جريدة الجرائد

الرابحون فى الخسارة والخاسرون فى الربح!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

العرب منذ سقوط دولة الأندلس عام 1492م، بعد أربعة قرون من الحكم الإسلامى العصرى، متخصصون فى تحقيق الخسائر، إلا فى حالات نادرة تاريخية أشبه بالمعجزات!

طعم الربح أو الفوز أو الانتصار بعيد عنا لعقود طويلة من الزمان.

من هنا يتعين طرح السؤال العظيم: لماذا نربح فى الخسارة، ونخسر فى الربح؟!

تعريف الربح فى اللغة العربية هو حينما يقال &"ربحت التجارة&"، فإن ذلك يعنى نمت وكسبت.

والتعريف التجارى للربح هو: المكسب، أى تبيع الشىء بأكثر مما أنفقت عليه.

حال العرب أنهم -فى معظم الأحيان- يدفعون فى الشىء أكثر من قيمته، وأحياناً يخسرونه كله.

خسرنا فلسطين عام 1948، وخسرنا القدس الشريف فى يونيو 1967 وأراضى 3 دول عربية، وخسرنا السيادة على العراق واليمن والصومال وفلسطين وسوريا ولبنان وليبيا.

والآن فى ظل عالم يسيطر عليه الكبار نعيش حالة احتلال من نوع غير مباشر فى فرض أسعار سلع أو بضائع أو رسوم جمركية أو مبيعات سلاح أو غذاء أو دواء أو أمصال ولقاح.

الرابح بمفهوم قوانين القوة الحالية هو القادر على فرض شروط وقواعد المعاملات الدولية والعلاقات الثنائية مع القوى المؤثرة.

الرابح هو القادر على التأثير على قرارات الحرب والسلام، وإحداث حالة من الردع دون قتال.

الرابح هو من يحسب حسابه فى توازنات وتحالفات اليوم.

الرابح هو مَن يهابه الكبار، ولا يقدر أى مغامر أو أحمق أن يتجرأ عليه، ولا يقدر -ولو للحظة واحدة- أن يستهين به.

الرابح هو الذى يدرك كيف يمكن أن يكون قوياً، مؤثراً، مهاباً، ذا مكانة، إذا قال فعل، وإذا هدد خشيه الناس، وإذا تكلم أنصت إليه العالم باحترام، وإذا وعد فإن مصداقيته لا يرقى إليها الشك.

القوة تبدأ فى عصر اليوم من المعرفة، والمعرفة تأتى من الثقافة الوطنية، والثقافة الوطنية من التعليم الرشيد، والتعليم يأتى من الوعى، والوعى يأتى من الاستنارة، والاستنارة تأتى من المعلومات الحديثة، والمعلومات تأتى من التواصل مع العالم، والتواصل العالمى يأتى من ثورة الاتصالات، وتلك الثورة مصدرها ثورة التكنولوجيا، والتكنولوجيا مصدرها البحث العلمى، والبحث يعيدنا إلى التعليم المستنير البعيد عن الجهالة والظلام والعقل المُغلق!

إن صناعة القوة مثل صناعة كعكة حلوى، تحتاج إلى تحضير المقادير، ومعرفة طريقة الطهو، وإحضار &"الشيف الكفء&".

كان المفكر والشاعر المبدع الدكتور غازى القصيبى، رحمه الله، يردد عبارة بليغة تقول: &"إن أى نجاح لا يتحقق إلا بفشل الآخرين هو فى حقيقته هزيمة ترتدى ثياب النصر&".

مغزى كلام الشاعر والمفكر الراحل أن الفوز يجب أن يعتمد على عناصر تفوقك،، وليس على عناصر فشل خصمك.

أصحاب الإرادة الحديدية لا يعرفون طعم الهزيمة، ولديهم قدرة أسطورية على تضميد الجراح، وتفادى أسباب الفشل، وبناء عناصر النجاح والفوز.

كان &"تولستوى&" يعطى الجانب المعنوى مركز الصدارة العليا فى تحقيق النجاح والفوز والانتصار، لذلك كان يقول: &"خسرنا لأننا أخبرنا أنفسنا أننا خسرنا&".

أخطر ما ابتلينا به فى هذه المنطقة هى وفاة الأحلام وانعدام الثقة فى القدرة على تغيير الواقع!

