جريدة الجرائد

معارك إردوغان الخارجية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إردوغان الشخصية المحيرة

قليل يعلم أن لتركيا قاعدة عسكرية في مقديشو، البعيدة جداً عن حدودها، وأن أكبر سفاراتها أيضاً في العاصمة الصومالية. والشيء الوحيد الذي يجمع بين ليبيا والصومال، أن البلدين ممزقان بالحروب. وإلى أشهر قريبة، كان لتركيا موطئ قدم في سواكن، الجزيرة السودانية التي خطط لها أن تكون قاعدة عسكرية تركية، لولا انهيار حكم عمر البشير، وإلغاء القيادة الجديدة في الخرطوم كل الاتفاقيات العسكرية مع أنقرة.
هذه الدوائر الحمراء التركية المنتشرة على خريطة المنطقة هل تمثل سياسة مرسومة، ومشروعاً توسعياً، أم مجرد ردود فعل من شخص مليء بحب نفسه؟
في السنوات الأولى للحرب في سوريا، كان إردوغان متردداً في عبور الحدود عسكرياً. اليوم قواته هناك، لكنها خسرت معظم معاركها الرئيسية أمام الروس وقوات نظام الأسد، وكذلك ضد الأميركيين، وتقلصت المساحات التي رسمتها حكومة تركيا كفواصل حدودية داخل سوريا.
لهذا كان الرئيس إردوغان حريصاً على أن يزف أخبار انتصارات قواته في ليبيا للشعب التركي المكتئب من تدهور أوضاعه المعيشية. ضخ سيلاً من الأخبار يبشرهم بالمكاسب، أبرزها توقيع اتفاقيات نفطية مع ليبيا، وعزمه على التنقيب في المناطق التي رسمها كحدود بحرية في مياه المتوسط، رغماً عن اعتراضات اليونان، وتسرع بالحديث عن اكتشافات نفطية.
وقد لا تعدو كل هذه الأخبار السعيدة سوى محاولة رفع الروح المعنوية للشعب التركي الذي تتالت عليه صدمات اقتصادية في سنتين بلا توقف ولأسباب سياسية.
ولا يمكن التهوين من أضرار المغامرات العسكرية التركية في المنطقة، الممولة غالباً من قطر الصغيرة التي تبحث عن قوة إقليمية تتسلق عليها.
والرئيس التركي يسير على خطى الإيرانيين في توسعهم في المنطقة، الذين انطلقوا سريعاً بعد توقيعهم الاتفاق النووي، وانتشروا في سوريا والعراق واليمن. ووفق النموذج الإيراني، صارت تركيا تستخدم الميليشيات الأجنبية في حربها في ليبيا، وهناك أنباء عن تدخلها في اليمن، أيضاً، وسبق ذلك أن استخدمت الميليشيات السورية في ضرب الأكراد السوريين &"قسد&".
هذه المغامرات والقواعد العسكرية لا توضح لنا ما هي سياسة إردوغان، إن كانت هناك واحدة. لماذا؟ وما هي النتيجة المتوقعة منها؟
في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استضافت ماليزيا قمة إسلامية اقتصرت على إردوغان ورئيسي إيران وإندونيسيا وأمير قطر، بدعوى تدارس شؤون الأمة الإسلامية. وقد حاول إردوغان أن يطرح نفسه زعيماً عليهم، وأن يجعل من القمة بديلاً لمنظمة التعاون الإسلامي في مكة. القمة فشلت وحاولت ماليزيا توضيح أن تصريحات الأتراك لا تعكس وجهة نظرهم، وتمت إقالة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، الذي طُرد أيضاً من الحزب هذا الشهر.
ملامح مشروع إردوغان تقول ببناء قوة إقليمية كبرى موازية لإيران، وربما تحل محلها، على اعتبار أن الحصار الأميركي للإيرانيين بالفعل أضعفهم كثيراً. وتركيا، ذات الثمانين مليون نسمة، لها أدوار إقليمية في آسيا الوسطى، ولم تفلح كثيراً أمام روسيا وإيران. وهي، بخلاف السعودية وإيران ذاتي الاحتياطات النفطية الهائلة، تركيا بلد بلا موارد مالية كبيرة، لها اقتصاد كبير يعتمد على السياحة الروسية والأسواق الأوروبية وتحويلات الأتراك في الغرب. ويكاد يعيش إردوغان على الدعم القطري لإنقاذه من كل أزمة، مثل أزمة &"كورونا&" التي أوقفت الاقتصاد، وبدأ انهيار الليرة إلى أن رفدته الدوحة بـ15 مليار دولار.
حالياً هو متمدد في ثلاثة بحار؛ الأسود والمتوسط والأحمر. النتيجة المتوقعة من التمدد السياسي، والتورط العسكري التركي، ليس تمدد نفوذ حاكم أنقرة، بل إضعافه، لن يستطيع أن يلعب وحيداً في منطقة واسعة ومضطربة بدون حلفاء أقوياء، ولا تزال تنتظره امتحانات لم تحسم بعد، سواء في حرب سوريا، والصواريخ الروسية، وخلافه العسكري مع الأميركيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحب يقتل والمال يذل!
بسام عبد الله -

