جريدة الجرائد

مختار كندا!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في منتصف سبعينات القرن الماضي ظهرت للنور إحدى أشهر المسرحيات السورية الهادفة، وهى مسرحية &"غربة&" لكاتبها الشهير محمد الماغوط، وقد سعى المؤلف خلالها إلى رصد طبيعة التحولات في المشهد السياسي والاجتماعي العربي في تلك الآونة، راسماً ملامح هذا الواقع في إطار كوميدي ساخر، رشح المسرحية لأن تكون واحدة من أهم المسرحيات العربية التي تجسد واقع الأمة العربية ككل خلال القرن العشرين.

غير أن أهم أحداث المسرحية يصلح تطبيقها على أي سياق سياسي في كل زمان ومكان، وهى تتلخص في هروب الفنان نهاد قلعي من ضيعته (قريته) وتوجهه نحو ضيعة أخرى مختارها (عمدتها) دريد لحام، طالباً البقاء والاستقرار فيها، غير أن طلبه قوبل بالرفض، ولكن نهاد قلعي لم يستسلم وحاول بشتى الطرق المكوث في تلك الضيعة وعدم الرجوع لضيعته الأصلية، فسأل دريد لحام عن إمكانية وجود أي حل للبقاء في هذه الضيعة، فأخبره الأخير &"مختارها&" بأنه يمكنه البقاء فيها بشرط واحد فقط؛ وهو أن يكون لاجئاً سياسياً، فلما سأل عن كيفية أن يكون لاجئاً سياسياً، أجابوه: &"يجب أن تشتم بلدك!&"، فما كان من بطل المسرحية إلا المسارعة والجهر بشتم بلده بدون تردد، وهو ما أعقبه تهنئة مختار الضيعة له قائلاً: &".. الآن أصبحت لاجئاً سياسياً!&".

لقد صيغت المسرحية في الأساس بهدف تقديم النقد للواقع السياسي وتعرية المصطلحات الزائفة وكشف هشاشة الشعارات الرنانة السائدة وقتذاك، غير أن المنظور الذي اقتبسناه هنا من المسرحية يتخطى سياق السبعينات وما بعدها، فهو موقف رمزي يعكس الطبيعة الانتهازية للنخب السياسية للكثير من الدول التي تتشدق باحترام الحريات والحفاظ على حقوق الإنسان، والتي تفتح أبوابها على اتساعها -كما تدعي- لكل الخارجين على الشرعية على وجه الأرض، لتمنحهم لجوءها السياسي وأمنها الاقتصادي واستقرارها الاجتماعي.

لو عدنا بالذاكرة قليلاً لنتذكر عدداً من الأحداث التي مرت بنا خلال السنوات القليلة الماضية، وتم خلالها هروب عدد من المواطنين من بلدانهم الأم للحصول على لجوء سياسي لإحدى الدول التي تزعم أنها تنتمي للعالم الحر، الذي يضع حقوق الإنسان في مقدمة أولوياته ومنهم &"كندا&"، نجد أن تلك الدول تحتفي بصورة غير مفهومة بهؤلاء اللاجئين، وتقوم باستقبالهم كما لو كانت تستقبل أبطالاً مظفرين عادوا لتوهم منتصرين من حرب وطنية ضروس شعواء.

للأسف يقع البعض أسيراً لتلك الدعاية البراقة التي تقوم بها تلك الدول، والتي لديها الكثير من الأسباب للاحتفاء على هذا النحو الممجوج بطالبي اللجوء السياسي، والذين من المؤكد أنهم يدركون &-أو لا يدركون- إلى متى يتم استخدامهم كمجرد أدوات ووسائل لتحقيق أهداف بعينها تبغيها تلك الدول، لعل أولها وأهمها بطبيعة الحال الابتزاز، فوجود حالات لطالبي اللجوء السياسي يسهل أمام تلك الدول القيام بابتزاز دول أخرى تحت مسمى حماية حقوق الإنسان، أو التدخل في شؤونها الداخلية والانتقاص من سيادتها بدعوى عدم دعمها للحريات الفردية.

