورك بعد إنهاء الخلافة. أردوغان رئيس أحبه شعبه الذي وقف بصدوره العارية في وجه الدبابات دفاعاً عنه وأعاده للرئاسة، وعلى عكس معظم الحكام العرب الذين لا وجود عندهم لا لشعوبهم ولا لصناديق الإنتخاب. إذا كان دفاع أردوغان عن حدوده ووحدته الوطنية وإبعاده لعصابة إرهابية إنفصالية عن حدوده بموجب إتفاقية أضنة الموقعة مع المقبور المجرم حافظ أسد، والدفاع عن الشعب السوري وحمايته من الإحتلالين الايراني والروسي أصبح غزو بمفهومكم ، فبماذا تسمون إبادته بالكيماوي وأسلحة بوتين للدمار الشامل، قتل رحيم؟ والسؤال هنا: لماذا هو حلال على ايطاليا وفرنسا وروسيا وامريكا وأمة أبناء الرب وشعب الله المختار دعم فلول القذافي وتدمير ليبيا ، وحرام على تركيا دعم حكومة الوفاق المنتخبة شعبياً والمعترف بها دولياً؟