آخر ما كان يخطر ببالي أن يتحول أحد رؤساء تحرير الشرق الأوسط ورموز الصحافة العربية إلى طبال للسلاطين ويغطي الشمس بغربال. نعم، كان جهاد الخازن يتزلف للمتنفذين بالدول العربية، ويتاجر بالقضية الفلسطينية ولكن ما كان يشفع له كونه كونه من أصول فلسطينية وترعرع في لبنان ولجأ إلى بريطانيا في خريف عمره، أي جمع بين الثالوث المدلس . ليس دفاعاً عن أردوغان ولكن حتى أعداؤه سيستهجنون هذا التشويه للحقائق باسلوب صحافة السلاطين الذي لا تهمة له فيها سوى أنه خليفة عثماني أو اخواني أو داعشي، وأضاف إليها اليوم أستاذنا الكبير الراشد والعاقل، بحكم خبرته الصحفية وسعة إطلاعه، بكشفه عن وجود قواعد عسكرية تركية في الصومال والسودان، ويتحدث عن إنتصارات وهزائم على الطريقة البعثية الأسدية والناصرية ، ويذكرنا بأحمد سعيد والصحاف ووليد المعلم أو الطبل، من رواد الناطقين باسم العسكر الذين إذا رضي حاكمهم عن شخص رفعوه إلى السماء وإذا غضب عليه خسفوا به الأرض، وهجومهم على أردوغان اليوم أكبر دليل، وهو أي الرئيس أردوغان، الذي كان قبل جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي رحمه الله بطريقة وحشية وبشعة، سمن وعسل مع المملكة وملوكها وبشار أسد وبعثه وعلمانيته وطائفيته؟ وإنقلبت بقدرة قادر للإتجاه المعاكس بحيث وقف طبالي السلطان وشعراء البلاط جنباً إلى جنب مع شبيحة المجرم بشار أسد الذي قضى شهر عسله في حضن أردوغان. من صفات ومميزات الكاتب والباحث بعد النظر، ماذا ستكتبون لو عادت المياه لمجاريها وفي الإتجاه الصحيح؟ لماذا يجب على الشعوب العربية والإسلامية تحمل أخطاء وجرائم الحكام والرؤساء وخلافاتهم الشخصية وتحمل تبعاتها؟ نفس سيناريو العراق يتكرر على باقي الدول العربية والإسلامية الواحدة تلو الأخرى وبأيدينا، في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة للوحدة والتماسك والتلاحم. أردوغان رئيس أحبه شعبه الذي وقف بصدوره العارية في وجه الدبابات دفاعاً عنه وأعاده للرئاسة، وعلى عكس معظم الحكام العرب الذين لا وجود عندهم لا لشعوبهم ولا لصناديق الإقتراع ومع ذلك يحصلون على نسبة 99,999 % من أصوات الشعب. إذا كان دفاع أردوغان عن حدوده ووحدته الوطنية وإبعاده لعصابة إرهابية إنفصالية عن حدوده، وكذلك الدفاع عن الشعب السوري وحمايته من الإحتلالين الايراني والروسي أصبح غزو وإحتلال بمفهومكم ، فبماذا تسمون إبادته بالكيماوي وأسلحة بوتين للدمار الشامل، قتل رحيم؟

