جريدة الجرائد

جماعة لندن.. الاستثمار في «كورونا» سياسيًا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سعيد الحمد

صحيح أنها تستثمر كل شيء لتنال من البحرين، لكن لم يخطر في بال المواطنين أبدًا أن تستثمر جماعة لندن في وباء كورونا لتشوه من سمعة بلادنا، دون أدنى شعورٍ بالمسؤولية الأخلاقية في لحظة يستنفر فيها العالم جهوده ويوحد صفوفه لمواجهة الكورونا.

وحدها جماعة لندن خرجت عن الخط ولعبت بالمرض واستخدمت الوباء أسوأ استخدام لأسوأ الأهداف واتعس الغايات غير عابئة ولا مهتمة على الإطلاق بالخطورة التي يشكلها هذا الوباء على مواطنين تزعم الدفاع عنهم وتدعي اهتمامها بهم وبحقوقهم وبمستوى معيشتهم، وإذا بأقنعة الزيف تسقط عن تلك الوجوه الدعية والمدعية وتظهر حقيقتها القبيحة على الملأ أجمعين، وهي تردح ضد البحرين وتتصيد وتترصد بدلاً من أن تؤجل خلافاتها إلى ما بعد انتهاء الجائحة، وبدلاً من أن تنادي بتوحيد الصفوف ورص الجهود لمقأومة ومكافحة مرض وفيروس لا يفرق بين الولائيين والمواطنين حسب ايديولوجياتهم وتوجهاتهم، وبئس الفعل ما فعلته جماعة لندن ومن لفَّ في فضائها وانضوى تحت خيمتها وحمل ضمن حملتها في وقت حرج بسبب الكورونا.

لا فقه السياسة، ولا فقه الواقع، ولا الانتماء الحقيقي يقبل بمثل ما فعلوا وهم يرقصون على إيقاع قناة (العالم) الايرانية، ويظهرون عبر شاشاتها في وصلة ذم وقدح وهجوم وتشويهٍ تبرأ منها البحرين كما تبرأ وتتبرأ من مرتكبيها وقد أغواهم ولاؤهم فتاهت عقولهم في الغيّ والبهتان.

ليست لحظة مواجهةٍ ولا مجابهة، وليس الوقت وقت الطعن بالخناجر المسمومة في جهودٍ جبارة تبذل على مدار الساعة لحماية الوطن والمواطن، فأي فكر شيطاني أحمقٍ أهوج هو الذي دلهم وقادهم إلى تحويل بوصلة مواجهة الوباء إلى مواجهة الجهود الوطنية لفريق البحرين الذي يتولاه أبناء البحرين، وقد نذروا أنفسهم على مدى أيام وأسابيع للتصدي للفيروس، والحدّ من خطورته على أهل البحرين من كل طيف ومن كل مكوِّن بحريني لا يفرق بين هذا وذاك.

ليست غواية السياسة، ولا علاقة لها بالسياسة لا من قريبٍ ولا من بعيد، ولكنه النزق الأحمق والغوغائية المسكونة بروح الانتقام من الوطن والضحية هو المواطن.

ثنائية التشويه والتزييف ثنائية لا علاقة لها بمصطلح &"معارضة&" بغض النظر عن نوع وشكل وتوجه هذه المعارضة أو تلك، ولكنها ثنائية الثأر حتى لو زهقت أرواح أبرياء فيها لا ذنب لهم.

وإذا كانت جماعة لندن ومن لفَّ لفها من جماعات فلول دوار العار لا تريد أن تقول كلمة خير، فلا أقل من أن تصمت وتسكت وتلوذ بجدار اللا مبالاة دون أن تفتح صفحاتها الإلكترونية ومواقعها وفضائياتها لتهاجم وتحرض في حملة تعبئة ضد الحكومة وأجهزتها وفريق البحرين لا ضد الكورونا.

لا المعارضة الايرانية لنظام الملالي، ولا المعارضة العراقية للحكومة في العراق، ولا الشارع اللبناني المعارض للحكومة هناك، قالوا مثل الذي قالته جماعة لندن وهي تظهر على شاشة (العالم) أو (اللؤلؤة) أو (المنار) أو (الميادين)، أو أي قناة أخرى من القنوات التي أدمنت الهجوم على البحرين بمناسبة وبلا مناسبة، حتى صار في حكم المؤكد إن البحرين تشكل لها عُقدة لا فكاك ولا علاج لها.

لقد قلناها مرارًا إنها جماعة تعمل ضد نفسها، ففي كل أزمة حتى أزمة فيروس الكورونا تخسر هذه الجماعة أرضًا وتفقد مساحة حين يتبارى بضعة أفرادها في استغلال واستثمار كل شيء للنيل من البحرين لحساب أجندة يعتاشون منها.

وهل نحن بحاجةٍ لأن نذكر ونعيد ونكرر أن من يعتاش من الهجوم على وطنه والنيل من بلاده فاقد لكل شيء؟؟

ولسنا هنا في وارد شراء الأوهام أو الرهان على هكذا جماعة خرجت عن دائرة الوطن ومنها، ولم تسأل نفسها حتى في أزمة الفيروس الذي اجتاح العالم إن كان ما تقوم وما تقول به من يضر ومن يصيب سوى المواطن البسيط، ولم تفهم أن هكذا موقف يضعها أمام مساءلة التاريخ حين يسائل ويسأل، ولكننا هنا نسجل ونوثق موقفها ونرصد فعلها ونقول الذي قلناه لها مرارًا ما هكذا تكون المعارضة ولا السياسة، ولا هكذا يدار الاختلاف.

ونقول إن البحرين بأهلها وناسها ومواطنيها وإخلاصهم وتفانيهم من أجلها أكبر من أن تأثر فيه هذه الجماعة أو أقوالها مهما ارتفع صراخهم المفتعل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف