جريدة الجرائد

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

عادة، المصائب قضية الآخرين، مع شيء من التعاطف، أو اللامبالاة. كورونا COVID - 19 وباء مختلف، مع أنه ليس أخطر الأوبئة ولا أبشعها. مخيف بسبب غموضه، وسرعة انتشاره وانتشار أخباره المفزعة، ولأنه يساوي في تهديده بين القارات، والطبقات الاجتماعية، والمدن والأرياف، والأغنياء والفقراء.
لا بد أن ينتهي وتنجلي الغمة عن العالم في يوم ما، متى؟ لا ندري، ربما قبل الصيف أو حتى شتاء العام المقبل، أو يدوم.
في لحظة الحقيقة اكتشف العالم كم هو في حاجة لبعضه، رغم خلاف الصينيين والأميركيين وتبادل اللوم بينهم، ورغم العداء مع نظام إيران وأتباعه، ورغم كثرة الثارات في هذا الكوكب، أصبح الوباء العدو الجامع الذي وحد العالم، ولو مؤقتاً. العدو الجديد انتقل من ووهان إلى كل مكان. وربما بدأ في بلد قبل الصين، لكن لا يهم أصله بقدر ما يهم العالم التغلب عليه، والعودة إلى الحياة &"الطبيعية&"، أو ما كنا نعتبرها طبيعية، قبل مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.


وككل الحروب، لـ&"كورونا&" ضحايا وقرابين، وعسى أن يتعلم العالم درساً مختلفاً هذه المرة، ليست الدروس المتوقعة بإنهاء الخلافات والنزاعات المسلحة البشرية، بل التعاون في سبيل سلامة الأرض والبشرية، همومنا المشتركة.
لنتذكر أن هناك أمراضا لا أحد يهتم بعلاجها، فالملاريا ملازمة للمجتمعات الفقيرة في العالم، ولم يكن لها علاج لأنها لا تعني شيئا لشركات التأمين الطبية، ولا يطير البعوض الناقل لها لما وراء البحار البعيدة.
الحقيقة أكبر من ذلك، &"هناك عشرة آلاف مرض، ولدينا خمسمائة دواء فقط&"، هذا ما قاله عضو الكونغرس الأميركي، كيفن مكارثي قبل نحو ست سنوات، حتى إن أحدهم استكثر الرقم وظنه مبالغة، ليجد بعد البحث أن الرقم الدقيق هو 9235 مرضاً بلا علاج بعد، كل واحد منها قد يصيب ستة أشخاص بين كل عشرة آلاف.
علاجياً، تبدو الأمور بطيئة لكن الإنجازات البشرية هائلة قياساً على ما كانت عليه في كل تاريخ الإنسان. الجينوم البشري، الخريطة الجينية، أو &"كتالوج&" الإنسان وكتاب حياته، بدأ العمل فيه منذ عام 1990 وتم توثيقه بعد عقد، في مطلع الألفية، مع هذا لا تزال مساعي استنتاج الأمراض وعلاجاتها في بداياتها.
البارحة وصلتني نتائج فحص &"كورونا&"، أخذته طوعاً بعد رحلة طويلة تشعرك بالشك. بعد يومين من أطول أيام السنة، جاءت النتيجة... سلبية. نتيجة الفحص هذه مجرد حالة رضا نفسية، لأنه لا يوجد علاج، ولا تقي من الإصابة بعد براءة النتيجة، ولا تعفي من مسؤولية الاعتزال. الفحص وقاية للمجتمع من الفرد. ولو كان الفحص متاحاً للجميع لأمكن اكتشاف كل المصابين وعزلهم، بدلاً من حجر خمسة مليارات إنسان خلال الأشهر المقبلة، والقضاء عليه. نتمنى السلامة للجميع وللمرضى بالشفاء، وللغمة أن تزول.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كورونا ارحم منكم
حسان الشامي -

لما هذا الهلـع والخوف . اجتياح كورونا للعالم من حقه وهو حق طبيعي له . يكفى انه ارحم كواميركا وكوايرانيا وكورسيا وكومافيا وكو فسادوا. لأن وبأهم فتاك وقاتل وليس له ترياق وبائهم قتل وشرد وهجر ودمر واحتل وابتز شعوب اكثر بلدان العالم . كورونا قتل حوالي ٨ الآف ضحية بالعالم كله خلال شهر . اميركا منفردة قتلت وشردت ودمرت وأحرقت حوالي ٨ا مليون انسان بافغانستان والعراق . روسيا خلال اشهر قليلة قتلت بسوريا اكثر من ٨٠ الف ضحية . إيران احتلت وقتلت وهجرت ودمرت عشرات الآف من الشعب السوري والعراقي . الوباء الصهيوني شرد واحتل ودمر وقتل مئات الآف من الشعب الفلسطيني والمصري والأردني والسوري واللبناني . أليس وباء كورونا ارحم من وبائهم . يكفى انه دب الرعب والهلع والهلوسة فى نفوسهم وقلوبهم . فلادمير بوتين ودونالد تر مب وجورج بوش وباراك اوباما وخامينئ اصبحوا قابعين فى ملاجئ ومكممي الوجوه خوفا من بطش كورونا المرعب . لو أنفقتم مئات البلايين الدولارات التى انفقتوموها على تجاربكم النؤوية والجرثومية وعلى حروبكم العبثية وقتل شعوب العالم . أليست هذه البلايين الدولارات لو انفقت على محاربة الأمراض والجراثيم لحماية شعوبكم وشعوب العالم لما تجرأ كورونا ان يتمدد ويقتل شعوب العالم .