جريدة الجرائد

بغداد من الجو

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فاتح عبدالسلام

الصور‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬التقاطها‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬لساحة‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬التغطية‭ ‬الاخبارية‭ ‬لانتفاضة‭ ‬العراقيين‭ ‬ضد‭ ‬الفساد‭ ‬والظلم‭ ‬،‭ ‬لفتت‭ ‬انتباه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاعلاميين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يزوروا‭ ‬بغداد‭ ‬منذ‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ . ‬وأول‭ ‬ملاحظة‭ ‬قالوها‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭ ‬الكبير،‭ ‬ساحة‭ ‬التحرير‭ ‬،‭ ‬قلب‭ ‬بغداد،‭ ‬بقي‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬مبنى‭ ‬جديد‭ ‬حوله‭ ‬،‭ ‬والمباني‭ ‬القديمة‭ ‬ازدادت‭ ‬تآكلاً‭ ‬،‭ ‬وان‭ ‬دولة‭ ‬بلا‭ ‬نفط‭ ‬مثل‭ ‬الاردن‭ ‬حولت‭ ‬الى‭ ‬ميدانها‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬العبدلي‭ ‬الى‭ ‬اجمل‭ ‬المناطق‭ ‬التجارية‭ ‬والسياحية‭ ‬الحديثة،‭ ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الغني‭ ‬؟

كان‭ ‬الصحفيون‭ ‬يظنون‭ ‬انّ‭ ‬بغداد‭ ‬حين‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الحصار‭ ‬وتسيل‭ ‬الموازنات‭ ‬المليارية‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬خزائنها‭ ‬سوف‭ ‬تلتفت‭ ‬إلى‭ ‬واجهتها‭ ‬الاساسية،‭ ‬ساحة‭ ‬التحرير‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬عمارات‭ ‬حديثة‭ ‬تأخذها‭ ‬العين‭ ‬بالاعتبار،‭ ‬سوى‭ ‬عمارة‭ ‬مهملة‭ ‬لمطعم‭ ‬وتحمل‭ ‬اسماً‭ ‬غير‭ ‬عراقي‭.‬

حين‭ ‬علموا‭ ‬ان‭ ‬نصب‭ ‬الجندي‭ ‬المجهول‭ ‬كان‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬هناك،‭ ‬تأكدت‭ ‬لهم‭ ‬أهمية‭ ‬الموقع‭ ‬لاسيما‭ ‬انه‭ ‬قرب‭ ‬جسور‭ ‬حيوية‭ .‬

لكن‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬المتسائلين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ان‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬كانت‭ ‬تقبع‭ ‬في‭ ‬قصور‭ ‬مشيدة‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬المعزولة‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬كله‭ ‬وليس‭ ‬بغداد‭ ‬حولها‭ ‬،‭ ‬وانّ‭ ‬الوزراء‭ ‬لا‭ ‬تنزل‭ ‬اقدامهم‭ ‬الى‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‭ ‬العربية‭ ‬الأقدم‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬،‭ ‬وإذا‭ ‬مروا‭ ‬من‭ ‬شوارعها‭ ‬نادراً‭ ‬فإنّ‭ ‬عيونهم‭ ‬لا‭ ‬تلتقط‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬بغداد‭ ‬شيئاً،‭ ‬وربّما‭ ‬يرون‭ ‬فيها‭ ‬مدينة‭ ‬غريبة‭ ‬،‭ ‬خيم‭ ‬عليها‭ ‬تعب‭ ‬الحصار‭ ‬والحروب‭ ‬ولا‭ ‬وقت‭ ‬ولا‭ ‬موافقة‭ ‬سياسية‭ ‬لتنهض‭ ‬من‭ ‬صورتها‭ ‬المعتمة‭ ‬لتكون‭ ‬بما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬أهلها‭ ‬وتراثها‭ ‬وعمق‭ ‬تاريخها‭ ‬وتعلق‭ ‬قلوب‭ ‬العرب‭ ‬بها‭ ‬،ما‭ ‬يجعله‭ ‬الأجمل‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬المعماري،‭ ‬والأروع‭ ‬في‭ ‬انسياب‭ ‬الخدمات‭ ‬وحركة‭ ‬المواصلات‭ . ‬

وتساءل‭ ‬صحفي‭ ‬عربي‭ ‬‭:‬‭ ‬ألا‭ ‬يسافر‭ ‬المسؤولون‭ ‬العراقيون‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬ليروا‭ ‬عواصم‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬فقيرة‭ ‬وقد‭ ‬اعتنت‭ ‬بمخططاتها‭ ‬المدينية‭ ‬والحضرية‭ ‬والخدمية‭ ‬ولم‭ ‬تقف‭ ‬قلة‭ ‬الموارد‭ ‬عائقاً‭ ‬أمام‭ ‬العمل‭.‬

هناك‭ ‬جهود‭ ‬فردية‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬في‭ ‬جماليات‭ ‬بغداد،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬ينكر‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬لكنها‭ ‬عاصمة‭ ‬تستحق‭ ‬ما‭ ‬تمتلكه‭ ‬العواصم‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬انّ‭ ‬أهلها‭ ‬من‭ ‬أغنى‭ ‬الأغنياء‭ ‬في‭ ‬الثروات‭ ‬النفطية‭ ‬لبلدهم‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬انّ‭ ‬ذلك‭ ‬الغنى‭ ‬بحسب‭ ‬السجلات‭ ‬فقط‭ .‬