ربما لا يدرك طالب اللجوء السياسي أنه هدف سائغ لبعض الدول ودمية يسهل تحريكها وتوجيهها لتحقيق أهداف أخرى بعيدة تماماً عن مجرد منحه حقوقاً مزعومة أو إعطائه حرية زائفة يستميت للحصول عليها، فبعض الدول التي تزعم أنها راعية السلم ورائدة في مجال حقوق الإنسان تعاني هي نفسها في كثير من الأحيان من حالات قمع الحريات واضطهاد المواطنين، فكيف تحمي حقوق مواطني الدول الغريبة ولا تحمي هي نفسها مواطنيها؟ ولكنها لعبة خفية وخطيرة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

أن تشتم بلدك لتصبح لاجئاً سياسياً صالحاً هو شعار الدول التي ترفع راية حماية حقوق الإنسان، ولكي تتمتع بمزايا اللجوء المذلة -كأن تعيش على معونة البطالة أو تتحصل على بدل معيشة بسيط- لابد وأن تسيء لبلدك بقدر ما تستطيع، وكلما أمعنت في التجني والإساءة والتشهير بوطنك كلما زادت فرصتك في البقاء مهاناً في دولة تتلاعب بك وبأوهامك، فكم من شعار زائف وادعاء كاذب أسال لعاب الحمقى من السذج والمغرر بهم، والذين يتحينون الفرصة -عن وعي أو عن غير وعي- ليخونوا بلادهم ويصبحوا شوكة دامية مغروزة في ظهره، يتم استخدامها لإدانته مرة والضغط عليه مرات، وقد آن الأوان لفضح تلك الشعارات الجوفاء والدعاوى الزائفة، وإطلاق المسميات الصحيحة سواء على هذا النوع من المواطنين أو على الدول المستغلة المضيفة لهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حكواتية آخر زمان وإرهاب السبعينات الفكري يتكرر بغباء حسب مقولة التاريخ يعيد إجتراره
بسام عبد الله -

كثيراً ما يكره الإنسان قول شيء ما وكأنه يصطف مع الأعداء على الأصدقاء، ولكنه يجد نفسه مضطراً أحياناً عندما يقرأ كلاماً أشبه بحديث عاهرة عن شريفة، وكأن كاتبه قرأ لتوه كتاب كيف تصبح صحفياً في سبعة أيام، والمضحك أنه يستشهد بمسرحية كتبت سيناريوهاتها في أقبية مخابرات المقبور حافظ أسد بيد الماغوط البعثي في السبعينات لإمتصاص نقمة الشعب على حكم القمع والإرهاب، وهذا ما يتكرر اليوم في بعض دول الخليج وبعقلية السبعينات. إذ لم يتمكنوا من التطاول على ترامب الذي إستهزأ بهم وبملوكهم وأمرائهم علناً وأمام ميكرفونات وسائل الإعلام الدولية مقلداُ صوت الملك سلمان بسخرية بعد توقيع عقود وهمية بمئات المليارات، وإنتفضوا وهاجوا وماجوا من مطالبة منطقية لوزيرة الخارجية الكندية بإطلاق سراح بعض معتقلات الرأي وهو أمر دأبت عليه كندا مع جميع دول العالم لما هو معروف عنها بمهد الحريات، وإعتبروه تدخل سافر بشؤونهم الداخلية فلجؤوا لفش غلهم بكندا ظناً منهم أنها دولة ضعيفة ولقمة سائغة والتي ستريهم الويل بعد أن إستهانوا بمستقبل آلاف الطلبة وعائلاتهم وخاصة من كانوا في مراحل دراستهم النهائية وطالبوهم بالعودة الفورية فمنحتهم أعظم دولة في العالم بدون منازع اللجوء والإعانة والإقامة والجنسية لإكمال دراستهم والعيش بأمن وأمان وخاصة بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بعقلية البعث في السبعينات الذين كانوا يستعملوا الأسيد في إذابة أجساد المعارضين كما فعل المقبور حافظ أسد ببعض معارضيه.

قليل من الصدق لا يضر
فول على طول -

الدول التى تستقبل لاجئين سياسين أو غيرهم لا تطلب منهم اطلاقا أن يشتموا بلدهم الأصلى بل ربما هم من أنفسهم يتطوعون لذلك وربما لأسباب حقيقيه تجعلهم غاضبون من بلدهم الأصلى ..ربما فعلا يتم استغلال اللجوء سياسيا لصالح البلد المضيف وهذا ورارد فعلا لكن لا تغفل ولا تهمل من أعطاهم الفرصه لذلك وأقصد القوانين المعيبه التى تحكمنا . انتهى

أسوأ أنواع المهاجرين للغرب هم مسيحيي الشرق وعلى رأسهم أرثوذكس مصر ومارونيي لبنان
بسام عبد الله -

