جريدة الجرائد

زيارة الشيخ للمحرقة النازية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله بن بخيت

إذا أردنا السلام لا يكفي أن نتحدث عن السلام ونرفع شعارات السلام ونطالب الآخرين الاستماع لمبادرات السلام. في عالم الصراعات لا يتلفت أحد لهذه الخطابات الناعمة المدوية في الفضاء إذا لم يسبقها خطاب سلام على الأرض. يلتقي البشر وجهاً لوجه. نشوء اتصال إخلاقي تدركه الفطرة الإنسانية. السلام لا يقوم على المواقف المسبقة الجامدة والملوثة بقضايا أخرى. لكل قضية فضاؤها الخاص. إذا اختلطت القضايا بمادة إيديولوجية تفقد كل قضية جوهر حقيقتها. تتمثل في صورة تنافس فيما بينها.

حق اليهود في العيش بسلام لا يختلف عن حق المسلمين والهندوس العيش بسلام أيضاً، بيد أن التناحر بين فئة من الهندوس مع فئة من المسلمين لا ينفي الحق في العيش بسلام لكلا الطرفين. صراع القضية الفلسطينية الذي يدور بين مسلمين ويهود لا ينفي حق الطرفين في السلام والعدل، كثير منا لا يعلم أن ما جرى للفلسطينيين في فلسطين ليس نتيجة لما جرى لليهود في ألمانيا، المستعمر البريطاني لم يقدم فلسطين لليهود كهدية ترضية عما جرى لهم في الحرب العالمية الثانية، الصراع العربي الإسرائيلي بدأ مع بداية القرن العشرين وجريمة محرقة اليهود حدثت في منتصف القرن العشرين.

الزيارة التي قام بها معالي الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية لموقع أوشفيتس للمحرقة النازية التي قتل فيه أكثر من مليون إنسان جلهم من اليهود في بولندا هي خطاب أخلاقي لا علاقة لها بالقضايا السياسية العالقة، هذه الزيارة تؤكد مفهوم الإسلام في المملكة الذي لا يخلط الحقائق ويستثمرها في قضاياه، خلط القضايا وتوظيفها في السياسية لم يورث البشرية سوى المزيد من العنف والكراهية.

تؤكد هذه الزيارة التاريخية أن المملكة بإسلامها المعتدل لا تحمل خطابات متناقضة في السعي للسلام، ما يجري للفلسطينيين في فلسطين مأساة وما جرى لليهود في ألمانيا النازية مأساة أيضاً، عندما ندافع عن حقوق الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون جزءاً من مسعانا تجاهل حقوق الآخرين، ما حدث في ألمانيا ضد اليهود وعدد من الاثنيات الأخرى جريمة لا تغتفر.

لكي نكرس مفهوم السلام نرتفع عن ألاعيب السياسة ونتعامل مع المآسي كما هي فلا فرق بين مأساة وأخرى. إذا كانت إسرائيل استغلت مأساة اليهود في العهد النازي فكثير من العرب والمسلمين استغلوا المأساة الفلسطينية بأن وظفوها في أجنداتهم السياسية، إذا كان كثير من شرفاء المسلمين يحسون بالتعاطف مع ضحايا النازية فعلينا أيضاً أن نتذكر أن كثيراً من شرفاء اليهود دافعوا وما زالوا يدافعون عن الحقوق الفلسطينية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
..........
مراد -

الشرفاء اليهود الذين يقول عنهم كاتبنا الكريم أنهم دافعوا ويدافعون عن حقوق الفلسطينيين هم في حقيقة الأمر رجال دين يهود .. حاخامات متبحرون في تفاصيل عقيدتهم وصادقون مع خالقهم .. هؤلاء حقيقة لايدافعون عن حقوق لفلسطينيين ولا لغير الفلسطينيين كما يتبادر إلى الذهن لأول وهلة .. هم يدافعون عن سلامة عقيدتهم .. هم يؤمنين أشد الإيمان بأن قيام دولة إسرائيل أصلاً خطيئة كبرى تتعارض مع تعاليم الرب الذي أمرهم بأن لايتخذوا لهم دولة إلى قيام الساعة .. ويقولون أنه أوصاهم بأن يتعايشوا مع أي مجتمع على هذا الكوكب محكومين لاحاكمين .. هذا والله أعلم .

مطلوب
فول على طول -

يقول أذكى اخواتة : هم يؤمنين أشد الإيمان بأن قيام دولة إسرائيل أصلاً خطيئة كبرى تتعارض مع تعاليم الرب الذي أمرهم بأن لايتخذوا لهم دولة إلى قيام الساعة..انتهى الاقتباس ونحن نسألة : ما هو دليلك على كلامك من كتب اليهود وليس من ـتأليف مشعوذين ؟ وهل أنتم تؤمنون بسلامة العقيدة اليهودية ؟ - ونشكر السيد الكاتب ولأول مرة نقرأ لكاتب مسلم أن يعترف بحق اليهود فى العيش والحياة وهذا شئ جميل وجديد ولكن هل تقصد أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون أم العيش أحرار مثل كل البشر ؟ وهل تؤمن بحق اسرائيل فى جزء من فلسطين أم لا ؟ انتهى - ويقول الكاتب : تؤكد هذه الزيارة التاريخية أن المملكة بإسلامها المعتدل ..انتهى الاقتباس ونحن نسأل : هل فعلا أن اسلامكم معتدل ؟ أم أن انسانيتكم هى المعتدلة أم أن الظروف والوقت يجبركم على الاعتدال على الأقل ظاهريا ؟ أصدقك القول أننى أشعر أنك انسان معتدل

