جريدة الجرائد

عهد {فتحاوي} لم يصمد

بكر عويضة صحافي فلسطيني مخضرم. عمل في كبريات الصحف العربية من بينها جريدة "الشرق الاوسط" وصحيفة "العرب" اليومية" كما عمل مستشارا لصحيفة "ايلاف" الإلكترونية.
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأرجح أن أهم ما ميّز حركة التحرير الوطني الفلسطيني &"فتح&" عن غيرها من تنظيمات فلسطينية سبقتها، هو ما تضمنت أدبياتها السياسية -كما كانت تعبّر عنها نشرة &"فلسطيننا&"، التي سبق صدورها انطلاق العمل الفدائي المُسلّح (1-1-1965)- من توجه بدا، بالفعل، مختلفاً عن توجهات مختلف فصائل العمل الفلسطيني، المنطلق رداً على النكبة الأولى (15-5-1948). آنذاك، كان أبرز ما لفت أنظار الناشطين، فلسطينياً -كنتُ منهم- والمهتمين، عربياً، في تميّز &"فتح&"، هو تأكيد الفصيل الوليد، في إطار مبادئ الحركة، على مبدأ &"عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية&". ذلك المبدأ عُدَّ، يومذاك، بمثابة عهد سياسي قطعته قيادة &"فتح&" التاريخية على نفسها، ومِن ثَمّ أوحى، بما يشبه إعلان طلاق بائن، مع أدبيات أحزاب وحركات فلسطينية أسبق زمناً، وأعتق تجربة، لكنها لم تكن تستطيع الأخذ بتعهد مماثل، لسبب بسيط خلاصته أنها في الأساس فروع تنظيمات غير فلسطينية المنشأ، ومن ثم فإن مبرر وجودها مرتبط بمدى انغماسها التام في شؤون الدول الموجودة فيها. هكذا كان حال الشيوعيين، وكذلك القوميين، سواء الحركيين منهم أو البعثيين، وأيضاً جماعة الإخوان في فلسطين، أما &"فتح&" فقد أتت بمنطق مختلف، وربطت القول المُغاير لأقوال غيرها بالعمل المسلح، فأطلّت بوجه الفدائي. لاحقاً، سوف يطفو سؤال على السطح: إلى أي مدى نجحت الحركة في الوفاء بوعد عدم التدخل في شؤون غيرها؟

اختصاراً لإجابة كُتبت في مضمونها مجلدات، واجتهد بشأنها باحثون كثر، يمكن القول إن جيل قيادات &"فتح&" المؤسس حاول قدر المُستطاع تطبيق العهد، من خلال الارتفاع بقضية فلسطين فوق مستوى الخلافات العربية. لكن الأمر لم يكن له أن يتم كما تمنى آباء الثورة الأولون. كانت ظروف الواقع العربي، وتعقيدات تقلباته، أقوى من تمنياتهم. أقول هذا واضعاً في الاعتبار، أولاً، أمانة الإنصاف الموضوعي، ومُحَيِّداً تقييم الموقف الذاتي جانباً. في مرحلة من بواكير شبابي، كنتُ شاهداً على ذلك. وقفتُ زمنذاك في المعسكر القومي المتخاصم سياسياً مع مواقف &"فتح&". وكما غيري من أنصار التيار القومي - الناصري، جادلتُ أن إطلاق نضال فلسطيني مسلح بلا تنسيق مع النظام العربي عموماً، وما كانت تُسمى &"دُول الطوق&"، خصوصاً، ثم &"المواجهة&" لاحقاً، هو محاولة توريط للنظم القومية في حرب ليست مستعدة لها كما يجب. تلك المجادلة كانت تعبّر عن ارتباط الحركات القومية بأنظمة الحكم المتحالفة معها سياسياً، والمنتسبة إليها عقائدياً. من جهتها، كانت القيادات الفتحاوية ترى أن ربط أي تقدم على طريق تحرير فلسطين بتحقيق أهداف الأنظمة الثورية، مثل قيام &"وحدة عربية شاملة&"، هو نوع من تضييع الوقت، بل فيه شبهة خذلان للشعب الفلسطيني ككل. بين كلا النهجين نشب صراع عقائدي، كان لا مفر سيوصل إلى أن تصبح حركة &"فتح&" طرفاً هي أيضاً في صراعات يشهدها مختلف الساحات العربية. ذلك بالضبط ما حصل، الأمر الذي يتصل بموضوع الأربعاء الماضي في هذه المساحة من &"الشرق الأوسط&"، بشأن مرور خمسة وأربعين عاماً على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان.