هنا‭ ‬التفت‭ ‬الصحفي‭ ‬العربي‭ ‬وقال‭ ‬متأثراً‭ ‬‭:‬‭ ‬أحقاً‭ ‬تنتظرون‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬أن‭ ‬تجمل‭ ‬عاصمتكم‭ ‬وتنظفها‭ ‬وتبني‭ ‬فيها‭ ‬ناطحات‭ ‬سحاب؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مهلا سيدى الكاتب
فول على طول -

يقول السيد الكاتب : وهى‭ ‬عمارة‭ ‬مهملة‭ ‬لمطعم‭ ‬وتحمل‭ ‬اسماً‭ ‬غير‭ ‬عراقي‭.‬..انتهى الاقتباس . ماذا تريد سيدى الكاتب بهذة الجملة ؟ هل هذا تحريض على العمارة وأصحابها مثلا ؟ أليس من حق صاحب العمارة أن يطكلق عليها ما يشاء من أسماء ؟ انتهى - سيدى الكاتب : نكبة العراق وبغداد وغيرها عندما تم تعريبها بالقوة بعد الغزو العربى . ..كانت بغداد والقاهرة ولبنان الخ الخ بلاد ذات تاريخ وحضارة ولكن بعد الغزو العربى تم هدم كل هذة الحضارات وتم تزييف التاريخ وتم تدمير كل شئ جميل وتم تعريب وأسلمة البلاد والعباد بالقوة ومن هنا تم التصحر الفكرى والأخلاقى والمعمارى . العراق بلد بابل وأشور والكلدان ونبوخذ نصر والحدائق المعلقة الخ الخ هذا قبل الغزو العربى . ..بعد الغزو العربى انتشر القبح بكل أشكالة .

اسم من اذن ؟؟.؟.؟؟
mihraban -

و حضرتك تريد اسم كاثوليكى مثلا ؟؟؟؟ !!!!!

لا زال راسبوتين الحقد والكراهية يجهل ويسأل عن الفرق بين الغزو المسيحي والفتح الإسلامي
بسام عبد الله -

ايش حشرك يا مردخاي فول بالعراق؟ أنت راسبوتين الحقد والكراهية تجتر نفس التعليق عن الفتح الاسلامي العظيم وتعتبر نفسك من السكان الأصليين وأنتم أصلكم من غجر اليونان، ومع ذلك سنوضح لك للمرة المليون الفرق بين الفتح الإسلامي العظيم والغزو الفارسي والروماني والصليبي السقيم، ولكن بعد أن نسمعك كلمتين في العظم عن تاريخك البغيض من ماضٍ وحاضر مرير ما بين حقد وكراهية وخيانة وغدر بعد أن أتحفتنا بإطلالتك لبخ سمومك ولتفضح جهلك بالتاريخ ومدى تخلفك وإنعدام الأدب والأخلاق والثقافة والعلم. أنتم أصلكم من الغجر ولستم من السكان الأصليين ولا مسيحيين حسب وثيقة قداسة البابا بندكت السادس عشر، وأنتم إرهابيين وقتلة ومجرمين حسب تصريح المطران جورج خضر، ولا تفقهون أبسط تعاليم المسيح عليه السلام ووصاياه من أحبوا وباركوا وصلوا، بل على العكس تطبق وصايا ربكم يهودا الإسخريوطي من إشتموا واحقدوا واكرهوا. أما الفرق بين الفتوحات الإسلامية والغزو المسيحي والتتري والمغولي، وسماحة الإسلام والمسلمين التي أوصلتكم لصحيفة إيلاف لتشتموهم بدلا من أن تشكروهم بعد أن أصبحتم في ظله وحمايته لأسلافكم من إبادة الرومان لكم أصبحتم بالملايين بعد أن جئتمونا غجراً بالمئات، ومن كثرة كنائسكم المعيبة ، حسب وصف قداسته، لم تجدوا أسماء لها فأعطيتموها أرقاماً. الفرق يا عدو البشرية والإنسانية هو أن الغزو ما قام به أقرانكم في امريكا واستراليا ضد السكان الأصليين وأبادوا الملايين منهم بأساليب وحشية على طريقة الراهبان الأخوان مقاري، وسلبوهم أرضهم وسبوا نساءهم وإستعبدوا أطفالهم وإستبقوا عينات منهم حتى لا ينقرضوا في محميات متباعدة، وما قام به الصهاينة والصليبيين الذين جاؤوا من مختلف أصقاع الأرض لإبادة وتهجير السكان الأصليين. أما الفتح الإسلامي فقد حصل عندما إستنجدت الأقليات المسيحية في بلاد الشام ومصر لإنقاذهم من إبادة الرومان والفرس، وعندما وصل جيش المسلمين فتح البطاركة والرهبان والقسيسين أبواب المدن واستقبلوهم إستقبال الفاتحين والمنقذين لهم ونشروا الحضارة والأخلاق والطهارة والعلم والأدب وزاد عددهم وزادت كنائسهم، لذا أطلقوا عليه هم أي المسيحيين بالفتح الأسلامي العظيم. فهمتم يا غجر أم نعيد؟