أتريد دليلاً أم دليلا تريد؟ سنعطيك دليلاً يا ابي سفلحة الفوال. ربنا ياخدكم ده انتو مليتوا البلد.
بسام عبد الله -

نرجو أن لا يتفاجأ ولا يستغرب الكاتب تعليق المدعو مردخاي فول الصهيوني، ويسمح لنا بالرد عليه لأننا خبزناه وعجناه ونعرف اللغة التي يفهمها. اللغة العبرية ليست لغة اليهود، اليهود الأصوليون كالحيرديم وناطوري كارتا وأتباع حسيدية حباد والحريديم السفاراديم الذين كانوا يسكنون في القدس قبل قيام إسرائيل وغيرهم من بقايا أتباع موسى، لا يتحدثون بالعبرية ويستخدمون بدلا منها لغة أخرى تسمى "اليديشية" وهي لغة يهود أوروبا، يتحدثها ما يقارب 3 ملايين شخص حول العالم، أغلبهم يهود أشكناز ومن أهم سمات الحيرديم التمسك بشكل تام بالشريعة اليهودية "الهالاخاه" الأرثوذكسية وترفض إعادة النظر في الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية. وهم يفضلون نوع خاص من المدارس الدينية اليهودية يدعى "اليشيفات" يتم فيها تعليم الدين التقليدي والشريعة والتلمود. ويعارض الحريديم الحركة الصهيونية ولا يعترفون بدولة إسرائيل ويناهضونها من أساسها، لأنه وفقًا لمعتقداتهم الدينية فإن مملكة الرب اليهودية على الأرض الذي سيقيمها هو المسيح المخلص من نسل داود والذي سيأتي آخر الزمان. أما الحركة الصهيونية فقد أقامتها بوسائل سياسية وعسكرية دنيئة مما يعني مخالفة لإرادة الرب، ويعارضون دولة إسرائيل وممارستها القمعية ضد الشعب الفلسطيني ويدعون لإقامة دولة فلسطينية، إذ يعتبرون أن قيام دولة إسرائيل خطأ ديني وتاريخي كبير. ويعتبرونها (كافرة) ولا يتجندون بالجيش الإسرائيلي الذي يعتبرونه جيشًا علمانيًا لدولة كافرة.

هل فهمت يا راسبوتين العنصرية والحقد والكراهية؟
بسام عبد الله -

اسرائيل دولة عنصرية صهيونية وليست يهودية وستدمر نفسها ذاتياً، لأن اليهود أنفسهم لا يؤمنون بها كونها تتناقض مع ما ورد بالتوراة، فعلى سبيل المثال طائفة الحريديم التي تعتبر من أشد الطوائف اليهودية التزاما بتعاليم دينها ويطبقون الأصول الدينية اليهودية، وهم متشددون، ويختلفون مع الصهيونية حول الهدف الصهيوني الذي يسعى إلى تجميع اليهود وبناء دولة يهودية في فلسطين؛ لأنه يتعارض مع تفسيراتهم للتلمود. ومن وجهة نظر الحريديم، فإن الصهيونية تدعو الإنسان إلى فعل ما لا يمكن فعله لغير الله و”المسيح المخلص”، وذلك لأن العودة لأرض إسرائيل في التراث اليهودي لا يمكن فصلها عن خلاص شعب إسرائيل على يد “المسيح المخلص”. ومن ثم، فإن العودة إلى الأرض وإقامة دولة قبل عودة مسيح اليهود المنتظر تعد تحديا لإرادة الله ولن تسهم إلا في تأخير الخلاص الحقيقي والتجميع الحقيقي لليهود في المنافي. لذا، لا يعطي يهود الحريديم أي صفة قدسية لإسرائيل، ولا يعدون تأسيسها بداية لخلاص اليهودي، والحقيقة أن الحريديم الذين يعيشون في إسرائيل لا يرون فيها سوى منفى آخر من منافي “الشتات”. وسجل التاريخ سنة 48 رفض مشاركة الحريديم فيما يسمى بـ”حرب التحرير والاستقلال”، وشددوا على أن لا مشكلة تجمعهم بالعرب أو الشعب الفلسطيني، ويرفض الحريديم الانخراط في الجيش الإسرائيلي لأنه وفق اعتقادهم إرهابي ويفسد الأخلاق المجتمعية ويهدد القيم الدينية وتعاليم التوراة. وكذلك حركة ناطوري كارتا اليهودية الأرثوذكسية التي تأسست عقيدتها على فكرة أن الله عاقب اليهود بإزالة دولتهم في العهد القديم بسبب عدم تطبيقهم للشرائع التوراتية على أحق ما يكون، وبالتالي فما عليهم سوى العيش في كنف دول تحميهم ولا تضطهدهم، دون أن يفكروا بتأسيس دولتهم الخاصة. تأسست عقيدة حركة ناطوري كارتا اليهودية الأرثوذكسية على فكرة أن الله عاقب اليهود بإزالة دولتهم في العهد القديم بسبب عدم تطبيقهم للشرائع التوراتية على أحق ما يكون، وبالتالي فما عليهم سوى العيش في كنف دول تحميهم ولا تضطهدهم، دون أن يفكروا بتأسيس دولتهم الخاصة. تأسست هذه الحركة العالمية سنوات الثلاثينيات، وتتكوّن أساساً من يهود سكنوا فلسطين منذ زمن، قادمين من المجر وليتوانيا، ولا تعادي فقط الصهيونية وإسرائيل، بل تعتبر أن الصهاينة ليسوا يهوداً، وأنهم كفار يتطبّعون باسم اليهودية لأهداف سياسية مقيتة. ويحرص الإعلام الإسرا