من الذي لا يندمج مع المجتمعات الغربية ويريد تطبيق الشريعة على البشر في دول اللجوء يا ابن الرب يا سليل العنصرية والحقد والكراهية؟ يا مردخاي فول الصهيوني اقعد أعوج واتكلم عدل. يعيش في كندا مثلاً عشرين مليون من ٨٠ جنسية وعشرات الأديان في سلام ومحبة ووئام، والجميع يحترم القوانين والنظام ما عدا الذين يدعون أنهم مسيحيين شرقيين من مارونيي لبنان وأرثوكس مصر، العالة على البشرية جمعاء بدون منازع . وهذا ما كشفته أيضاً إدارة الهجرة البريطانية لتصحيح أخطاء الماضي ومنع إستغلال قوانين الهجرة من قبل المسيحيين الشرقيين وقصرها على مساعدة المضطهدات وخاصة من قبل الكنيسة القبطية المصرية من النساء اللواتِ إكتشفن زيف القساوسة والرهبان وتعرضن للإغتصاب عند الإعتراف أوالرشم بعد الصلاة أو حتى القتل إذا غيرن مذهبهن أو دينهن. وهذه المظلومية لا يَدّعونها بوجودهم بيننا فقط بل بتت تعرفها دوائر الهجرة في جميع أنحاء العالم والتي يثبتونها بورقة مضروبة تبتزهم بها الكنيسة لقاء مبالغ خيالية، وفضحتها الحكومة الكندية بعد أن كانت تتغاضى عنها عندما إستنجد الكنديون اللبنانيون بالحكومة الكندية لإنقاذهم من القصف الاسرائيلي عام 2006 فأرسل لهم رئيس الوزراء بوارج حربية كلفت دافع الضرائب الكندي مئات الملايين من الدولارات وتبين فيما بعد أنهم لا يعرفون شيئاً عن الحياة في كندا ولا حتى عن العملة ولا اللغة وعادوا جميعاً إلى لبنان بعد مرور شهر من وجودهم هناك وكانوا جميعهم قد حصلوا على الجنسية بسبب مظلوميتهم وتعرضهم للإضطهاد والقتل من قبل المسلمين، لذا ألغت دوائر الهجرة في جميع أنحاء العالم العمل بهذه الوثيقة المزيفة التي تصدرها الكنائس وخاصة الكنيسة الأرثوذوكسية القبطية ، وعرفت حقيقتهم وعممتها عن طريق الفاتيكان، ويومها خرج قداسة البابا من شرفته قائلاً لمسيحيي المشرق : كونوا مؤمنين ولا تكونوا مسيحيين منافقين. وسمعتها مراراً من رهبان وقساوسة في الفاتيكان أن المسلم المؤمن أفضل من المسيحي المنافق وهذا هو سبب فتح باب الهجرة على مصراعيه للمسلمين وحتى الفاتيكان نفسه تبنى بعض العائلات المسلمة . لذا يجب على المسؤولين عن دوائر الهجرة في بريطانيا وامريكا واستراليا أن يحذوا حذو دوائر الهجرة في كندا بالتحقيق في الوسائل والتحايل التي حصل بموجبها المسيحيين من أقباط مصر على الجنسية وسحبها منهم وخاصة ممن يعيشون خارج الدول المانحة للجنس

هوس كندا
عبدالله الناصر / حائل -

الجنرال الخائن اللص لم يهدا له بال او يستريح من العناء والهجوله حتى الوصول لكندا اسوة بالمراهقين والمراهقات والمشاغبين والمشاغبات وذوي الاهواء والصفات والمواصفات الممقوته فاذا بالجنرال يطالب بالمستقر كمعارض سياسي يدرك الجبري بان الدول ذات القيمه الاعتباريه ستعيده الى بلاده كونه كان ضابطا بمرتبة رفيعه تمكنه من معرفة التفاصيل في مجال عمله كذلك عضو بالمجلس الوزاري بمرتبة وزير وقد ادى القسم على الوظيفتين بمناسبتين مختلفتين مما يؤكد بان تصرف الجبري يعتبر خيانه ولايمكن ان تقبل كندا بلجوء مثل هذه العينه في اراضيها دون مكاسب يتم التعاطي بها بسريه الجبري خائن ولص وعميل تريبل بجداره

يا أبوعقال
كاميران محمود -

أن الغرب لايرحب أصلا بالانتاج الذي تتحدث عنه وما تقوله ليس سوى أضغاث أحلام فما يهم المواطن الغربي اليوم هو أن لايدخل بلده من لم يتمتع بحرية القتل كأرهابي أسلامي في بلده الاصلي والاسوءمن كل ذلك انك تكتب فيما لاتملك علم فيه.