نازيون الامس واردوغانيين اليوم
ناصر -

ما يقوم بها اردوغان اليوم هي نفسها ما قام بها النازيون الالمان ابان الحرب العالميه الثانيه ، التوسع العسكري في كل الاتجاهات ، غرور قومي ، احتلال الاراض ، فرض اللغه والعلم التركي ، قتل، تهجير، حرق ، وسرقة مصادر الطاقه ، وتهديدات بالابادة العرقيه . والنتيجه حتميه هي فشل اردوغان وحزبه الحاكم وتقسيم تركيا. كان هذا يحصل منذ زمن لو لم يكن تركيا عضوا في الناتو ...!!

ماذا عن العرب
كوردي عراقي -

الكاتب يتحدث عن التمدد التركي والإيراني ،ماذا عن العرب ؟ هل لهم دور في المنطقه؟ تركيا ساعدت الصومال وليبيا والسودان ولها نفوذ واسع في سوريا وكذلك با النسبه لإيران سيطرت على بغداد ،بيروت بصنعاء و دمشق .العرب لهم خبره في انتخابات جمال الابل والماعز وأقامه الحفلات طول السنه .

اردوغـــــان ليس الا عبـــــد مامور .
عدنان احسان- امريكا -

اردوغـــــــــان - ليس الا نسخه من الزعامات التي تصنعهم امريكا - وتصنع منهم ابطــــــــــال وينفدوا مخطاطاتها - وبعد ان تنتهي مهمتهم ترميهم في مزبلــــــــــه التاريــــــخ ،،،

من مساوئ اردوغان
كندي -

لأردوغان مساوئ كثيره منها وليس كلها او اهمها : أعاد الحريه الدينيه الى تركيا ( الحجاب كان ممنوعا ) ، تصدى حتى لاهم واكبر حلفائه لأجل سلامة بلاده ووحدتها وأمنها القومي ( امريكا ) ، تدخل عسكريا بكل قوه في سوريا مانعا تقسيمها وتفتيتها وإقامة كيان كردي انفصالي فيها ( ليس حبا بالشعب السوري او العرب وانما خوفا على بلاده من مصير مشابه ، اذن تلاقي مصالح صب في مصلحة سوريا ) ، منع النظام الأسدي وايران وروسيا من اجتياح أدلب وأباده مئات الالف اخرى من النازحين واللاجئين والمشردين ، وقف بحزم امام اموال ( الأغنياء الذين ظنوا ان باستطاعتهم شراء كل شيء ) في جريمة قتل وتمزيق خاشقجي النكراء المرعبه ، استضاف ملايين اللاجئين السوريين الهاربين من القتل على يد زبانية بشار وحلفاؤه حزب الله والمليشيات الايرانيه والجيوش الروسية المجرمه ( كم عدد اللاجئين السوريين الذين استضافتهم الدول الخليجيه الغنيه ( العربيه ) ) ؟؟!! ، لماذا العربان متخلفين دائماً وسيبقون ؟ لأنهم لا ينظرون للامور نظره منطقيه موضوعيه ولان اعلامهم هو في معظم معظم معظمه هو اعلام السلاطين ، اردوغان بتصرفاته أرغم حتى الد اعدائه وكارهيه على احترامه والاستماع له بكل انتباه وجديه ( روسيا عدوة الشعوب ) ، لست عنصريا ولكني لا احمل ودا للاتراك ومع ذلك اقول شكرًا لأردوغان فقد قدم ( للعرب ) ما لم يقدمه العرب لأنفسهم وشعوبهم ، أليس من المعيب والعار ان تقوم بعض الدول ( العربيه ) بمحأولات للاحتلال ليبيا طمعا بخيراتها ويقوم اردوغان بالتصدي ؟؟؟ ما المعيب في ان يكون لأردوغان سفره ضخمه في الصومال ؟ وقاعده عسكريه ؟ الا تستنجدون بالشياطين انفسهم عندما يقوم القراصنه الارهابيون باختطاف السفن ؟؟؟