ابتلينا فى هذه المنطقة من العالم بأكبر معدلات فى النازحين واللاجئين والقتلى ومصابى الحروب وضحايا الألغام.

ابتلينا فى هذه المنطقة بأكبر معدل من الراغبين فى الهجرة غير المشروعة حتى لو كانت على قوارب الموت للجوء إلى شواطئ دول وشعوب ترفضنا وتكرهنا.

ابتلينا بأكبر عدد من المعتقلات والمعتقلين دون سند من القانون، ولدينا شهادات سوداء فى سجلات هيئات حقوق الإنسان.

ابتلينا بأكبر عدد من الحروب الأهلية والاعتداءات الحدودية فيما بيننا. ابتلينا فى هذه المنطقة بأدنى مؤشرات الأداء فى معدلات التنمية البشرية.

ابتلينا فى هذه المنطقة بضياع قيم العروبة، وأصبحنا نقدم وننصر الفارسى والعثمانى والصهيونى على شقيقنا العربى!

ابتلينا فى هذه المنطقة بأن أصبح لدينا العديد من أنظمتنا التى تؤمن بأن الفساد هو أسلوب حياة، وأن المال العام وجد من أجل أن يتم الاستيلاء عليه.

ابتلينا فى هذه المنطقة بكثير من النخب المخادعة، الكاذبة، المنافقة، المتلونة التى تطرح ضميرها وأخلاقها للبيع.

ابتلينا فى هذه المنطقة بإعلام التحريض الذى يلوّن الخبر، ويخلط بين الهوى الشخصى والحقائق المجرّدة، ويؤمن بسياسة المصدر الواحد الوحيد، والذى يعتمد أساليب التزوير والكذب، ويستخدم مفردات السب والقذف والشتائم وانتهاك الأعراض.

حينما نبتلى بذلك كله يصعب علينا أن نذوق حلاوة الفوز والربح والانتصار، ونظل أسرى منطقة الخسائر والهزائم.

الآن لم يعد ممكناً الاستمرار فى هذه &"الغيبوبة اللانهائية&"؛ لأن التحديات الحالية من كل اتجاه، والتهديدات الوجودية التى تكاد تعصف بنا لا تحتمل إلا احتمالاً واحداً وحيداً لا بديل عنه؛ وهو &"أن نربح ونفوز وننتصر&".

اللهم آمين

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التطبيل للنخب
كوردي عراقي -

عزيزي الكاتب ،من يطبل للنخب الفاسده؟من يحول الفشل إلى نجاح؟من يحول الهزيمه إلى نكسه ؟بعض الصحفيين يشوهون الحقائق من أجل الجاه والمال ،ابتداء من هيكل الذي ضل يطبل لكل العصور ،والتطبيل اصبح أقصر الطرق للنجاح ،انتم سبب تخلف الشعوب العربيه وبدون إعلام مهني ومعارضه حقيقيه وتداول سلمي للسلطة لن تنهض الشعوب والأمم.

أخطر ما ابتليتم به هو محنة العقل المسلم
فول على طول -

أول جمله فى مقالك تؤكد أن العقل المسلم فى محنه ولا شفاء منها وسبب المحنه هم المثقفون أو من يدعون الثقافه وللأسف يتصدرون المشهد . تتباكى على سقوط الأندلس لأنها رجعت لأهلها وبعد ذلك تتباكى على فقدان بعض الدول العربيه مع أن الدول العربيه سقطت على أيدى أخوتكم فى الايمان وعجبى ؟ وما هو الحكم الاسلامى العصرى الذى كان فى الأندلس ..ولماذا لم يظهر فى بلاد الذين أمنوا أولا ..وأين اختفى مع أن المفروض أن يكون أكثر عصرنه وازدهارا الان مثل كل البشر ومثل أى تطور ؟ انتهى - وما هى أحلامكم التى قتلت أو ماتت ؟ هى الغزو والسبى والنهب واحتلال بلاد الأخرين ..لماذا لا يعاملكم الأخرون بنفس أحلامكم ؟ مع أن المحتل للبلدان العربيه الان هم اخوتكم فى الايمان ..لماذا تصرخون وتولولون ؟ هى بضاعتكم وردت اليكم ..انتهى - أما اللاجئين والقتلى والمهاجرين غير الشرعيين فهى ليست ابتلاء بل هى نتاج سياستكم وعنصريتكم وارهابكم أى هى نتيجه طبيعيه وللأسف فان الأخرين - دول الكفار - هم من أصابتهم بلاويكم بمهاجرينكم ..أى انك تعكس الأمور أو تفهم بالمقلوب وهذه مصيبه بل أم المصائب عندما يكون هذا مستوى فهم الكاتب والمثقف ..انتهى - وما هى قيم العروبه التى صدعتكم أنفسكم بها ؟ هل تخرج عن الغزو والنكاح والسلب والنهب وثقافة بول الابل والذباب وتناكحوا وتناسلوا بغير حساب ؟ انتهى أتفق معك ومن المؤكد أن أكثر البلاوى هم النخبه التى تتكلم عنها وأولهم من يكتب ومن يحكم ومن يتصدر المشهد فى بلاد الذين أمنوا وجميعهم يعانون من محنة العقل المسلم . ربنا يشفيكم .