بيد أن الإخلال الفتحاوي بمبدأ &"عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية&"، حتى لو كان اضطراراً، بدأ في الأردن قبل لبنان. هناك كذلك، قُدِّر لي أن أشهد وأسمع عدداً من وقائع ما سوف ينتهي خريف سنة 1970 إلى مآسي &"أيلول الأسود&". صحيح أن التنظيمات المناهضة لحركة &"فتح&" سبقتها في الاستقواء على الحكم الأردني، وفتح المواجهة معه برفع شعارات تستفز من طراز &"عَمان هانوي الثورة&"، إنما كان الأجدر بقيادات حركة تقود تنظيماً كان الأكثر شعبية، والأكبر حجماً، ألا تنجرّ إلى هكذا فخ، لأن التاريخ سوف يسجل لاحقاً، أن العهد الفتحاوي بعدم التدخل في الشأن الداخلي، لم يصمد في الأردن، أولاً، ثم تواصل التخلي عنه، بشكل أسوأ، في لبنان. يتطلب الأمر الدخول في تفاصيل تؤلم أكثر، لكن المساحة لن تتيح ذلك، ربما الأسبوع المقبل. بالطبع، ثمة من قد يصيح، وهذا حق، ما خلاصته: هل هذا وقته؟ ألا يكفي الناس قلق صداع الانشغال بالصراع ضد فيروس &"كورونا&"؟ الرد، ببساطة، هو أن رياح فيروسات كثيرة عصفت بالوضع الفلسطيني، عبر مراحل عدة، وأدت في غير حالة إلى عِلل كثيرة، لعل وضعها تحت المجهر يفيد في اتقاء شر تكرارها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فتح انشأتها دول الخليج - لتخطف القرار الفلسطيني من التيار القومي .
عدنان احسان - امريكا -

فتح جائت من الخليـــــج - واستولت علي القرار الفلسطيني - تحت غــــطاء انها تشمل وتضـــــم جميع التيارات - السياسه للشعب الفلسطيني - وبعدها تحت قيـــــــاده ابوعمار - جرى تصفيه كل التيــــــــارات فيها - وبعد ان انجـــــزت المهمه - تم تصفيتـــــه ايضا / ليبقي الفسده - والخونــــــــه - والماجورين ، وتصل القضيه الفلسطينه الى هذا النموذج من السلطه الوهميــــه الفلسطينيه اليـــــــوم - ومن تبقي حثالات القايده في منظمه التحرير الفلسطينيه ابواق - لفلان وعلتـــــان - وظرطان - وخريان - وحتى النتن ياهو هناك من يمثله في منطمه التحرير الفلسطينيه - اما في الارض المحتله اصبح جوهر القضيه الفلسطينيه - بالحلم بالوصول للكنيست - والمطالبه بالعداله والمساوه - والنضال ضد العنصريه / وفي غـــــزه تجــــــار اراضي والنفاق - والنفاق / وهذا مرتــــــزق لقطـــر / والاخر سفير للامارات / والثاني مندوب للمخابرات المصريه - والاخر لايــران / واردوغــــــــان / وضاعت الطاسه سياسيا ووصلوا للحل بشعار اذا ضربتوتنــــــا سنرد / وضاعت القضيه الفلسطينيه ،، وحمل الفلسطنينيون - اخفاقهم - وبـــــرر البعض خيانتـــــــهم وحملوا المسؤوليه للنظام الرسمي العربي / واليوم يناضلون علي الفيس بــــــووك - ومراكز الدراسات الاستراتيجيه الصهوينيــــــه لتعد لهم الجيل الجديـــــد لقيادتهم //// . الى ان جائت الكورنه ولخبطت حسابات اسرائيل والمنطقه كلها - ومن تبقى من حثالالت منظمه التحرير طلعت الكورونا اشرف من كل الطروحاتهم التي تطرح لحل القضيه الفلسطينيه - وكشفت عورة اسرائيل - وعورة الفلسطينين - و قاده منظمه التحرير اليوم لايجيدون سوى - الثرثـــــره علي الفضائيات - قيادات- بقوا في مناصبهم نصف قرن / يعيشون عاله علي الشعب الفلسطيني لذلك النتن ياهو مستضرطهم - والمصيبه لايوجد حل اخر بالافـــق ، الا اما يطرحــــــه الثرثار / عبد الباري عطوان / وامثاله في الفضائيات . والحل - وربما الكورنا وحدهــــــــا القادره علي استعاده الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني - واسقاط المشروع الصهيويني - واستعاده الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني - ولتعود فلسطين - من البحر للنهــــــــر ... ولو على يد الكورونا ،//// وعاشت الكوونا - ويسقط تجار الثوره الفلسطينيه بكل فصائلهم - بمنظمه التحرير - او خارج المنطمه - بالسلطه - او