الحقيقه
محلل -

يقولون الجنرال الجبري هرب لكندا وعليه قضايا فساد و11 مليار دولار... الخ الخ لكن السؤال هنا من هو رئيس الجبري طبعا وزير الداخليه محمد بن نايف وقبله احمد بن عبد العزيز اين هما الان ؟ اذا عرفت اين هما الان تعرف لماذا الجبري طلب اللجوء في كندا الموضوع اكبر من الجبري وكل قضايا الفساد المنتشر ومن اعلى قمة الهرم الموضوع صراع عائلي على السلطه والجبري وغير الجبري ضحايا

العرب والمسلمون أسيادكم وأسياد أسيادكم يا غجر القوقاز.
بسام عبد الله -

هذا ما كان ينقصنا كاميران غير المحمود حتى يكتمل النقل بالزعرور وهو يتحفنا برأيه العنصري البرزاني الغجري القوقازي بالحضارات الإسلامية الأموية والعباسية والأندلسية. ما يكتبه بعض العنصريين من الأكراد من حماقات ليس غريباً على أتباع البرزاني الأمي والجاهل والمتخلف. من فوضكم لتتسلطوا على مقدرات الشعب الكردي وتتحدثون بإسمه وتسيئون له وتنهبون خيراته. لم تتعرض أقلية في العالم ولا واحد بالمليون لما تعرض له الآشوريين من حرب إبادة على أيدي العنصريين من الأكراد بدعم فارسي تارة وعثماني تارة أخرى كبندقية للإيجار كالعاهرة يرمونها بعد قضاء حاجتهم منها، وكما يفعل اليوم ترامب في سوريا ونتنياهو شمال العراق السليب. هلوسات البعض من أتباع قزم أربيل مضحكة وسخيفة ، مشروعهم المفبرك parasitic الهوية الكردية في دولة أفلاطون الفاضلة الوهمية الفاسقة والمارقة والضالة التي يريدون تشييدها على خراب وأنقاض أربعة دول وثلاث حضارات عريقة، مصورين العرب والفرس والترك كعدو امبريالي قاتل غريب في المنطقة يريد القضاء على “الاكراد” في الشرق الأوسط، معششين الحقد في قلوب شعوبهم تُجاههم حتى لا تنتقل عدوى الحرية والمطالبة بالهوية الأساسية إلى أبناء الحضارات الأصلية للمنطقة. الأحزاب الهولاكية العنصرية الكردية الصهيونية النازية في كردستان المزعومة السليبة والمقتطعة من دولة العراق حيث مارس الإنفصاليون الأكراد أبشع أنواع الظلم والاضطهاد بحق شعوب المنطقة من غير الكورد لحملهم على الهجرة. إذا كان الشيء الذي تسمونه كردستان أصلاً لا وجود له فكيف نتحدث عن دولة وحدود لوهم لا وجود له؟ وإذا كان الأكراد كقومية لا وجود لها أصلاً على الأرض فكيف سيكون هناك وجود لما لا وجود له ومتى كان للغجر دولة وقومية؟ الأكراد ضيوف وغرباء (كردي بالعربية تعني غريب) وعلى الغريب أن يكون أديب. كردستان مجرد وهم وخيال غير موجود إلا في مخيلة بعض المرضى العنصريين الذين إستغلوا فرصة ضعف الشعبين العراقي والسوري فأسسوا شبه كيان لقيط بدعم الموساد والجيش الامريكي، والجيش الأمريكي إنسحب وتخلى عنهم وتركهم لمصيرهم المحتوم في سوريا، وهذا ما سيفعله الموساد في أربيل قريباً جداً لأن الجميع يعرفهم أنهم بندقية للإيجار ولن تسمح اسرائيل بولادة دولة أخرى لقيطة تنافسها على التسول في منطقتها، وإذا لم تحتلها تركيا فور إنفصالها ستحتلها ايران الخمينية

أيها المهاجرون
زعيم حارة المسك -

لو أن المهاجرين خارج الدول العربية أتعبوا أنفسهم قليلاً بقراءة قوانين البلد التي يعيشون فيها بدلاً من التفكير بالهجرة(عدا السوريين طبعاً) لاكتشفوا بأن القانون في صفهم و ليس في صف المسؤولين الفاسدين.و في النهاية أقول الله يهدي المسؤولين المسلمين إلى ما يحبه و يرضاه ليعبروا بالأمة الإسلامية إلى بر الأمان و الإطمئنان بدل الخوف و الذعر على الأمور المعيشية في هذا الزمان.