محنة العقل الأرثوذكسي عنصرية تجاوزت جميع الحدود
بسام عبد الله -

يتبنى ابن الرب المدعو مردخاي فول الدفاع عن العنصريين من أقرانه وكرس حياته لشتم العرب والعروبة والإسلام والمسلمين مدعياً بأنه أرثوذكسي مصري ضارباً عرض الحائط بوصايا وتعاليم الرب يسوع من باركوا وأحبوا وصلوا إلى اشتموا والعنوا وسبوا آملاً بأن يزقه زقة الرحمة الأخيرة إلى بحيرة الكبريت والأسيد ليقضي فيها الحياة الأبدية، مش تنضب وتختشي بقى؟ شتم أبناء إبليس الكفار من مسلمين ويهود وحتى مسيحيين كاثوليك وبروتستانت جزء راسخ في عقيدتكم، وأنتم فقط وكلاء الملكوت ومن يحدد مين حيخش ومين مش حيخش هناك. يقول الأنبا مرقس المسلم كافر واي مسيحي يعتقد غير ذلك فليس مسيحياً ؟! ويقول البابا شنوده : لا يجوز الترحم على غير المسيحي والكنيسه لا تسمح بالصلاه على المرتد ولا تترحم عليه، ويقول الأنبا بيشوى أن الطوائف الأخرى مش داخلين الملكوت وأنهم غير مقبولين عند الرب ؟!! ,, ويقول انه سيتوقف عن مهاجمتهم ( لو قالوا احنا مش مسيحيين ) أما الأنبا بيشوي فهو يكفّر الكاثوليك و البروتستانت معاً ويقول: الى بيقولوا أن عباد الأصنام هيخشوا السما من غير ايمان بالرب دول ينفع اعتبر ان احنا ايماننا وايمانهم واحد ؟!! ويقول متى ( دي كارثة كبرى في الكنيسة اللي بتقول ان اللى عايز يخش السما لازم يبقى ارثوذكسى )، ويقول الأنبا بيشوى : هو انا دلوقتى خدت حقوق ابونا الرب وحكمت لما قولت ان غير الارثوذكس مش هيخشوا ملكوت السما؟ ويقول انا محددتش اسم شخص بالتحديد .. أي أن الأنبا بيشوى يسخر من متى لأنه يقول أن البروتستانت و الكاثوليك سيدخلون السما و يؤكد أن اللى عايز يدخل السما لازم يبقى أرثوذكسى، ويقول الأنبا روفائيل : لن يدخل الجنة إلا الأرثوذكس !فقط ؟!! البابا شنودة يحرم تناول القربان من عند الكاثوليك ويقول : بنسمى التناول _حتى عند الكاثوليك_ بيسموها (الشراكه المقدسه ) فلذلك لابد للناس أن تكون متحدة فى الايمان عشان يتناولوا من مذبح واحد قبل كده لا يجوز، ويقول الأب بولس جورج : لا يجوز زواج الأرثوذكس من الطوائف المسيحيه الأخرى ؟! والقمص بولس جورج يكفر الكاثوليك ويقول : لا يجوز التناول عندهم ؟!! بالختام نقول ان الارهاب الفكري الكنسي للمسلمين مرفوض ولينشغل كل مسيحي وكل ارثوذكسي بمشاكله الشخصية او مشاكل طائفته او ما يحصل من بلاوي متلتله في كنايسه وفي قلايات رهبانه او بيته . هل يكفي هذا يا ابن الرب أم تريدنا سرد رأي قداسة بابا