جريدة الجرائد

نكرر: الدراما ليست رسالة

رجاء العتيبي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إذا كانت الدراما رسالة، تهدف إلى مناقشة الواقع وإصلاحه، وتبصير الناس بمشكلاتهم، على حد تعبير الكثير, فلماذا لم يصلح ناصر القصبي وعبدالله السدحان وعامر الحمود مشكلاتهم بينهم بحكم تأثير الدراما عليهم طوال كل هذه السنين؟ لماذا يكون القاضي هو الحكم الفصل في مشكلتهم التي استمرت سنوات طويلة حول علامة (طاش ما طاش)؟

وهذا الأسبوع ظهرت مشكلات بين مدير أعمال حياة الفهد الإماراتي يوسف الغيث ومحمد العدل مخرج مسلسل أم هارون. مشكلات ظهرت على قنوات التواصل الاجتماعي، اتضح منها أن المخرج يحمل رسالة خاصة به, فيما جاءه الرد قاسيًا. ولو رحت تعد المشكلات بين أطقم الأعمال الدرامية محليًّا وخليجيًّا وعالميًّا لوجدت الكثير.

السؤال إذن: إذا كان طاقم العمل الدرامي لا يستطيعون حل مشكلاتهم بينهم فكيف يمكن أن يجدوا حلولاً لمشكلات المجتمع؟ لماذا يؤكدون باستمرار أنهم يحملون رسالة؟ هل هم فعلاً رسل الحب والسلام؟ أسئلة علينا أن نطرحها بشكل واضح ودقيق؛ لنبدد كثيرًا من المفاهيم المغلوطة عن الدراما. ليس الحديث موجهًا ضد أحد بعينه, ولكنه موجّه لإدراك مضامين الدراما وعلاقتها بالفن.

سؤال آخر: لماذا لم يحتفِ البعض بمسلسل (مخرج 7) الذي يعرض حاليًا على قناة الـ MBC؟ رغم أنه يناقش مشكلاتنا الاجتماعية بشكل مباشر وصريح؟ لماذا ترك المنتقدون المشاكل والحلول وركزوا على السيناريو: يتساءلون عن الصراع, والدهشة, الشخصيات... أليس من الأولى أن يسعدوا بأن الحلقات تعكس مشكلاتهم لحلها من قِبل المعنيين - حسب مبدأ الدراما رسالة -. وقس على ذلك كثيرًا من الأعمال الدرامية المحلية.

مَنْ يقُل إن الدراما رسالة ويقف يحتَجْ إلى أن يراجع نظرية الدراما وعناصرها ومعاييرها, وعليه أن يراجع مفهوم الفن, وضرورة الفن, ونظرية الفن. لا يمكن أن تدخل مجالاً من المجالات وأنت لا تعرف نظرياته وأسسه وكتبه ونماذجه, ونجومه وتاريخه. ومن يدخل معترك الدراما ليتعلم من مبدأ (الخطأ والصواب) فإن أخطاءه ستكثر. وسط وعي كبير وإدراك شاسع لدى المتلقي الذي بات يعيش في عالم من الدراما؛ فأينما ذهب يجد دراما بأعلى مقاييسها؛ ما طبع في ذهنه نماذج درامية عليا, لا يرتضي غيرها بديلاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف